الرئيس السوداني عمر البشير (شمال) ونظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت
الرئيس السوداني عمر البشير (شمال) ونظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت
الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
عقد رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام ديسالين، اجتماعًا مغلقًا عصر الجمعة مع الرئيس السوداني عمر البشير استمر، في حضور رئيس الآلية الرفيعة في الاتحاد الأفريقي، ثابو أمبيكي، كما عقد رئيس الوزراء الإثيوبي اجتماعًا مماثلًا مع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت. ويهدف الاجتماعان
إلى الاستماع إلى مواقف الرئيسين بشأن القضايا العالقة لتقريب وجهات النظر وتحديد أجندة القمة، وينتظر أن يعقد الرئيسان البشير وسلفاكير قمة بينهما في القصر الرئاسي الإثيوبي في أديس أبابا، ويركز السودان في هذه القمة على أهمية قيام دولة الجنوب بفك الارتباط بين الجيش الشعبي لجنوب السودان وقطاع الشمال في الحركة الشعبية ووقف جوبا تقديم المساعدات للعناصر المسلحة.
يأتي هذا فيما رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، بلقاء الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس دولة الجنوب سلفا كير في إثيوبيا، وحثهما على العمل لحل كل المسائل العالقة بين بلديهما، كما أصدر وزراء خارجية كل من النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة، رحبوا فيه بالقمة وبدور فريق الوساطة الأفريقي، وذلك وسط حالة من تبادل الاتهامات بين البلدين، بعدما أعلن الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان برنابا مريال بنجامين، أن "الجيش السوداني قصف مناطق حدودية في ولاية غرب بحر الغزال".
وأصدر المتحدث باسم بان، بياناً أوضح فيه أن "الأمين العام يرحب بعقد قمة بين البشير وسلفا كير، في أديس أبابا، ويشجع الرئيسين على معالجة المسائل العالقة بين البلدين بشكل حاسم، بما في ذلك ترسيم الحدود، والأمن، والوضع النهائي لمنطقة أبيي المتنازع عليها، وتفعيل الآليات الأمنية المتفق عليها عند الحدود، وتطبيق كل الاتفاقيات الأخرى الموقعة في أيلول/ سبتمبر الماضي".
وأكد البيان استعداد المنظمة الدولية لدعم الطرفين لتنفيذ اتفاقاتهما ومساعدتهما في حل الخلافات المتبقية، كما حث الاتحاد الأفريقي البلدين على التوصل إلى اتفاق بشأن القضايا العالقة بينهما، وشجع القمة على إتمام ذلك.
وكانت ترويكا السودان أصدرت بيانا بتوقيع وزراء خارجية كل من النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة، رحبوا فيه بقمة "البشير- سلفاكير"، وبدور فريق الوساطة الأفريقي، مشددين على أهمية أن يكون هناك تطور، ومعبرين عن أسفهم لعدم تطبيق اتفاق البلدين الموقع في أديس أبابا في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وأوضح الوزراء أن "مقترح الوساطة الأفريقية بخصوص حل نزاع البلدين حول أبيي سيجعلها حالة خاصة لتكون جسرا للتواصل بين البلدين، كما أن إعادة إنتاج نفط الجنوب وتصديره عبر الأراضي السودانية سيحقق فوائد اقتصادية للبلدين، لذا لايجب أن يترك هذا الملف للمفاوضات والمسائل الأخرى، في إشارة إلى تمسك الخرطوم بحل الخلاف الأمني أولا قبل السماح بتدفق بترول الجنوب".
وطلب البيان من رئيسي البلدين التركيز بقوة على حل كل القضايا العالقة والتأكد من انسحاب جيشي بلديهما فورا من المنطقة منزوعة السلاح، وإعادة انتشار القوات على الخط المتفق عليه.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير، وصل، الجمعة، العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لإجراء مباحثات مع نظيره رئيس دولة الجنوب سلفاكيرميارديت، لبحث القضايا العالقة وتسريع تنفيذ اتفاقية التعاون بين البلدين.
ويأتي اللقاء بناء على مبادرة من رئيس وزراء إثيوبيا هايلي ميريام ديسالين، في إطار محاولة لنزع فتيل الأزمة بين الخرطوم وجوبا، واستئناف تدفق النفط عبر الحدود. وقد وقَّع الرئيسان اتفاقيات لاستئناف تصدير النفط وتأمين الحدود، في العاصمة الإثيوبية في أيلول/ سبتمبر الماضي، غير أن التنفيذ تعثر بسبب خلافات بشأن تنفيذ الملف الأمني.
وتبادل البلدان الاتهامات قبل ساعات من القمة الجديدة، حيث أفاد وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان برنابا مريال بنجامين، بأن "الجيش السوداني قصف مناطق حدودية في ولاية غرب بحر الغزال"، مناشدًا المجتمع الدولي والإقليمي "التدخل وحث الحكومة السودانية على الكف عن الاعتداء"، مؤكدًا التزام بلاده بـ"اتفاق التعاون المشترك الموقع مع السودان في وقت سابق
أرسل تعليقك