مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني (يمين) و الرئيس الدكتور سليم الحص
بيروت ـ جورج شاهين
زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، الرئيس الدكتور سليم الحص في منزله في عائشة بكار في إطار جولاته على رؤساء الحكومات السابقين، وتشاورا في الأوضاع العامة في البلاد وما آلت إليه الأمور في شأن المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى. وقال المفتي بعد اللقاء: "لقائي مع دولة
الرئيس الدكتور سليم الحص في صبيحة هذا اليوم كان أولًا للإطمئنان على صحته، ثم تشاورنا بعد ذلك في الأوضاع العامة في البلاد وخاصة الشأن في دار الفتوى وفي المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، هذه القضية التي أصبحت الشغل الشاغل للمسلمين عامة وللبنانيين خاصة باعتبار أنَّ دار الفتوى هي دار اللبنانيين جميعًا، وما يفعله مفتي الجمهورية اليوم هو الحفاظ على المرسوم الشرعي رقم 18 الذي ينظِّم شؤون المسلمين الدينية والوقفية ويريد أن يمارس صلاحياته في دعوة الهيئة الناخبة إلى انتخاب مجلس شرعي جديد، حيث المجلس الشرعي الحالي انتهت ولايته المنتخب لها في 31/12/2009 وتم التمديد له ثلاث مرات متتالية سنة بعد سنة وانتهت ولايته الحالية اليوم في 31/12/2012، وسوف أدعو إن شاء الله تعالى إلى انتخاب مجلس شرعي جديد بعد نشر مدير الأوقاف الإسلامية للوائح الشطب في مطلع العام الجديد حسب الأصول".
أضاف: وأنا أشكر كل أعضاء المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الذي انتهت اليوم ولايته على كل ما بذلوه خلال تلك السنوات السبع. أما لقاء بعض اعضاء المجلس الشرعي الأعلى على مدخل دار الفتوى بدعوة من نائب الرئيس الأستاذ عمر مسقاوي يوم السبت في 8/12/2012 واتخاذهم قرارًا وقوفًا على درج ومدخل الدار بالتمديد للمجلس الشرعي سنة رابعة جديدة فلقاؤهم هذا باطل وليس جلسة ولا اجتماعًا، لأنَّ نائب الرئيس ليس له أن يدعو المجلس الشرعي إلا في حالة غياب الرئيس مفتي الجمهورية (يعني في حالة مرضه أو سفره خارج البلاد)، كما أنَّ هذا اللقاء غير قانوني باعتبار أنَّ المرسوم الشرعي رقم 18 ينص على أنَّ جلسات المجلس الشرعي تعقد في مقر مفتي الجمهورية، ولم يفتح مفتي الجمهورية مقره لهذا الاجتماع لأنه لم يكن صاحب الدعوة إليه، وبالتالي فلقاؤهم أو جلستهم كما يسمونها باطلة لأنَّهم عقدوها على درج ومدخل دار الفتوى.
وتابع:"هم يعملون على انقسام الجسم الإسلامي اليوم لأغراضهم السياسية، يريدون تسييس المجلس الشرعي، لقد أصبح المجلس الشرعي خلال السنوات الأخيرة مجلسًا سياسيًا، أنا أريد أن أعيد للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى هيبته ليكون مجلسا للأمور الوقفية والدينية، وإذا كانت هناك أمور قاهرة في البلاد لا بد فيها من بيان فيمكن للمجلس أن يجتمع في حضور أعضائه الطبيعيين رؤساء الوزراء السابقين والرئيس العامل ويصدرون بيانًا بالأمور الوطنية والموقف الوطني اللازم، وأقول لكم منذ الآن بأنَّهم سوف يعارضون دعوتي إلى انتخاب مجلس شرعيٍ جديد، هم يريدون دحرجة كرة التمديد ولا يريدون انتخابات للمجلس، لقد وقعوا في التناقض وأغراضهم السياسية باتت معروفة، وللأسف ليس هذا قرارهم بل قرار من وراءهم".
أضاف المفتي: أريد أن أقول للمسلمين بصراحة خاصة، أيها المسلمون إنَّ بعض ساستكم للأسف بعضهم وليس كلهم، يريدون أن يقبضوا على بلعوم دار الفتوى ليخنقوها لتكون كما هم يريدون، وسيرى كل من سيقف في وجه مفتي الجمهورية الموقف الحق الذي يعتصم بالله سبحانه وتعالى وليس بهؤلاء المخلوقين".
وقال:"أسأل الله سبحانه وتعالى، أن يوفقنا لما فيه رضاه، وأن يلهمهم الصواب وأن يكفوا عمَّا يفعلون والهيئة الناخبة من حقِّها أن تنتخب مجلسًا شرعيًا جديدًا في أقرب وقت ممكن إن شاء الله تعالى".
سئل: ما الذي دفعك بداية للقبول بالتسييس وتشريع أبواب التسييس، وما الذي يدفعك الآن لرفض هذا التسييس ومهاجمته؟
أجاب:"أنا لم أقبل بالتسييس إطلاقًا، وقرار المجلس الشرعي ليس قراري وحدي وإنَّما يؤخذ بالأغلبية، وكلمة الأغلبية هي التي يؤخذ بها القرار، واليوم قد طفح الكيل بعد صبرٍ طويل والمجلس الشرعي على أبواب انتخابات جديدة لذلك كان موقفي هذا هو وقته في هذا الوقت بالذات".
سئل: هل سنشهد ولادة مجلسين؟
أجاب:"المجلس الشرعي الحالي انتهت ولايته والمجلس الشرعي الجديد الذي يدعو مفتي الجمهورية لانتخابه هو الشرعي فقط واجتماعهم ولقاؤهم منذ اليوم ليس مجلسًا شرعيًا، هم انتهت ولايتهم ويريدون البقاء، فهم الذين يتسببون في وجود مجلسين أحدهما هو الشرعي فقط وهو الذي سينتخب قريبًا إن شاء الله تعالى، ويتحملون وحدهم وزر هذا الانقسام".
سئل: طالعتنا بعض الصحف اليوم بأنَّ هناك ربما يكون تظاهرات لإسقاط مفتي الجمهورية؟.
أجاب:"فليكن ما يكون، الحياة مليئة بالصعاب، ولن أستسلم للتهويل، لقد فعل غيرهم مع مفتي الجمهورية الشهيد الشيخ حسن خالد رحمه الله أكثر مما يفعلونه اليوم معي حتى استشهد رحمه الله تعالى وهو في خضم الصراع معه، ليس على الصعيد السياسي فقط بل كان هناك من يصارعه باتهامات مختلفة كاذبة على صفحات الصحف. ولكن ليعلم الجميع أنَّ هناك كذبًا كثيرًا، كذبًا سياسيًا في شؤون دار الفتوى، يقولون أنَّ مفتي الجمهورية يقف كل هذه المواقف لأنَّه يريد التمديد لنفسه في منصب الافتاء، ابليس هو الذي علمهم هذه الكذبة، وهو الذي يوسوس لهم فيها، هذه شعارات سياسية لإضعاف قراري ولن أبقى لحظة واحدة في دار الفتوى بعد انقضاء هذه المدة إن كان في عمري بقية وسأعود إلى بيتي إن شاء الله تعالى، ولن أعود إلى منزل الافتاء كما يدعي البعض بأنَّه منزلي وأنَّه قدم لي ، أنا بيتي بيت عادي وسأعود إليه وسيرى الجميع كيف أنَّهم كانوا كلهم يكذبون، وقد أخرج من الدنيا قبل ذلك والله أعلم، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: "وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا، وما تدري نفس بأي أرض تموت، إنَّ الله عليم خبير".
وختم المفتي قياني بالتوجه إلى المسلمين بالقول:"أيها المسلمون، إنَّ بعض سياسييكم يكذبون عليكم في كل ما يتعلق بدار الفتوى وشؤونها وانتخابات المجلس الشرعي، ورحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ذلك كان الرجل، هو كان ذاك الرجل السياسي الكبير، اما ما نشهده اليوم فليس من مدرسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يحذِّر من الكذب السياسي ويصف حال الذين كانوا يكذبون عليه ويضرب المثل المعروف في هذا المجال وهو: "اكذب اكذب اكذب، لا بد آخرًا أن يصدقك بعض الناس"، وكذلك اليوم للأسف بعض الذين يدعون أنَّهم في مسيرة الرئيس الحريري بعضهم يكذبون ويكذبون ويكذبون حتى يصدقهم بعض الناس".
أرسل تعليقك