عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

رغم مبالغة مقولة أن التاريخ توقّف عند عام 1936

عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة

مجموعة من الملصقات الدعائية من قبل وخلال الحرب العالمية الثانية
برلين ـ جورج كرم

تعتبر مقولة "لقد توقف التاريخ عام 1936، بعد ذلك، كانت الدعاية فقط"، من أهم أقاويل جورج أورويل، وذلك في العصر الذي تفاقمت فيه المآسي المتعددة الناجمة عن الكساد الكبير لاستراتيجيات وسائل الإعلام التي لا ترحم لهتلر وستالين، وكانت الحقيقة هي الضحية الأولى للكساد العظيم. ما يعكس معاناة هذا التوقيت، حيث تم تصنيع الدعاية على نطاق غير مسبوق. وبينما كانت تهدد العالم كارثة اقتصادية لتحريك الحروب قال جورج أورويل، إن الكذب المفيد كان مفضّل على الحقائق الضارة. وذهب أبعد من ذلك، معلنا أن التاريخ توقف في عام 1936. بعد ذلك كل ما نعيش فيه دعاية فقط.

عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة

وعلى الرغم من أن هذه مبالغة مميزة، لكنه يشير إلى عالمية خداع الدولة، فالكساد كان مصطلح يهدف إلى إحداث عملية تضليل على المدى البعيد،  واستخدمها الرئيس هوفر على أساس أنه كناية عن كلمة الأميركية القياسية للأزمة المالية "الذعر". وبطبيعة الحال، الكذب أمر بشري، اُستخدم على مرّ العصور، ولكن تم تطويره بشكل مكثّف خلال الحرب العالمية الأولى، ولا سيما في ظل اتجاه السير هارمسورث، مؤسس الصحافة الشعبية في بريطانيا والذي يشتهر في ألمانيا باسم "أبو الكذب".

عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة

وأدت جهود هارمسورث إلى عواقب وخيمة على أوروبا. وزعم القوميون المتطرفون أن ألمانيا لم تُهزم بقوة السلاح في عام 1918، ولكن طعنت في الظهر من قبل المجرمين السياسيين الذين استخدموا الدعاية البريطانية الوحشية. ولكن الدعاية، مثل الإعلانات، تصيب المناطق الحساسة فقط عندما تكون الظروف مناسبة. فهتلر لم يكن له أبدا أن يحصل على دعم واسع النطاق إذا لم يكن قادرا على استغلال المآسي المتعددة من الكساد. فبعد عام 1929، تقبّل الألمان تأكيده بأن معاناتهم هي ثمرة الشر من نظام فايمار الفاسدة. وأصر أن المشكلة ليست اقتصادية بل سياسية، ولا يمكن حلها إلا من خلال استعادة القوة الألمانية، تحت قيادته.  

وعندم أصبح هتلر في السلطة، نشر جميع موارد الدولة والتكنولوجيا الحديثة للسيطرة على العقول الألمانية، واستخدم الإرهاب والمسرح في ذلك، فكان يتواصل معهم بمفعول التنويم السحري، من خلال وسائل الإعلام الجديدة للإذاعة والسينما. وكان كل مجال من مجالات الحياة الألمانية مسلوب من قبل هتلر ونظامه، فقد هاجم غوبلز الفن ووصفه بـ"المنحل" وأشرف على حرق الكتب من المكتبات العامة ووصفها بـ "بيوت الدعارة الفكرية". وتم تنظيم الصحافة، وترهيب الكنيسة.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة عالمية خداع الدولة ودور الإعلام في تزييف الحقيقة



GMT 17:25 2023 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

نشرات "لينكد إن" الإخبارية بين الترويج وتخطي الخوارزميات

GMT 09:53 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الصحافيون السودانيون يدفعون ثمناً باهظاً لكشف الحقيقة

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:39 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

انطلاق "التحفة" فندق "جميرا النسيم" على شاطئ دبي

GMT 23:25 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

نشوب خلاف حاد بين مرتضى منصور وإبراهيم حسن

GMT 11:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم الدولة الاسلامية ونهاية حلم "أرض التمكين"

GMT 03:07 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

لقاح صيني لمواجهة فيروس كورونا نهاية 2020

GMT 13:32 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

تركي آل الشيخ يكشف عن تغييرات واسعة في الرياضة

GMT 02:15 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

سعر سامسونج جلاكسي نوت 9 المنتظر

GMT 11:18 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

عباس يؤكد أن بنك عودة حدث نظامه التكنولوجي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab