سيارة وزير الشباب والرياضة اللبناني فيصل كرامي بعد الاعتداء عليها
بيروت ـ جورج شاهين
توفي أحد المصابين من موكب الشيخ حسام الصباغ، الذي تعرض للإصابة مع 4 عناصر من فريق مواكبة وزير الشباب والرياضة اللبناني فيصل كرامي، نجل رئيس الحكومة السابق عمر كرامي، أحدهم حالته شديدة الخطورة، بالإضافة إلى مدني خامس، أصيب بجروح مختلفة، وذلك إثر اعتداء تعرض له موكب الوزير،
قبيل صلاة الجمعة، في ساحة عبد الحميد كرامي، المعروفة بساحة النور، أثناء اعتصام دعا إليه الإسلاميون في طرابلس، للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين الإسلاميين في سجن رومية، فيما تم الكشف في ساعة متقدمة من ليل الجمعة عن التقرير الكامل لكل ما حدث في طرابلس وذلك نتيجة التحقيقات الرسمية التي أجريت،إذ تجمعت العناصر الكاملة التي قادت إلى المواجهة بين مرافقي الوزير فيصل كرامي ومجموعة الإسلاميين الذين تقدمهم مرافقو الشيخ حسام الصباغ.
وأكد " العرب اليوم" من خلال المعلومات التي حصل عليها أن المصادفة هي التي قادت إلى المواجهة في لحظة اختلطت فيها أجواء التحدي والاحتقان بالعصبية على وقع الاستنفار، وهو ما أدَّى إلى تبادل لإطلاق النار بين مرافقي كرامي والإسلاميين وهم معروفون من خلال بعضهم بعضًا بالأسماء.
وفي التفاصيل أكدت التحقيقات، أنَّه وقبل الساعة الثانية عشرة ظهرًا بقليل غادر الوزير كرامي مكتبه في كرم القلة متوجها إلى صلاة الظهر فاصطدم بمجموعة من الإسلاميين في محيط ساحة عبد الحميد كرامي المعروفة بساحة النور حيث كانت منطقة الاعتصام، فتحول الموكب إلى شارع فرعي فاصطدم بمجموعة أخرى من المتوجهين إلى ساحة الاعتصام فتجنب الصدام بهم فأكمل طريقه في اتجاه الشمال إلى أن اصطدموا مرة أخرى بمجموعات كبيرة من الإسلاميين المتوجهين من باب التبانة جنوبًا في اتجاه ساحة الاعتصام في ساحة النور، يتقدمهم عدد من قادة الجمعيات والمشايخ، ومن أبرزهم الشيخ حسام الصباغ فانحرف الموكب بالوزير كرامي باتجاه اليسار في اتجاه منطقة الروكسي، لكنه لم يكمل الطريق في اتجاهها، فانحرف في اتجاه إشارة عزمي مرة أخرى، ومن بعدها توجه في مفرق في اتجاه اليسار .
وهنا نزل بعض المرافقين لفتح الطريق فيما كانت معظم المجموعات المشاركة في الاعتصام قد تجمعت فيها فنزل أحد مرافقي كرامي من السيارة التي كانت تتقدم الموكب على الأرض محاولًا فتح الطريق، ولما فشل في ذلك استل مسدسه وأطلق رصاصتين في الهواء، فرد مرافقو الشخصيات الدينية وممن كانوا من بين المتظاهرين برشقات نارية في الهواء، فوقع الإشكال واستنفر الجميع، فتطور الأمر من إطلاق النار في الهواء الى إطلاق نار مباشر استهدف بشكل غزير السيارة الأولى التي كانت تتقدم موكب كرامي، والتي كان يستقلها مطلق النار، ما أدى إلى إصابة ركابها الأربعة، فتركوا السيارة وتغير سير موكب كرامي بعكس ما كان متوجها.
ولما غادرمرافقو كرامي سيارتهم سمع دوي انفجار قنبلة أُطلقت في اتجاه السيارة الخالية من ركابها الجرحى، فانفجرت بداخلها واشتعلت فيها النيران .
وقالت المصادر الأمنية إنَّ "المسلحين الذين تبادلوا إطلاق النار ليسوا مجهولي الهوية وقد تمكن كل من كان في ساحة المواجهة من التعرف إليهم جميعًا من طرفي الإشكال."
وختمت المصادر بالقول إنَّ "الحصيلة انتهت إلى خمسة جرحى أربعة من مرافقي الوزير كرامي وأحدهم ويدعى أحمد اليوسف يعاني من إصابات خطيرة، وقيل إنَّه دخل مرحلة الموت السريري وخامس من مرافقي الشيخ الصباغ".
وأشارت التحقيقات النهائية إلى أنَّه "لولا أجواء الاحتقان في المدينة لما جرى تبادل إطلاق النار، فالمواجهة فيها ليست بين الإسلاميين والوزير كرامي، لكن أجواء التشنج للحظات تسببت بما حصل قبل أن تطوق الاتصالات التي أجريت سريعًا الحادث وتطوي ردات فعل كانت هي الأسوأ لو لم تنجح اتصالات التهدئة".
وقالت المصادر الأمنية المطلعة على ما جرى في المدينة إن "مجلس الأمن الفرعي الذي رأسه وزير الداخلية في المدينة ناقش كل هذه التطورات بأدق تفاصيلها وأُعطيت التعليمات إلى الجيش اللبناني لاتخاذ أقصى درجات الحيطة لمنع تفاقم الأمور وهو ما حصل في النتيجة بعدما تبين أن طرفي الإشكال عملوا ما بوسعهم لمنع امتداد الحادث."
ووصفت المصادر الحركة التي شهدتها المدينة التي توجه إليها الرئيس ميقاتي عصرًا ووزراؤه ووزيرا الدفاع والداخلية، أنها كانت بهدف الإعلان عن التضامن مع الرئيس كرامي ونجله والإاطمئنان على صحته ومتابعة المعالجات الفورية التي نجحت في تطويق ذيولها، وأراح الوضع إخلاء ساحة الاعتصام قبل الموعد الذي كان مقررًا بساعة تقريبًا، وهو ما أسهم في انتفاء الظهور المسلح فيها وتُركت الأرض لوحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي".
وبعد الظهر غصت دارة الرئيس كرامي بالشخصيات السياسية والحكومية وزاره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي دارة الرئيس عمر كرامي في طرابلس مطمئنًا إلى وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي بعد حادث إطلاق النار الذي تعرض له موكبه ظهر الجمعة.
وكان في استقبال الرئيس ميقاتي الرئيس عمر كرامي والوزير فيصل كرامي في حضور عدد من الوزراء والشخصيات، واستمرت الزيارة قرابة الساعة .
وبعد الظهر أجرى الرئيس أمين الجميل رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" اتصالًا بالرئيس كرامي كما اتصل به الوزير وائل أبو فاعور باسم رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط للغاية عينها.
وبتكليف من البطريرك الراعي أجرى المطران سمير مظلوم النائب البطريركي اتصالاً هاتفيًا بكل من الرئيس عمر كرامي ووزير الشباب والرياضة فيصل كرامي للتهنئة بالسلامة ناقلًا لهما شجب غبطته لما جرى ولكل أنواع العنف والتطرّف، داعيًا بالسلامة للجرحى ولطرابلس بالاستقرار واستتباب الأمن.
كذلك أجرى نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم باسم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله وقيادة الحزب، مساء الجمعة، "اتصالًا هاتفيًا بالرئيس عمر كرامي وبوزير الشباب والرياضة فيصل كرامي للاطمئنان والتهنئة بسلامة الوزير كرامي من الاعتداء الآثم الذي تعرض له ".
وليلًا عقدت الهيئات الإسلامية في طرابلس اجتماعًا في مقر الجماعة الإسلامية، تداولت خلاله ما حدث ظهر الجمعة مع وزير الشباب والرياضة، وأصدرت بيانًا استنكرت فيه الاعتداء على الوزير كرامي، معتبرة أنَّه "يهدف إلى زعزعة الاستقرار في طرابلس ويهدف إلى إفشال أي تحرك سلمي في قضية الموقوفين الإسلاميين الذين يقبعون في سجن رومية من سنوات"، ودعت إلى "تضافر الجهود للضغط للإفراج عن الموقوفين وإيجاد حل نهائي لقضيتهم ورفع الظلم اللاحق بهم". وفور انتهاء الاجتماع توجه وفد من القيادات الإسلامية إلى منزل كرامي لإبلاغه استنكارهم العارم للحادث.
كما أكد الوزير فيصل كرامي في تصريح من دارة والده الرئيس عمر كرامي، في طرابلس، أن ما حصل معه ظهر الجمعة "ليس محاولة اغتيال، ولم يكن كمينًا مدبرًا"، وبعد كل ما حصل، أنا لا أتهم أحدًا، ولا أعلم الجهة التي ينتمي إليها المسلحون، ونحن بانتظار الأجهزة الأمنية والقضائية لتحديد المسؤوليات واتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية السلم الأهلي والاستقرار في عاصمة الشمال طرابلس".
ودعا مناصريه إلى "الهدوء وعدم الانجرار إلى الفتنة، فيكفي طرابلس وأهلها ما يعانوه من حرمان".
وكانت دارة الرئيس كرامي قد شهدت تدفقًا للشخصيات النيابية والسياسية، إضافة إلى شخصيات سياسية وأمنية وإقتصادية ورؤساء بلديات ووفود شعبية.
إلى ذلك رأس وزير الداخلية والبلديات مروان شربل اجتماعًا لمجس الأمن الفرعي في سراي طرابلس.
وبعد الاجتماع عقد شربل مؤتمرًا صحافيًا دعا فيه "أبناء طرابلس، ولاسيما المسلحين إلى عدم الاستقواء بالسلاح لأنه يسبب ضررًا كبيرًا للمدينة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية كافة".
وناشد "الدولة اللبنانية والسياسيين كافةعدم ترك أبناء المدينة لمصيرهم"، وتمنى "الوصول إلى قرار يجعل طرابلس منزوعة السلاح وأن تكون النموذج لكل لبنان".
وأكَّد أن "ما يحدث من أحداث أمنية في المناطق اللبنانية وفي طرابلس هو أكبر من الأجهزة الأمنية ومن الدولة، ونحن أكثر ما نخاف أن تنطلق الفتنة من هذه المدينة إلى كل لبنان".
واعتبر شربل أنَّ "الخلاف السياسي مشروع ولكن التعبير عنه في طرابلس بهذه الطريقة غير جيد، وأعتقد أن على مجلس النواب أن يسارع إلى نزع الفتيل عبر إقرار قانون للانتخابات يحفظ مصلحة البلد بعيدًا عن الطائفية لأن الأحزاب الطائفية لا يمكن أن تبني بلدًا ديمقراطيًا نتمناه".
وقد صرح الوزير كرامي أنه لم يكن مستهدفًا على الإطلاق، ولا يعرف الجهات التي أطلقت النار، معتبرًا أن عبوره في المنطقة كان إجباريًا، باعتبارها على مدخل مكتبه الخاص المعروف في قصر كرم القلة، لافتًا إلى أنه لم يكن يعرف أنه سيخرج في هذا الوقت على الطريق المذكور.
وفور وقوع الحادث، استنفرت جميع الأجهزة الأمنية، وأجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالات بالقيادات الأمنية والعسكرية، وطلب إلى وزير الداخلية مروان شربل عقد اجتماع لمجلس الأمن الفرعي في المدينة، فوجه شربل الدعوة إلى اجتماع يعقد عصر الجمعة في سرايا المدينة.
كذلك اتصل الرئيس ميقاتي بالوزير كرامي مطمئنًا على سلامته،واعتبر الرئيس ميقاتي خلال الاتصال أن "الاعتداء على موكب الوزير كرامي هو استهداف لطرابلس وأمنها واستقرارها، ومحاولة لافتعال فتنة داخلية في المدينة".
ورأى ميقاتي كذلك أن "الإدانة لا تكفي، لأن العناية الإلهية أنقذت طرابلس من هذا الهجوم الخطير، الذي استهدف بيتًا وطنيًا عريقًا، قدم للبنان أغلى التضحيات، وفي مقدمتها الرئيس الشهيد رشيد كرامي".".
وأكد ميقاتي على أنه أعطى التوجيهات لوزير الداخلية لمتابعة التحقيقات المشددة حتى النهاية، وملاحقة ومعاقبة المتورطين في هذا الاعتداء. وشدد على أن "الرهان الأن على حكمة دولة الرئيس عمر كرامي، ومعالي الوزير فيصل كرامي، وأبناء طرابلس الحريصين على وحدة المدينة وأمنها واستقرارها، وتضامن أبنائها الذين يقفون جميعًا في صف حماية طرابلس من الاستهداف والفتنة".
كذلك إتصل الرئيس ميقاتي بالرئيس عمر كرامي، معبرًا عن تضامنه، كما جرى التأكيد على العمل لتجنيب مدينة طرابلس كل ما يؤثر على أمنها واستقرارها.
من جانبه، أجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفيًا بالوزير فيصل كرامي، مهنئًا بنجاته من الاعتداء الآثم الذي تعرض له، ومعربًا عن استنكاره الشديد لهذه الجريمة، التي استهدت حياته وحياة لبنان عامة، والفيحاء على وجه التحديد، كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى.
كما أعلن المكتب الإعلامي لوزير الداخلية أن الوزير شربل قد توجه عند الثانية والنصف من بعد ظهرالجمعة إلى طرابلس، حيث سيرأس في السرايا اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن الفرعي، في ضوء التطورات الأمنية التي تشهدها المدينة.
هذا، وقد انتشر الجيش اللبناني في المنطقة، وتحديدًا في محيط منزل الوزير كرامي في منطقة المعرض، حيث يعمل عناصر الجيش حاليًا على التدقيق في هويات المارة. وأكدت قيادة الجيش أن وحداتها كثفت من تدابيرها في المنطقة، لمحاصرة الوضع ومنع حصول ما يمكن أن يكون مخططًا له. وقالت أنها طوقت ذيول الحادث، واستتب الوضع أمنيًا، و تجري الاتصالات لتهدئة الوضع..
وكان مئآت من المعتصمين قد اعتصموا في ساحة النور، طلبًا للإفراج عن الموقوفين الإسلاميين من سجن رومية، قبل أن يؤمهم في صلاة الظهر الشيخ السلفي سالم الرفاعي، الذي طالب بوقف المحاكمات للإسلاميين، والإفراج عنهم، بعد 5 سنوات من التوقيف من دون محاكمة.
كما لفت إلى أن "السنة" مهمشون، طالما أن أبناءهم في السجون من دون غيرهم. مطالبًا بتسوية مشكلة التعويضات لمتضرري طرابلس بالسرعة القصوى، كما جرى تعويض سكان حي السلم، الذين تضرروا جراء السيول، بعد اعتداءهم على الأملاك النهرية في جوار نهر الغدير في الضاحية الجنوبية.
أرسل تعليقك