الأمير هاري يلعب البلاي ستيشن
كابول ـ أعظم خان
وصفت حركة "طالبان" الأفغانية، نجل ولي العهد البريطاني هاري تشارلز، بأنه "ساذج وجبان"، بسبب تصريحاته التي قارن فيها بين حرب عمرها عشر سنوات في أفغانستان وبين ألعاب الكمبيوتر، فيما أكد محللون أن هذه التصريحات ستسبب مشاكل للرئيس الأفغاني حميد كرزاي الذي يسعى إلى إبقاء قوة أميركية في بلاده
بعد انسحاب القوات الدولية المقرر في العام 2014.
ونسبت صحيفة "الديلي تلغراف"، إلى اثنين من كبار الشخصيات البريطانية قولهما، إن "تصريحات الأمير هاري ومقارنته غير الحذرة كانت بمثابة إهانة لكل الرجال الذين حاربوا وماتوا إلى جانبه"، معربين عن غضبهم من الأسلوب والطريقة التي وصف بها الأمير هاري دوره كطيار مساعد على طائرة أباتشي مروحية ومسؤول عن أسلحتها وإطلاق صورايخ (جو ـ أرض) الجهنمية وصورايخ وأعيرة نارية عيار 30 ميلليمتر.
وقال الأمير هاري، في مقابلة تزامنت مع رحيله من أفغانستان، بعد جولة استغرقت 20 أسبوعًا، "إنه لمن دواعي سروري أنني كنت واحدًا من بين هؤلاء الذين يعشقون ألعاب (البلاي ستيشن) وألعاب (إكس بوكس)، حيث أنني من خلال لمسات أصابعي أميل إلى الاعتقاد بأنني قد أكون نافعًا ومفيدًا جدًا".
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن "التصريحات غير المسؤولة التي بدرت من الأمير، يمكن أن تسبب مشاكل عدة للرئيس حميد كرزاي، الذي راهن على سمعته بالتعاون الوثيق مع قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، والذي يرغب في بقاء قوات أميركية منها بعد نهاية العام 2014، كما أن مثل هذه التصريحات تمنح قيادات المقاومة الأفغانية فرصة دعائية في مساعيها إلى تأليب السكان المحليين ضد الجنود الأجانب، في الحرب التي أصبحت حرب علاقات عامة ودعاية مثلما هي حرب صورايخ وأعيرة نارية".
ووصف المتحدث باسم "طالبان" ظبي الله مجاهد، في مكالمة هاتفية مع "الديلي تلغراف"، الأمير هاري بأنه "جبان" لأنه لم ينطق بذلك إلا بعد أن انتهت مهمته وخرج سالمًا، وأن تصريحاته لا تستحق حتى الإدانة، وأن مقارنة الحرب في أفغانستان بلعبة فيديو إهانة تحط من قدر الجميع، وبخاصة الأمير نفسه، الذي يفترض أنه حصل على تربية أعلى، وأن مثل هذا التصريحات تكشف عن نوعية الجنود التي تقوم قيادة (الناتو) بتجنيدهم"، مضيفًا أن "تصريحات الأمير هاري تكشف عن نقص في الفهم والمعرفة، كما تكشف عن أن قيادات (الناتو) ليسوا على دراية بالموقف، الأمر الذي يفسر سر خسائرهم".
في السياق نفسه، قال أحد قادة الحركة في منطقة هيلمند، التي كان يتواجد بها الأمير البريطاني، إن "الجنود الذين شاركوا في الحرب في أفغانستان جاءوا من عشرات البلدان الغربية، وقيام الأمير بمقارنة جهودهم وموتهم بلعبة فيديو، إنما يكشف عن افتقاده للاحترام"، مضيفًا أن "الحرب في أفغانستان ليست لعبة، وإنما هي حرب حقيقية إلى أبعد مدى
أرسل تعليقك