عدد من عناصر الأجهزة الأمنية العراقية
صنعاء - علي ربيع
شددت السلطات اليمنية، الإثنين، من إجراءات الحماية حول مقار البعثات الدبلوماسية العاملة في اليمن والفنادق والمتنزهات السياحية، ودور العبادة المسيحية في عدن (كبرى مدن الجنوب)، تحسبًا منها لأي أعمال إرهابية تستهدف هذه الأماكن، بالتزامن مع الاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة، التي يعتقد
المتشددون الإسلاميون حرمة الاحتفال بها، كونه، وفقًا لرؤيتهم، مخالفًا لتعاليم الدين، وتشبهًا بطقوس المجتمعات الغربية غير الإسلامية.
وقالت مصادر أمنية يمنية لـ"العرب اليوم": إن تعليمات صدرت لأجهزة الأمن كافة في عموم البلاد، لاتخاذ تدابير أمنية تضمن تحقيق أعلى درجات الحيطة والحذر، خاصة حول السفارات الأجنبية والفنادق السياحية والمتنزهات ومقار البعثات الدبلوماسية والمنظمات الأجنبية، إلى جانب الكنائس في مدينة عدن، تحسبًا لأي هجمات إرهابية محتملة، بالتزامن مع الاحتفالات التي تشهدها هذه الأماكن لمناسبة ليلة رأس السنة الميلادية.
وكان عدد من خطباء مساجد العاصمة صنعاء، قد هاجموا الجمعة، المظاهر الاحتفالية لهذه المناسبة في اليمن، وطالبوا الحكومة بمنعها، لاعتقادهم حرمتها، ومخالفتها للشريعة الإسلامية، كما دعوا للتحقيق الفوري مع مسؤولي كبريات الصحف الحكومية، على خلفية نشرها إعلانات فندقية تروج للاحتفال بليلة رأس السنة، وهو ما اعتبرته القوى المدنية اليمنية، نوعًا من التحريض على استهداف الحريات الشخصية، فضلاً عن أنها دعوات خطيرة، ستعمل، بحسب ما تراه هذه القوى، على شرعنة عنف الجماعات الإرهابية، ومنحها مزيدًا من التأييد الديني لاستهداف مواطني الدول الغربية في اليمن.
في سياق آخر، أعلنت اللجنة المكلفة بإعادة هيكلة وزارة الداخلية اليمنية والأجهزة الأمنية التابعة لها، الإثنين، عن استكمالها لمقترحات الهيكل الجديد، ما ينبئ بقرب صدور قرارات رئاسية من جانب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، تعتمد الهيكل المقترح، وتعين بموجبه قيادات أمنية جديدة في مفاصل وزارة الداخلية اليمنية.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، عن رئيس فريق الهيكلة اللواء الدكتور رياض القرشي قوله: "إن المقترحات التي توصلت إليها اللجنة سترفع للرئيس عبد ربه منصور هادي للمصادقة عليها، وأن الهيكل الجديد سيعمل توحيد الأجهزة الأمنية، وإنهاء التداخلات في ما بينها، وتحديد مهامها واختصاصاتها، كما سيراعي البعد الوطني والعمل بمهنية عالية، ويرسخ قيم القيادة والسيطرة وإعطاء الجهات المختصة صلاحيات في تنفيذ المهام على الواقع".
وفي حين أكدت مصادر رفيعة في وزارة الداخلية اليمنية، فضلت عدم ذكر اسمها، لـ"العرب اليوم": إنها تتوقع قرب صدور قرارات رئاسية، بالهيكل الجديد، قالت إن القرارات ستشمل إقالة قادة أمنيين وتعيين قادة آخرين يحظون بثقة الرئيس هادي، كما قالت إنها ستنص على دمج جهازي الأمن السياسي والأمن القومي (المخابرات) في جهاز واحد يضمن، على حد تعبير المصادر، تكامل قدراتهما في مواجهة الأنشطة الإرهابية المتنامية في البلاد، خاصة في ظل الاتهامات والشكوك المتزايدة بشأن تمكن الجماعات المتطرفة، وفي مقدمتها تنظيم "القاعدة"، من اختراق منظومة المخابرات اليمنية الحالية، وقيامها باستغلال التناقضات الحاصلة بين أجهزتها، والولاءات السياسية لقياداتها.
على صعيد منفصل، كان وزير الدفاع اليمني اللواء محمد ناصر أحمد، قد أعلن، الأحد، عن تخصيص مكافآت مالية للجنود اليمنيين الذين يتمكنون من إحباط أي عملية إرهابية أو تخريبية، أو يتمكنون من توقيف أي مشتبهين أمنيين، في خطوة يعتقد أنها رد من الحكومة اليمنية على إعلانات تحريضية سابقة، لتنظيم "القاعدة" في اليمن، لاستهداف السفير الأميركي في صنعاء، والجنود الأميركيين، لقاء مكافآت مالية، من ضمنها تخصيص 3 آلاف جرام من الذهب (ما يعادل 140 ألف دولار)، مقابل رأس سفير الولايات المتحدة لدى اليمن جيرالد فايرستاين.
إلى ذلك، نقلت المصادر الرسمية اليمنية عن وزير الدفاع دعوته لمنتسبي جيش بلاده إلى "التمسك باليقظة والحس الأمني الرفيع" لإفشال ما وصفه بـ "مخططات الأعداء"، وقالت إنه وعد بتحسين المستوى المعيشي لأفراد الجيش وتوفير المساكن لهم، من خلال إنشاء صندوق للإسكان العسكري، كما وعد، بحسب المصادر نفسها، بإنشاء مصنع لإنتاج السيارات، وبيعها لضباط القوات المسلحة بطرق ميسرة.
أرسل تعليقك