النائب اللبناني عقاب صقر
بيروت ـ جورج شاهين
أكد عضو "كتلة المستقبل" أن "المأساة السورية المستمرة حاليًا لا تدل على أن العام الجديد يحمل خيرًا "، فالحكومة السورية تسعى إلى نشر الفتنة في البلاد وجر لبنان إلى المستنقع السوري، لإغفال العالم عن مجازره التي يريق بها دم أبناء شعبه"، مشيرًا إلى أنه "واحد ضمن مجموعة كبيرة مهددة بالاغتيال
، ولقد غادر سورية لهذا السبب، وقبل أن يرحل كان على اتصال مع مجموعة من الثوار العرب، واستمر في التواصل معهم لحل أزمة اللبنانيين المختطفين، فكان جزء من خروجه لأسباب أمنية ومن ناحية أخرى للتواصل مع الثوار ومع المحيط العربي في ظل ربيع عربي سينعكس على لبنان".
وأضاف، في حديث إلى قناة العربية، "بكل تأكيد إن دور السعودية وقطر محدود أو غير مؤثر في قضية المختطفين اللبنانيين، في حين أن للجانب التركي تأثيرًا محدودًا في القضية وغير حاسم، لاسيما أن مختطف اللبنانيين يمتلك أجندة ورؤية خاصة لا يشاطره فيها أحد لا في الداخل السوري ولا على مستوى الدول، وهو ليس مدعومًا إقليميًا حتى يكون هناك من يؤثر عليه".
وأشار إلى "أن الجانب التركي استجاب لدعوة بعض اللبنانيين إلى إغلاق الحدود التركية مع اعزاز بأنه لن يغلق الحدود على مليوني شخص من أجل إخراج تسعة أشخاص".
وقال" نحن مستمرون في مفاوضاتنا مع الخاطف، لكن أعتقد أنه كان يجب على السيد حسن نصرالله التنبه إلى أن هناك دولة أساسية لها قدرة على إخراج اللبنانيين وهو النظام السوري الذي حاول ثلاث مرات قتل اللبنانيين من خلال استهدافهم بقصف مدفعي، وفي المرة الثانية قصف منطقة البساتين التي وصل إليها اللبنانيون، وفي المرة الثالثة عندما أغارت الطائرات على اعزاز بعد ورود إخبارية من لبنان وانتقلت إلى النظام السوري".
وأضاف أن "الخاطف أعطانا أخيرًا أسماء عدد من السوريين الموقوفين في سورية وعددًا آخر في لبنان، فلو تعاون النظام السوري مع الدولة اللبنانية على إخراج هؤلاء الموقوفين، وهم ليسوا موقوفين بتهم جنائية، بل بسبب الثورة، وكان يمكن للنظام السوري أن يكون فاعلا في إخراجهم، لكنني أعتقد أن هذا النظام لا يريد إخراج اللبنانيين، بل القضاء عليهم لتحويل قضيتهم إلى قميص عثمان من أجل فتنة سنية - شيعية يسعى لها نظام الأسد"،
واعتبر النائب صقر أن "حلفاء النظام السوري وأتباعه الذين يتغنون بأمجاده وعروبته وبطولته يستطيعون التأثير عليه في إخراج بعض السوريين لقاء الإفراج عن اللبنانيين. وأنا لا أؤيد الخطف الذي يضر بالثورة وبالعلاقات اللبنانية - السورية وأدينه".
وذكر بأن "الرئيس سعد الحريري ومنذ اللحظة الأولى كان مهتمًا بالموضوع، وكنت على تواصل مع الثوار ومع شخصيات سياسية، وطلب مني الرئيس الحريري التوسط، وحاولت من خلال مجموعة من الأشخاص، وكانوا في الفترة الأولى مجموعة من السماسرة والكثير من الذين ادعوا أنهم يعرفون كيف الوصول إلى الخاطف، الذي كانت لديه مجموعة من الشروط التعجيزية، وبدأنا بالنزول بهذه الشروط شيئًا فشيئًا وصولا إلى شروط أودعنا جزءًا كبيرًا منها لدى المسؤولين، وما زلنا نفاوض عليها، لكن حتى الآن لا استجابة من قبل النظام السوري لأي شرط من الشروط التي قدمها، ونحن وصلنا إلى أسماء قليلة جدًا يريد إخراجهم من السجون السورية، ولكن في اعتقادي أن النظام لن يخرج أحدًا مقابل اللبنانيين، بل أعتقد أنه إذا طلبنا منه إخراج أحد من أجل اللبنانيين سيصفيهم ولن يخرجهم، لأن لا مصلحة له في خروج اللبنانيين".
وتوجه صقر إلى الخاطف بالقول "خطف اللبنانيين مصلحة للنظام السوري، ولا يمكن لأي ثائر أن يبقي هؤلاء اللبنانيين، لأن إبقاءهم فيه فائدة للنظام".
وأوضح "الرئيس الحريري قال بوضوح إنني مكلف من قبله بالمتابعة السياسية والإعلامية والإنسانية للملف السوري، وأعتقد أن المساعدات الإنسانية للسوريين ربما تكون الحاجة القصوى والأساسية أمام الاحتياجات الأخرى كلها، لذلك يجب على العالم العربي أن يلتفت إلى الملف الإنساني الذي لا يقل خطورة عن أي ملف آخر، فالنظام السوري لا يريد أن تقدم أي مساعدة إنسانية للشعب السوري، لانه يعتبر أن المساعدة الإنسانية أخطر من المساعدة العسكرية".
وقال "على الرغم من أن معظم حكومة لبنان تابعة للنظام السوري ولـ"حزب الله" ومع ذلك السفير السوري هاجم وزير الشؤون الاجتماعية فقط، لأنه يساعد النازحين إنسانيًا".
وأوضح "دخلت سورية وتفاوضت مع الخاطف أكثر من مرة، لأنه لم يكن في استطاعته العبور إلى الأراضي التركية، لأنه كما قال لي مطلوب من تركيا بسبب عملية الخطف التي قام بها، وبعض حلفاء سورية يريدون إبقاء هذا الملف مفتوحًا".
وأضاف" إذا أردنا أن نقيس كلام جميل السيد على ما قاله أخيرًا حين ادعى أنه سمع تسجيلا لي أقول فيه إن كل صاروخ مقابل طائرة، وتحديته عبر الإعلام أن يظهر هذا التسجيل، ومنذ شهر بلع لسانه ولم يظهر عبر الإعلام، ويكفي أن أقول إذا كانت ادعاءاته كلها مثل الادعاء الأخير الذي طالبته بالدليل ثم صمت فلا داع لكي أرد عليه. والكل يعلم أن مهمة جميل السيد منذ التسعينات أن يخمد كل صوت يقول لا للنظام السوري، وكلنا يعرف كيف طارد سمير قصير حين كان يقول لا للنظام السوري ويتحدث عن أن ربيع لبنان من ربيع العرب ومن ربيع سورية، ومهمة جميل السيد مستمرة وهو من حراس الهيكل السوري ولو على جثث السوريين كلهم تحت شعار سنخدمكم أيها السوريون حتى آخر قطرة من دمائكم".
وتعليقًا على أحد تصريحات جميل السيد عن أن عقاب صقر هو وسيط للسلاح، أكد صقر أن "زمن جميل السيد انتهى والربيع العربي بدأ ولن يتوقف ولو داسوا 100ألف زهرة".
وتعليقًا على مقال نشر في "الغارديان" يتحدث عن دعمه للثوار السوريين بالسلاح قال صقر "لا شك أن لدي تواصل مع مجموعات كبيرة جدًا من المقاتلين المسلحين والجيش السوري الحر من ضمن جملة مهمات، فنحن من قمنا بإخراج الصحافيين الأجانب في حمص، ونحن من أطلقنا مجموعات كبيرة من الإيرانيين كانوا معتقلين لدى الجيش السوري الحر، كما قمنا بإدخال وإخراج عدد كبير من الصحافيين إلى الداخل السوري لنقل الإعانات الإنسانية وإخراج الصحافيين الذين عانوا من التهديدات من الداخل، فمن الطبيعي أن يكون لدي مروحة كبيرة من الاتصالات، والمعروف أن الداخل السوري تحوّل من داخل ثوري سلمي إلى داخل مسلح، وهم أنفسهم الاشخاص الذين كنا على تواصل معهم تحولوا إلى مسلحين بفعل إجرام النظام المتمادي".
ولفت إلى أن "هذه العلاقات كانت ملتبسة ومختلطة، وعندما يقولون إني في منطقة انطاكية، إذ تتدفق منها الأسلحة، هذا لا يعني أنني من قدم الأسلحة، ولو كنت كذلك لا داعٍ لأن أدخل انطاكيا، فيكفي على الهاتف، والمرة الوحيدة التي سجلوا لي دخولي إلى أحد الفنادق كنت أقابل خاطف اللبنانيين ولو كنت اريد نقل السلاح فلا داعي لوجودي، ولكن بكل تأكيد تواصلي مع هؤلاء المسلحين وتدفق الأسلحة من الجانب التركي كان يوجد التباسًا كبيرًا، وهذا الالتباس لست مسؤولاعنه، وأنا أستطيع أن الاحق أي صحافي يمكن أن يعطي دليلا واحدًا حسيًا على وجودي، وكل ما قمنا به لا نستحي به لدعم سورية وثورتها ومن دون أن يكون لدينا تدخل في عملية سيلان الدم في سورية".
وقال إن "والدتي من سورية وتحديدًا من منطقة صلخة في جبل الدروز، وأنا على تواصل مع الطيف السوري كله، ومع مجموعة كبيرة في تلك المنطقة، فهم يعانون كما يعاني الشعب السوري كله، وأتمنى أن يكون الحسم في سورية سياسيًا، بعيدًا عن المسار الدموي، ولكن بطبيعة الصراع وبفعل طبيعة هذا النظام السوري لا مجال للحل معه إلا الحل العسكري".
وشدد على أن"هذا النظام لم يبق أي مجال للحل السياسي أو للتسوية السياسية، هو اتخذ خيار المواجهة العسكرية مع الثوار منذ أن كانوا يخرجون في تظاهرات سلمية، ولنذكر من يزعم أننا نسلح منذ 7 أشهر، فمنذ سنة كانت التظاهرات سلمية لماذا واجهتموها بالرصاص والنار؟. حتى اتهامهم لنا بأننا سلحنا منذ 7 اشهر، هو إهانة لهذا النظام بأنه كان يقتل المتظاهرين السلميين، فهم بدأوا بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين، ومن ثم زعموا أنها ثورة أرياف وأن المدن بمنأى عنها وأن دمشق وحلب لا يوجد فيهما أي حدث أمني، واليوم دمشق وحلب تشتعلان بأمها وأبيها بريفها ومدينتها، ويزعمون أن من يقوم بهذه الأحداث هي عصابات مسلحة تدفقت من مناطق أخرى".
وأكد أن "كل ما زعمه النظام السوري عن مؤامرة كونية اليوم حجّمها إلى مؤامرة يجسدها سعد الحريري، وأنا من أسلحه، وكل مزاعمه عن تدفق أسلحة من العراق وتركيا والأردن تم تحجيمها اليوم، وأعتقد أن النظام السوري اصطدم بطروحاته الكاذبة، واليوم يواجه بشكل واضح وفاضح الشعب السوري العاري من أي شيء، إلا من بعض الأسلحة الخفيفة للدفاع عن أرضه وشرفه وعرضه، والنظام السوري يضرب بأعتى أنواع الأسلحة بشكل همجي، ولم يسبق لإسرائيل أن استعملته ضد أي شعب عربي".
وقال "لو كانت قوى الرابع عشر من آذار موجودة في الحكم اليوم، ربما كانت سورية أوعزت لحلفائها، وعلى رأسهم "حزب الله" لتفجير الوضع اللبناني، لأن هناك حكومة غير متلائمة وغير تابعة للنظام السوري، لأن هذه الحكومة تابعة للنظام السوري تعطينا فترة سماح".
وتساءل " عندما جاء الوزير ميشال سماحة بالمتفجرات من سورية، هل كان يحمل هدايا أم كان يريد قتل أكبر كمية ممكنة من اللبنانيين في رمضان، لإشعال فتنة سنية مسيحية أو سنية شيعية؟ إذن هذه الحكومة السورية لم تنأ بنفسها، وإذا كان لبنان يريد أن ينأى بنفسه عن المشكلات في سورية. فالنظام السوري لم ينأ بنفسه عن التدخل لقتل اللبنانيين لا سابقا ولا خلال الثورة ولا الآن من خلال اتهام اللبنانيين بأنهم من يحرضون على النظام السوري من دون وجود أي دليل علما بأننا نملك الأدلة كلها على أن النظام السوري يحاول قتل اللبنانيين، وقتلهم سابقًا كما يقتل شعبه حاليًا".
وأضاف "بكل تأكيد نحن ننتظر بسرور وفرح سقوط هذا النظام، ولا يمكن القول إننا لا نراهن على سقوط هذا النظام، ولكن نحن لدينا رهانات سياسية أخرى في المنطقة وداخل لبنان وجزء كبير منها على سقوط هذا النظام، لأنه ما دام موجودًا في سورية، سيستمر في قتلنا ونحن قُتلنا في لبنان قبل أن يكون هناك ثورة، وكان هذا النظام متهم بقتل اللبنانيين وضربهم وتفجيرهم واغتيال الشخصيات السياسية منذ السبعينات".
وأشار إلى أن"هناك أشخاصًا مع النظام السوري تريد بقاءه ليبقوا مهيمنين باسمه وهناك فريق، ونحن منه، يريد أن يرحل هذا النظام لتعود الحياة سياسية في لبنان بعيدة عن الاغتيالات والتصفيات الجسدية وعن الاستقواء بالسلاح، وهكذا هو الأمر مع الشعب السوري الذي يريد ذهاب هذا النظام، لكي يتمكن من الذهاب إلى الفرن من من دون أن يُقتل.
وأشار مندهشًا إلى أن هناك فرصة لبناء سورية ولكن على أي طريقة؟ بطائرات الميغ؟ بالمدافع على رؤوس أبناء هذا البلد؟، وهناك فرصة أيضًا لبناء لبنان ولكن السؤال كيف؟ إذا كانت سورية مشتعلة بهذه الطريقة والنظام السوري لا يكف عن إرسال المتفجرات وعن إرسال السيارات المفخخة واغتيال الشخصيات اللبنانية".
وذكر بأن"حصلت تسوية بيننا وبين "حزب الله" في "السين سين" برعاية ومباركة دولية، وعند أول منعطف قام النظام السوري بإسقاط حكومة الرئيس الحريري. كنا أمام تسوية تحت رحمة النظام السوري، أي على قاعدة الخضوع له والائتمار بأمره، وعدم التمرد على إرادته والسير بمشيئته. هذه ليست تسوية، بل عملية خضوع وعبودية، نحن لا يمكن أن نقوم بتسوية على قاعدة الأمر والطاعة. كل تسوية تقوم على هذه السوية هي غير صحية وغير طبيعية ولن تدوم".
وأعلن أسفه لأن " للنظام السوري لم يتمكن من إيجاد أي تسوية مع لبنان على قاعدة التساوي والتوازي ولو على قاعدة التقدم من قبله، بل على قاعدة القدم الكامل كذلك الأمر وبالذهنية نفسها تعاطى مع شعبه".
وأصر على "أن الشعب السوري حاول القول في بداية الثورة إنه يريد حرية وكرامة، فقال النظام السوري لا، إما أن تكونوا بلا حرية وبلا كرامة تحت سلطتي، وإما سأسحقكم بالطائرات".
واعتبر أن"البديل عن الأسد خطير إن لم تتضافر جهود الجميع عربيًا وسورية لكي لا يكون البديل أسوأ، وأعتقد أنه ما دامت هناك قوى مثل "حزب الله" مازالت تدعم النظام السوري بهذه الطريقة العنيفة، سيكون هناك تطرف في المقابل وسنكون أمام تجاذب مذهبي، وما دام هناك نظام سوري يذبح بهذه الطريقة، سيكون رد الفعل عليه من بعض التكفيريين تذبيحيًا، ويكون مستقبل سورية في مهب الريح، واليوم النظام السوري مسؤول، وحزب الله مسؤول وكذلك ايران وروسيا عن إطالة أمد الصراع الدموي مما يؤدي إلى بديل سيء وخطير على المنطقة كلها بعد الأسد".
واختتم صقر "أنا عائد إلى لبنان ومسألة ترشيحي مرتبطة بقرار مركزي لـ"تيار المستقبل" والرئيس الحريري، ولي موقف خاص والتزم بموقف الرئيس الحريري و"تيار المستقبل". سنعود إلى بلادنا، ولن يستطيع الأسد أن يطرد الشعب السوري من أرضه، وبالتالي لن يستطيع أن يطردنا من أرضنا، سنختار الوقت المناسب للعودة وهي ليست مرتبطة بسقوط الأسد، وإن كنا نعتقد أن الأسد سقط وانتهى ولا شرعية له، ولو أسهم كل حلفائه في مده بأنواع الأسلحة كلها، لأنه خسر شعبه ولن يربح أي معركة بعد الآن".
أرسل تعليقك