مقتل قيادي بارز في هجوم شنته طائرة أميركية بلا طيار في وزيرستان
مقتل قيادي بارز في هجوم شنته طائرة أميركية بلا طيار في وزيرستان
إسلام آباد ـ جمال السعدي
قالت مصادر أمنية رسمية أنَّ الملا نذير أحد كبار قادة طالبان الذي سبق وأن تنازع مع الفصائل العسكرية الأخرى بسبب رفضه شن هجوم على الحكومة الباكستانية، قد لقي مصرعه في أعقاب هجوم شنته طائرة أميركية بلا طيار، فيما تحدث مصدر استخباراتي عن مقتل عدد يتراوح بين 6 و10 أفراد
في الغارة الأميركية. وذكرت تقارير صحافية أنَّ الملا نذير كان لحظة انطلاق الصاروخ عليه، الخميس، مجتمعا بعدد من كبار القيادات في جماعته داخل مبنى في منطقة بيرميل في جنوب وزيرستان وهي واحدة من المناطق التي تتمركز فيها كل من حركة طالبان وتنظيم القاعدة ووغيرهما من الجماعات المسلحة.
وأعقب أولى الغارات التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية بطائرة بلا طيار خلال عام 2013، هجومًا آخر شمال وزيرستان في الساعة التاسعة من صباح الخميس، وذكرت تقارير صحافية أنَّ الغارة الثانية أطلقت أربعة صواريخ على سيارة في قرية مباركشاهي قرب منطقة ميران شاه.
وتقول صحيفة غارديان البريطانية أنَّه تعذر الحصول على مزيد من التفاصيل عما حدث وعن عدد القتلي خلال تلك الهجمات وذلك بسبب القيود المفروضة على الصحافيين التي تمنعهم من زيارة المناطق التي تتعرض لغارات الطائرات الأميركية التي بلا طيار.
ونسب صحافي محلى إلى بعض السكان ومصدر استخباراتي رسمي في جنوب وزيرستان قولهم أنَّ الهجوم الأول أسفر عن مقتل ما بين ستة إلى عشرة أفراد. وقال المصدر الاستخباراتي أنَّ كافة القتلى كانوا جميعا من كبار القادة ضمن جماعة الملا نذير وهي جماعية مسلحة بارزة في جنوب وزيرستان.
ونسبت وكالة رويترز إلى مصادر أمنية قولها أنَّ راتا خان نائب الملا نظير قد لقي مصرعه في الهجوم بالإضافة إلى ثمانية آخرين.
ويقول المنتقدون للسياسات الباكستانية في وزيرستان أنَّ نذير كان يحظي بقدر من الحماية الرسمية في باكستان لأنَّه وعد من قبل بعدم مهاجمة أي جنود أو منشآت حكومية.
وبموجب اتفاقية تم إبرامها مع عدد من الجماعات المسلحة البارزة في أوائل عام 2012، قام نذير بتركيز كل جهوده في شن هجمات داخل أفغانستان ضد قوات الناتو والقوات الحكومية الأفغانية. وصدق على تلك الاتفاقية بعض القيادات المحلية في ظل تنامي أنشطة التجارة والتنمية في المنطقة التي يسيطر عليها في جنوب وزيرستان. إلا أنَّ هذه الاتفاقية أثارت غضب بعض الفصائل الأخرى من بينها حركة طالبان الباكستانية التي استمرت في شن هجماتها الدموية ضد الحكومة الباكستانية.
وخلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، تعرض نذير لإصابة في هجوم انتحاري استهدف سيارته أثناء تنقله داخل أحد أسواق بلدة وانا. ولم تعلن اي جماعة مسؤوليتها عن الحادث على الرغم من أنَّ هناك البعض الذي اتهم أعضاء حركة طالبان باكستان الذين أبعدهم الجيش الباكستاني من مناطقهم في قبيلة ميحسود. وكان نذير قد حاول قبيل تعرضه للهجوم الانتحاري أن يأمر سكان القبيلة بالخروج من المنطقة التي يسيطر عليها.
ويقول المحلل المني البارز امتياز غول أنَّه وعلى الرغم من صفقة عدم الاعتداء إلا أنَّ الحكومة الباكستانية ربما تبدي ارتياحًا خفيًا لموت نذير لأنَّه كان يوفر الحماية لكثير من أعدائها.
وقال إنَّ موته سيسعد كل من أميركا وباكستان لأنَّ نهايته تعنى انخفاض عدد أعدائهما. وقال أيضا أنَّه أبرم صفقة سلام غير معلنة مع الحكومة الباكستانية إلا أنَّه كان يفسد الأهداف المرجوة من الاتفاقية من خلال توفير الدعم والمأوى لأفراد تنظيم القاعدة المعادين للدولة.
وخلال الصيف الماضي أصبح نذير ثاني أبرز المليشيات العسكرية في المناطق القبلية التي تحظر أنشطة تطعيم الأطفال في منطقته إلى أن وضعت الغارة الأميركية الأخيرة الفصل الختامي له.
وكان نذير يزعم أنَّ الفرق الطبية كانت تستخدم كغطاء لجمع المعلومات الاستخباراتية لصالح السي آي إيه للنيل من القيادات العسكرية بطائراتها الدرون التي تعمل بلا طيار.
وتثير الغارات الأميركية بطائرات بلا طيار، استياء وغضب الشارع الباكستاني حيث يعتقد الكثيرون أنَّها لا تنتهك السيادة الباكستانية فحسب وإنما تقتل العديد من المدنيين الأبرياء.
إلا أنَّ الإدارة الأميركية تعتقد بأنَّ تلك الغارات تحظى بشكل من أشكال الموافقة الرسمية من جانب الحكومة الباكستانية وذلك على الرغم الاحتجاجات التي تعلنها وزارة الخارجية الباكستانية في كل مرة تقوم فيها أميركا بغارة من هذا النوع.
ويزعم المسؤولون في الإدارة الأميركية أنَّ الهجمات تتم بدقة متناهية وأنَّها نادرًا ما تقتل مدنيين لكنهم لم يقدموا الأدلة التي تثبت صحة تلك المزاعم بحجة أنَّهم ممنوعون من الإدلاء علنا بتفاصيل عن عمليات السي آي إيه على الرغم من أنَّها تتم علنا وعلى الملأ.
أرسل تعليقك