الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مع مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر
صنعاء - علي ربيع
جدد مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن، جمال بن عمر، تحذيره للأطراف السياسية في اليمن، من إعاقة التسوية السياسية في البلاد، مشيراً إلى احتمال لجوء مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات فردية وجماعية بحق معرقلي التسوية ، مؤكداً خلال لقائه بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي،
الثلاثاء، في العاصمة صنعاء، أن مجلس الأمن يتابع مسار التسوية في اليمن، ويعتبر نجاحها نجاحاً له، وفشلها فشلاً له.
وكان المبعوث الأممي جمال بن عمر، قد قدم تقريره الأخير قبل أيام لمجلس الأمن الدولي بخصوص تطورات الوضع الانتقالي في اليمن، قبل أن يعود مجدداً، الثلاثاء، إلى صنعاء، ليواصل مهمته الأممية في الإشراف على تنفيذ خطوات التسوية السياسة في اليمن بحسب ما قررته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، فضلاً عن الدفع باتجاه انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل المزمع انعقاده، مطلع 2013.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "إن الرئيس هادي ناقش مع المبعوث الأممي التطورات والمستجدات الأخيرة في مسار العملية السياسية والتحضيرات الجارية بصورة متكاملة للولوج إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل بعد أن استكملت اللجنة الفنية كافة مهامها ورفعت تقريرها في وقت سابق إلى الرئيس هادي".
من جانبه أكد بن عمر، بحسب المصادر اليمنية الرسمية، أن مجلس الأمن وهو يرقب الخطوات والإجراءات باتجاه خروج اليمن من ظروفه الصعبة وأزمته الطاحنة يعتبر نجاح التسوية السياسية في اليمن هو نجاح لمجلس الأمن والأمم المتحدة،، محذراً القوى السياسية من عرقلة مسار التسوية في البلاد، حيث أشار، بحسب المصادر نفسها، "إلى احتمال إصدار عقوبات فردية أو جمعية في حق كل من يقف حجر عثرة أو يحاول تعطيل مسار التسوية، كما أشار إلى احتمال تشكيل لجنة أممية من أجل ذلك أو الإصدار المباشر من قبل المجلس عند الحاجة للعقوبات".
وفي حين قالت مصادر مطلعة في الرئاسة اليمنية لـ"العرب اليوم" "إن الرئيس هادي أطلع جمال بن عمر على حزمة من القرارات الرئاسية التي ينوي اتخاذها في سبيل التهيئة للحوار الوطني، أكدت المصادر الحكومية الرسمية أن هادي استعرض مع بن عمر خلال لقاء، الثلاثاء، "الخطوات والإجراءات الأخيرة" التي اتخذها، "وتلك التي يجب اتخاذها من أجل التمهيد لتهيئة الظروف والمناخان الملائمة للحوار الوطني الشامل.
ورجحت المصادر، أن تشمل قرارات الرئيس هادي، ما يطمئن القوى الجنوبية للمشاركة في الحوار الوطني، بالتزامن مع الجهود التي تبذلها دول الخليج العربي لإقناع قيادات جنوبية خارج اليمن بالموافقة على دخول الحوار، مقابل ضمانات بإقرار حل الفيدرالية في اليمن، حيث أكدت مصادر في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن، أن اجتماعات مكثفة تدور في العاصمة السعودية الرياض بين قيادات جنوبية أبرزها، حيدر العطاس وباعوم والجفري برعاية من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، في إطار المساعي ذاتها التي يبذلها الخليجيون، لإنجاح التسوية السياسية في اليمن، والتئام مختلف القوى في مؤتمر الحوار، الذي تصر بعض الأجنحة في الحراك الجنوبي على رفضه ومقاطعته، مطالبةً بفك الارتباط عن الشمال.
على صعيد آخر، اختتمت الثلاثاء، فعاليات مؤتمر"شعب الجنوب" الذي يتبناه القيادي في المعارضة الجنوبية محمد علي أحمد، أ بانتخاب هيئة تنفيذية من 17 عضواً برئاسة أحمد، في سبيل تنفيذ مخرجات المؤتمر التي أقرت المشاركة في الحوار الوطني الشامل، رغم رفض بعض المشاركين في المؤتمر للفكرة، كما أقرت خريطة سياسية لاستعادة دولة الجنوب وبنائها.
وهاجم محمد علي أحمد القيادات الجنوبية في الخارج، ودعاها إلى العودة للنضال من الداخل، متعهداً بحمايتهم، في إشارة منه إلى الزعيم الجنوبي علي سالم البيض، الذي يتمسك بأفكار متطرفة ترفض الحوار الوطني في اليمن، وتدعو إلى الانفصال الفوري عن شمال اليمن، واستعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة برئاسته قبل الوحدة الاندماجية بين شمال اليمن وجنوبه في 1990.
وبرر أحمد للمشاركين في المؤتمر الذي حضره قرابة 1500 مندوب من مختلف مناطق الجنوب، الموافقة على المشاركة في الحوار الوطني وقال بحسب ما نقلته مصادر حضرت المؤتمر، إن مشاركة الجنوبيين في مؤتمر الحوار الوطني بنسبة 50% من قوامه هو، على حد قوله، اعتراف بوجود دولتين هما الجنوب والشمال، متهماً بعض القيادات الجنوبية في الخارج بتلقي الأموال الطائلة باسم الجنوب من قبل قوى دولية، في سياق خدمة أنفسهم والمتاجرة بقضايا الجنوبيين، في إشارة إلى علي سالم البيض الذي تتهمه السلطات في صنعاء بتلقي دعم إيراني لإثارة المشاكل في اليمن وتغذية النزعة الانفصالية والمذهبية في الجنوب.
وكشف أحمد عن تورط إيران في تدريب شباب جنوبيين وشماليين، ودعم قوى جنوبية، وصفها بـ"المجانين"، في إشارة إلى البيض والحسني، مؤكداً أن من يحب الجنوب فعليه العودة إلى اليمن، وقال""لقد كنت مثلهم في الخارج ونعيش في دول آمنة ومستقرة ونحظى بمعيشة أفضل ومجاملات كثيرة، إلا أنه عندما عدنا إلى أرض الوطن رأيت واقعاً في غاية الصعوبة وواقعاً آخر وبدأت أتأثر على حال الشعب الجنوبي".
في السياق نفسه،كانت مصادر جنوبية حضرت المؤتمر أكدت، تعرض القيادي محمد علي احمد إلى محاولة اغتيال، الاثنين، على يد شاب من التيار الجنوبي المناهض للحوار الوطني والموالي للبيض، مشيرةً إلى أنه تسلل إلى قاعة الؤتمر، وبيده مسدس، قبل أن يتنبه له بعض أنصار أحمد، ويقوم باعتقاله، وتسليمه لأجهزة الأمن التي باشرت التحقيق معه، قبل أن تقوم بنقله إلى العاصمة صنعاء، لاستكمال التحقيق معه.
أرسل تعليقك