جانب من تظاهرة في ميدان التحرير "صورة من الأرشيف"
القاهرة ـ أكرم علي
تحركت مسيرة من مسجد "مصطفى محمود"، مساء الثلاثاء، متجهة إلى ميدان التحرير، ثم إلى قصر الاتحادية للمشاركة في تظاهرات "لا للتزوير". ووصلت أخرى إلى الميدان مقبلة من شبرا، شارك فيها عشرات المتظاهرين، رافعين لافتات "لا للدستور"، مرددين هتافات "مدنية..مدنية"، و "من شبرا للميدان هنسقط
الإخوان"، فيما وصلت إلى قصر الاتحادية مسيرة "مسجد النور"، التي ضمت ما يقرب من 300 متظاهر رافعين شعارات "كلنا جبهة الإنقاذ الوطني.. كلنا أيد واحدة، فيما وقعت اشتباكات حادة نشبت بالقرب من قصر الاتحادية في شارع الميرغني بالتقاطع مع شارع الخليفة المأمون بعد انتهاء فاعليات تظاهرات "لا للدستور".
وذكر شهود العيان أن "سبب الاشتباكات يرجع إلى مشادة نشبت بين عدد من الشباب الذين حاولوا دخول محيط الاعتصام، ولكن عندما طالبت لجان النظام منهم البطاقات الشخصية رفضوا، مما تسبب في نشوب مشادات بينهم وحدثت حالة من الكر والفر فيما بينهم".
وأضاف شهود العيان أن "المجموعات التي حاولت الدخول محيط الاعتصام عادت مرة أخرى، ولكن بصحبة عدد كبير من الشباب، ودارت الاشتباكات بشكل حاد واستخدم الطرفان قنابل المولوتوف بينهما".
وتمكن معتصمو قصر الاتحادية من طرد الشباب الذين حاولوا الاعتداء على المعتصمين بالأسلحة وقنابل المولوتوف.
وعاد الهدوء مرة أخرى إلى محيط القصر بعد توقف الاشتباكات بين الطرفين وفرار المجهولين.
فيما قامت قوات الحرس الجمهوري بتأمين محيط القصر ووضعت الأسلاك الشائكة على بعد 100 متر من بوابات القصر.
ولقد طالبت المسيرات بإلغاء المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور، فيما عززت قوات الشرطة والحرس الجمهوري من إجراءاتها الأمنية في محيط القصر الرئاسي، تحسبًا لوصول 3 مسيرات أخرى للتجمع أمام "الاتحادية" تمهيدًا للانطلاق إلى مقر اللجنة العليا للانتخابات، للاعتراض على ما وصف بـ"تزوير نتيجة استفتاء المرحلة الأولى".
وتحركت مسيرة من مسجد "مصطفى محمود"، متجهة إلى ميدان التحرير للمشاركة في تظاهرات "لا للتزوير"، مطالبة بإلغاء المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور، فيما رفع المتظاهرون لافتات "دستور الإخوان باطل"، مرددين هتافات "دستور الإخواني والغرياني باطل.. باطل"، فيما شارك في المسيرة "التيار الشعبي"، والحزب "الاشتراكي" وحركة "6 أبريل"، وعدد من الحركات والأحزاب السياسية الأخرى.
وأعلن عدد من الحركات والأحزاب السياسية المصرية، عن تنظيم مسيرات حاشدة إلى ميدان "التحرير" وقصر "الاتحادية"، الثلاثاء، لرفض نتيجة الاستفتاء والاعتراض عما وُصِف بأنه "حالات تزوير فجة من جانب الإخوان والسلفيين"، والمطالبة بإسقاط الدستور.
وبالتوازي تنطلق مع مسيرة "مصطفى محمود"، أخرى من دوران شبرا إلى ميدان التحرير، وأخريان تنطلقان في التوقيت نفسه من أمام مسجدي النور ورابعة العدوية إلى قصر الاتحادية، وعند استكمال التجمع أمام قصر الاتحادية، تنطلق مسيرة حاشدة إلى اللجنة العليا للانتخابات مساءً، للاعتراض على "عمليات التزوير وصمت اللجنة العليا عن اتخاذ أي إجراء".
وأكدت القوى الداعية إلى المسيرات والتظاهرات، في بيان صحافي، أن "الشعب المصري واصل حتى النهاية بعزيمة وتصميم من أجل إسقاط دستور الظلم والظلام، وفي تحدٍ واضح للتزوير الذي تجاوز في فجاجته أسوأ ما عرفناه في عهد مبارك وطغيانه، فحتى مبارك والعادلي وزبانيتهم لم يجرؤوا أبدًا على أن يعلنوا نتائج الفرز قبل نهاية التصويت، في واقعة هي الأولى من نوعها لم يشهد لها تاريخ الاستبداد من قبل، حيث لم يجرؤ نظام مبارك على فرز الأصوات سرًا، وفي انتهاك صارخ لواحدة من بديهيات الشفافية والنزاهة للعملية الانتخابية، وهو الفرز العلني للأصوات وهو حق صانته جميع القوانين، بل وصل الكذب إلى ادعاء وجود قاض على كل صندوق، وهم يضعون موظفين يأتمرون بأوامرهم ليشرفوا على العملية الانتخابية".
وأضاف البيان أن "الإخوان يتمسحون بشرع الله زورًا وبهتانًا، وهم يمارسون أحط أنواع التزوير، ورغم كل ما فعلوه لن ينجحوا في إخفاء وجه مصر الحقيقي بفضل الملايين الذين وقفوا في طوابير الانتظار في محافظات مصر الـ10، يؤكدون رفضهم فرض جماعة من أدعياء الدين دستورها، مما اضطر الإخوان أن يخرجوا نتائج شبه متساوية حتى يقللوا من فضيحتهم المدوية، بعد أن ثبت أن الغالبية الكاسحة من المصريين ترفض هذا الدستور، لقد سقطت مشروعية هذا النظام بعد أن خضب يديه بدماء الثوار يوم أن أرسل ميليشياته وبلطجيته لفض اعتصامهم، ولأنه يدرك أن مشروعيته قد انتهت ولم يعد أمامه سوى أن يغتصب السلطة، وهو سر ما مارسته جماعة الإخوان من تزوير فاضح السبت الماضي، وما لا يدركه هذا النظام أنه وقف أمام الجماهير الغاضبة التي ستزيحه حتمًا إلى مزبلة التاريخ، كما أزاحت من سبقوه، فعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، ولن ترضخ الثورة المصرية لمن يحاولون اغتصاب السلطة، ولم تتوقف جماهير المصريين عن ثورتها قبل أن تنتزع كل ما تطمح إليه من الحرية والعدالة والكرامة، وأن القوى الثورية لن تقاطع الجولة الثانية من الاستفتاء على الدستور، وستظل تطالب برفض نتيجة الاستفتاء وإعادته، إلا أننا سنعمل على التوازي بفضح الانتهاكات الانتخابية وعدم مشروعية الاستفتاء، إلى جانب إلى الحشد بالتصويت بـ( لا ) على الاستفتاء"
ويشهد محيط قصر الاتحادية، حالة من التعزيزات الأمنية على كل المداخل المؤدية إلى القصر، وإقامة حواجز الأسلاك من قوات الشرطة والحرس الجمهوري، ووضع مدرعتين على كل باب من أبواب القصر ودبابتين كلاهما بجوار القصر
ومن جانبهم، شكل المتظاهرون لجانًا شعبية تم توزيعها في نقاط تأمينية، على مداخل الاعتصام في شارع الميرغني من اتجاه طريق صلاح سالم، وتقاطع شارع الميرغني مع شارع الخليفة المأمون، ونقطة تأمين في شارع الأهرام، بالإضافة إلى نقاط أخرى عدة على الشوارع الجانبية المؤدية إلى محيط الاعتصام، من أجل تأمينهم من أي هجوم أو اعتداءات غير متوقعة في أي وقت، من أي عناصر تسعى إلى فض الاعتصام.
أرسل تعليقك