نازحون سوريون في لبنان
بيروت ـ جورج شاهين
اتفق رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أهمية حل الأزمة السورية بالحوار، واعتماد قرار الدول الإقليمية والدولية المعنية بالموقف اللبناني المرتكز إلى قرار بعبدا والقاضي بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والعمل على تجنب انعكاساتها وتداعياتها، فيما شدد سليمان على
الصعوبات التي يشكلها موضوع النازحين الذين يتفاقم عددهم يوميًا، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الروسي استعداد موسكو للمساعدة في أي خطوة في هذا الموضوع.
وقد عاد سليمان إلى بيروت مساء الأربعاء بعدما أنهى زيارة لموسكو تسلم خلالها جائزة المؤسسة الإعلامية لوحدة الأمم المسيحية الأرثوذكسية، والتقى عددًا من المسؤولين، وتوج هذه اللقاءات عصر الأربعاء مع نظيره الروسي، إذ تمّ تناول العلاقات الثنائية والاستعداد لتعزيزها وتطويرها في شتى المجالات.
وأبدى بوتين "استعداد بلاده الكامل لتقديم المساعدات، ولا سيما منها تلك التي تم عقد اتفاقات في شأنها، وخصوصًا في المجال العسكري تدريبًا وتأهيلًا وعتادًا، إضافة إلى تفعيل الاتفاقات المعقودة في عدد من المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية".
وتناول اللقاء أيضًا "تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وبنوع خاص في سورية"، إذ أشار الرئيس الروسي إلى أن "موقف موسكو معلن ومعروف وجوهره وقف العنف أولًا والجلوس إلى طاولة الحوار من دون تدخل خارجي"، لافتًا إلى أن "على الشعب السوري أن يرسم لنفسه خريطة طريق يختارها لبلده من خلال اتفاق يتم التوصل إليه ويتم تنفيذه".
كما لفت الرئيس بوتين إلى أن "أخطر ما في تداعيات الأزمة السورية، إنهاء الموضوع الإنساني وعنوانه النزوح الحاصل بأعداد كبيرة إلى الدول المجاورة لسورية، ومنها لبنان"، منوهًا "بما يقوم به لبنان للمحافظة على وحدة أمنه واستقراره وسط هذه الظروف الضاغطة"، ومشيدًا بـ "سياسة الحياد المرتكزة إلى قرار بعبدا"، داعيًا الدول الإقليمية والدولية المعنية بالوضع السوري إلى أن "تحذو حذو لبنان" ومطالبًا اللبنانيين بـ "الاستمرار في التواصل والتحاور من أجل مصلحة بلادهم".
وأبدى بوتين "الاستعداد لتقديم المساعدات الفورية الطبية والمادية إلى المناطق التي تقطنها مجموعات النازحين"، لافتًا إلى "أهمية تنظيم الهيئات التي تهتم بهذا الموضوع".
من جهته، شكر الرئيس سليمان لنظيره الروسي "موقفه"، لافتًا إلى أن "بلاده وقفت دائمًا مع لبنان وقضاياه في المحافل الدولية، وأبرز وجوه هذا التعاون كما قال الرئيس بوتين كان في خلال فترة عضوية لبنان غير الدائمة في مجلس الأمن، إذ كان التواصل والتنسيق قائمين بشكل مستمر".
ورأى رئيس الجمهورية "أهمية أن تلعب موسكو دورًا مع القوى الدولية والدول الفاعلة والمؤثرة في الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة من أجل تقديم المساعدات للدول التي تأوي النازحين السوريين وتقاسم الأعباء".
وشكر الرئيس سليمان لموسكو "استعدادها الفوري لتقديم المساعدات العسكرية"، لافتًا إلى أن "الجانب اللبناني سيتابع درس القوانين المناسبة لاتفاقات التعاون"، مشيرًا إلى "أهمية متابعة التواصل وتبادل الزيارات بين المسؤولين، لتعجيل وضع هذه الاتفاقات قيد التنفيذ". وكرر الرئيس سليمان "الشكر للجائزة التي منحت له ولحرارة الاستقبالات التي حظي بها"، داعيًا "الرئيس بوتين إلى زيارة لبنان".
أرسل تعليقك