القصة الأميركية تروي الحرب على العراق من منظور إنساني في 2013
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

عبرت عن الواقع من دون الاعتماد على أحداث حقيقية بشهادة جنودها

القصة الأميركية تروي الحرب على العراق من منظور إنساني في 2013

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - القصة الأميركية تروي الحرب على العراق من منظور إنساني في 2013

عدد من عناصر القوات الأميركية قي العراق

نيويورك ـ سناء المرّ تناولت أعمال أدبية عدة سنوات الحرب الطويلة التي قضتها القوات الأميركية في العراق، لكنها روايات تبحث في الجوانب الإنسانية وأحيانًا الاجتماعية في إطار خيالي ليس له أي أساس في عالم الواقع، ويأتي في مقدمة تلك الأعمال رواية للكاتب بين فونتاين، والتي تُعتبر من أكثر الأعمال الأدبية تعبيرًا عن واقع الحرب في العراق تحت عنوان"Billy" Lynn's Long Halftime Walk "، مع أنها لم تستند إلى أي قصص أو أحداث حقيقية، وشهد لها المحاربون الأميركيون القدامى الذين شاركوا في حرب العراق بالقوة وأنها تعبر عنهم بالفعل.
كما لم تكن رواية فونتاين مجرد عمل أدبي ظهر واشتهر وتوارى عن الأنظار مرة ثانية، إذ فتحت الرواية الباب أمام مدرسة قصصية أميركية جديدة في أدب الخيال تخصصت في خيال الحرب، ليتحول الأمر بعد ذلك إلى اتجاه جديد في مجال الكتابة الخيالية، وكُتبت روايات أخرى في الموضوع نفسه، ونالت قدرًا كبيرًا من إعجاب القراء، وحققت انتشارًا على نطاق واسع بين المهتمين بالرواية الأميركية الخيالية، ومن بين هذه الروايات الخيالية التي نجحت من خلال التركيز على موضوع الحرب، روايات الطيور الصفراء "The Yellow Birds" و"Fobbit"  لكيفين باورز ودايفيد أبرامس على الترتيب، وهي الروايات التي تناولت رجالاً ونساء خاضوا هذه الحرب من منظور إنساني من نسج خيال المؤلفين.
ولقد حقق هذا الاتجاه نجاحًا مما يشير إلى إمكان استمراره كأحد أهم اتجاهات الكتابة الأدبية التي تُلبي تطلعات القارىء الأميركي الذي ينتظر على أحر من الجمر مجموعة قصص قصيرة من تأليف بعض المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب العراق بعنوان" Fire and Forget"، إضافةً إلى مجموعة قصصية أخرى من تأليف ليا كاربنتر بعنوان 11 يومًا (Eleven Days)، وهما كتابان من بين أعمال كثيرة ينتظرها القارىء الأميركي عن حرب العراق واللذان من المتوقع أن يُطرحا في الأسواق العام 2013، وهو الاتجاه الذي من المتوقع أن يلقى رواجًا في الولايات المتحدة، إذ من المنتظر أن تكون الروايات ومجموعات القصص القصيرة عن الحرب من أكثر الكتب مبيعًا في السوق الأميركية على مدار العام الجاري.
ويرجع نجاح الروايات الأميركية التي تناولت الحرب على العراق إلى أنها عوضت المواطن الأميركي عن الكثير من العناصر الذي كان في حاجة ماسة إليها للتعرف عما يدور في العراق، إذ تجاوز نجاح الرواية الخيالية التي تناولت الحرب كل نجاح حققته الصحافة في تغطية الحرب في العراق، فيما قدمت الفضائيات وغيرها من وسائل الإعلام  زخمًا كبيرًا من التقارير وتغطية على مدار الساعة للأحداث والتطورات في ميدان القتال، لذا لم تكن المشكلة بالنسبة للأميركيين مشكلة معلومات على الإطلاق، إذ توافرت آلاف التقارير يوميًا لديهم، وكانوا يحصلون على تغطيات لا حصر لها، إلا أنها في نهاية الأمر لم تكن تقدم لهم ما يحتاجون، لأنهم ببساطة كانوا يريدون معرفة ماذا يجري هناك بعيدًا في ميدان القتال، وكذلك أحوال المقاتلين وكيف يبدون وكيف يشعرون، إذ كانوا في حاجة إلى تغطية تلمس الإنسان وما ينتابه من أمور ومشاعر أثناء الوجود في أرض المعركة، لذلك نجحت القصة والرواية الأدبية في ما لم تنجح فيه الصحافة بخصوص تغطية حرب العراق، إذ قدمت القصة والرواية والعمل الأدبي عمومًا ما خاض المحارب الأميركي غماره من تجارب عصيبة بدنيًا وشعوريًا ونفسيًا، وفقًا لما صرح به كيفين باور صاحب رواية "الطيور الصفراء" الحاصدة للجوائز، والذي كان أحد المحاربين المشاركين في حرب العراق.
وتحكي رواية "الطيور الصفراء" قصة جنديين أميركييْن في مهمة عسكرية في العراق، قطع أحدهما العهد على الآخر بأنه سيحافظ عليه على قيد الحياة مهما حدث، وهو العهد الذي لم يف به الجندي، إذ فقد رفيقه أثناء المهمة، ولم يقصد الكاتب هنا في هذه القصة مجرد الوعد أو العهد الذي قطعه الجندي على نفسه ولم يتمكن بسبب جبروت الحرب الذي يفتك بكل شيء الوفاء به، بل يرمي إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، إذ قطعت الإدارة الأميركية العهد أمام الجميع بالحفاظ على أبناء أميركا، إلا أنها لم تتمكن من الوفاء بهذا العهد، وفقدت الكثير من الأميركيين بسبب الحرب التي أعلنت الولايات المتحدة أنها ستشنها على الإرهاب للحفاظ على أمن المواطن الأميركي.
وتشير الرسالة التي تبعث بها الرواية، إلى أهمية القصص الأدبي في الكشف عن جوانب لم تتطرق إليها الصحافة في طرح قضية الحرب الأميركية على العراق، وهي الجوانب التي تعطش الأميركيون كثيرًا إلى الوقوف عليها وفهمها، ومن هنا تأتي أهمية القصص الأدبي الخيالي الذي يتجرد تمامًا من الواقع ويخرج بالقراء من عالم المعلومات والتقارير الجامدة والتبرير السياسي للحرب على العراق إلى عالم الإنسانيات الذي يستطيع الجميع أن يفهمه ويدرك معنى رسائله، ومن هنا وجب أن يفسح الإعلام الطريق أمام الأدب وفن القصة لتبرير الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق.   
 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصة الأميركية تروي الحرب على العراق من منظور إنساني في 2013 القصة الأميركية تروي الحرب على العراق من منظور إنساني في 2013



GMT 18:26 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اشتباكات ضارية ومتصاعدة في يوم الحرب على مستشفيات غزة

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 13:52 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

سرعة سرية تقوم بها سيارة كورفيت C8.R 2020

GMT 15:05 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

إصدار كتاب "الرواية في العراق" وتأثرها بنظيرتها الأميركية

GMT 16:49 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج القوس الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 03:05 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

ميريام فارس تعود في 2019 بإطلالات جريئة في الحفلات

GMT 09:35 2014 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

التركي جنيد جاقر حكمًا لمباراة البرازيل والمكسيك

GMT 07:48 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

فقدان 20 شخصًا جراء انهيار أرضي في ماليزيا

GMT 04:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

اكتشاف علاج للقضاء على الألم المزمن من سم القواقع

GMT 07:53 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بعض الهواجس التي تجول في خاطرك تجعلك في الواقع أكثر بدانة

GMT 01:25 2017 الإثنين ,16 كانون الثاني / يناير

تفاصيل تسوية طلاق بالملايين بين جوني ديب وآمبر هيرد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab