الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط
بيروت ـ جورج شاهين
أعلن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط عن اختتام "جرح بريح" في الشوف ايذانًا بانتهاء جرح الجبل بعدما هدم الجيش اللبناني، الخميس، البيت الدرزي في بلدة بريح التي تبعد حوالى 50 كيلومترًا عن العاصمة بيروت وهي القرية الوحيدة التي لم يعد إليها
أهلها المسيحيين حتى اليوم ومازالت منازلهم غير المهدمة يقطنها سكان البلدة الدروز بعدما هدموا العام 1983 معظم مساكن المسيحيين في البلدة والتي أعقبها تهجيرهم من المنطقة على مدى 30 عامًا.
وزار جنبلاط قبل ظهر الجمعة، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في بكركي، لإطلاعه على ما انجزته لجنة المصالحة الدرزية – المسيحية التي عملت برعاية كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والبطريرك الماروني، وبالتنسيق معه ووزارة المهجرين التي تسلمها جنبلاط شخصيا في سنوات سابقة ووزراء آخرين من حزبه او من حلفائه منذ تأسيسها العام 1991على مدى 22عاما.
وقال جنبلاط بعد اللقاء والراعي: "عندما زارنا البطريرك الراعي في الشوف الصيف الماضي وعدناه آنذاك بالعمل على دمل جرح قديم خلفته أحداث الجبل المؤلمة، وبالأمس أزيل التعدي على أرض المسيحيين في بريح، وبذلك نختم كل آلام حرب الجبل، وإن شاء الله المصالحة الرسمية ستكون برعاية غبطته ورئيس الجمهورية في وقت قريب"، مؤكدًا أنَّه لا مجال إلا للتلاقي والحوار، معتبرًا أنَّ أهم موضوع تناوله مع البطريرك الراعي هو موضوع ختم جرح بريح .
وقال عضو لجنة العودة جوزف صوما لـ"العرب اليوم" أنَّ بريح من البلدات المختلطة مسيحيًا ودرزيًا هدمت منازلها وهجر الدروز أهلها في حرب طائفية ومذهبية شاركت فيها قوات فلسطينية ويسارية إلى جانب الحزب التقدمي في مواجهة مع الأهالي وحزب الكتائب اللبنانية العام 1983 واحتل الدروز منازل لم تهدم وهدموا ما تبقى منها.
وكانت المشكلة في بريح أنَّه وبعد عودة المهجرين إلى بعض قرى الجبل، بنى الدروز بيتًا دينيًا لهم على أرض لمواطنين مسيحيين من آل عدوان بعد هدمه في مواجهة كنيسة البلدة لكن أهالي بريح رفضوا العودة قبل هدم البيت الدرزي و"استعادة الأرض المحتلة".
وقبل ثلاث سنوات تم التفاهم على إعادة بناء بيت جديد للدروز في وسط البلدة ولما انتهى بنيانه على شكل "قصر رائع" بتمويل من وزراة المهجرين قبل ثلاثة أشهر هدم البيت الدرزي ليل أمس على يد قوة من الجيش اللبناني ايذانًا بانتهاء فصل من فصول المصالحات الدرزية – المسيحية في الجبل ولو بعد مرور 30 عاما على تهجير أهلها.
وختم صوما بالإشارة إلى أنَّ تسلم باقي منازل المسيحيين مرهون بدفع التعويضات من وزارة المهجرين لمحتليها الدروز تمهيدًا لإعادتها إلى أصحابها والتفاهم على إعادة بناء ما تهدم في البلدة للمواطنين المسيحيين والدروز في آن.
أرسل تعليقك