تواصلت فعّاليات محطة التواصل الاجتماعي في معرض الشارقة الدولي للكتاب، بتنظيم أمسية ثقافية، حضرت فيها كرة القدم بقوة، وغلبت عليها الروح الرياضية؛ من خلال مشاركة ثلاثة من مشاهير الإعلام الرياضي ونجوم التعليق الإذاعي والتلفزيوني في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاء الأمسية كلٌ من كفاح الكعبي، ومصطفى الآغا، وهزاع المنصوري، وسط حضور جمهور كبير جمعه حب الثقافة والرياضة على منصة واحدة.
وتناولت الأمسية موضوع الإعلام الرياضي ومواقع التواصل الاجتماعي، من وجهة نظر خبراء في هذا المجال، احترفوا مهنة التعليق الرياضي في مرحلة ما قبل ظهور الإنترنت؛ ليقدموا لزوار المعرض فرصة للتعرُّف على أبرز المحطات التي مرّ بها الإعلام الرياضي، وما يرتبط به من قضايا جدلية، في مقدمتها المصداقية والتعصب، وصولاً إلى جوانب شخصية من حياة الإعلاميين الثلاثة.
وأكد الآغا أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسائل إخبارية، أكثر من كونها وسائل لتحقيق الغاية التي وجدت من أجلها، مضيفًا أنه يستقي الأخبار من هذه الوسائل، وفي مقدمتها "تويتر"، بسبب سرعتها وسهولتها، حيث أنَّ الأخبار بشكلها التقليدي في الصحف والمجلات لها موعد محدَّد، يرتبط بوقت صدورها، في حين أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي تأتيك بالأخبار على هاتفك، في أي وقت.
وأشار الآغا إلى أنه يستطيع الوصول إلى 11 مليون شخص خلال ثانية واحدة من خلال متابعيه عبر هذه المواقع، وهو تقدم كان من المستحيل توقعه قبل عدة سنوات، ولكنه حدث اليوم وصار واقعًا.
وأكمل الآغا إنَّ هذه المواقع تعتبر أيضًا وسائل إخبارية خطيرة جدًا لمن يسيء استخدامها؛ لأنها يمكن أنَّ تستخدم في التجريح أو التعصب أو الخروج الخط العام في الوطن العربي، لذلك فهو يؤيد التشريعات التي تعاقب كل من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لإثارة الخلافات، سواءً في الرياضة أو السياسة أو في أي مجال آخر، مطالبًا مشاهير التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بالتوعية ضد التعصب على هذه المواقع، مضيفًا أنه دخل عالم التواصل الاجتماعي "مجبرًا" و"لضرورات المهنة" حيث أنه من الذين يكتفون بالهاتف للتواصل مع الناس.
وتطرق نجم البرامج الرياضية إلى بعض جوانب حياته التي لا يعرفها سوى المقربون منه، فأكد إنه لا يحب الرياضة، وإنما هو في الأساس أستاذ جامعي متخصِّص في الأدب، ولكنه احترف التعليق الرياضي كمجال للعمل فقط، حتى أنه لا توجد لديه في البيت قناة تلفزيونية رياضية واحدة.
واعتبر أنَّ وجوده على مواقع التواصل الاجتماعي يجعله أقرب إلى جمهوره، حيث يسعى من خلال هذا التواصل معهم إلى التعرف على آرائهم فيما يقدمه من برامج.
فيما تناول كفاح الكعبي بعضًا من ذكرياته في عالم الإعلام الرياضي، قائلاً إنَّ العمل الصحافي قبل ظهور الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كان أجمل، رغم صعوبته وتأخره في نشر الأخبار، حيث كان الخبر يرسل بالفاكس، ويمرّ على عدة أشخاص في الصحيفة قبل أنَّ ينشر فيها، ولا يقرأه الناس إلا في اليوم التالي، مضيفًا أنه كان حتى فترة قريبة يرفض استخدام التقنيات الجديدة، ولكنه اضطر إلى استخدامها بسبب سرعتها وإمكانية تحديثها وتجديدها في أي لحظة.
وأضاف مقدم برنامج "روحك رياضية"، إنَّ مأساة الإعلام الحديث تكمن في المصداقية، لذلك يجب التأكد من الخبر قبل نشره، لأنه قد يدمر سمعة شخص، مشيرًا إلى أنَّ التعصب مرفوض في كل شيء، وهو لا يشكل ظاهرة في دولة الإمارات؛ لأن "عندنا أشياء كثيرة تشغلنا عنه"، مؤكدًا أنَّ سبب حبه لنادي ريال مدريد يرجع إلى إقامته في العاصمة الإسبانية عدة سنوات، حيث أحب فريقها وأصبح مشجعًا له.
واختتم هزاع الظاهري، مقدم برامج رياضية، الأمسية، بالحديث عن تطور الإعلام الاجتماعي، وذكر إنَّ الميزة الرئيسية فيه هي في إمكانية التواصل مع العالم من خلال جهاز واحد، وهو تحول يدرك قيمته كل من عاصر فترة ما قبل ظهور هذه الاختراعات التقنية الحديثة، حين كانت الصحف غير متوفرة بسهولة، وكانت الأخبار تنشر متأخرة يومًا واحدًا على الأقل، في حين يمكنك الآن قراءة عشرات الصفحات بضغطة زر واحدة، وخلال ثوانٍ معدودات تنتقل بين كامل الصفحات، وتتصفح مختلف الموضوعات.
ومن المقرر أنَّ يحل الخميس المُقبل قائد شرطة الشارقة، اللواء حميد الهديدي، والقائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس المزينة، ضيفين على محطة التواصل الاجتماعي في الساعة السابعة مساء للحديث عن الجرائم الإلكترونية.
أرسل تعليقك