رئيس الوزراء البريطاني الأسبق طوني بلير
لندن ـ سليم كرم
أكد المحللون السياسيون أن "رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير بوصفه ممثلا للجنة الرباعية المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط، يتعرض إلى حملة انتقادات واسعة وشديدة، إذ بات مسؤولون فلسطينيون يرفضونه مبعوثًا للجنة الرباعية ويطالبونه بمغادرة مكتبه في القدس والعودة إلى بلاده".
كما وصف الفلسطينيون دوره والمهمة التي يقوم بها واللجنة الرباعية التي يمثلها بأنها "عديمة الفائدة ولا طائل منها".
وكان بلير قد أصبح ممثلا للجنة الرباعية التي تضم كلًا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، وذلك بعد أسابيع قليلة من ترك منصبه كرئيس للحكومة البريطانية. وخلال الأسبوع الماضي قام بزيارة المنطقة للمرة الـ90 منذ بداية توليه المنصب في حزيران/ يونيو العام 2007. وذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أنه "يمضى أسبوعًا كل شهر في القدس، أو في جولة حول العالم باسم اللجنة الرباعية". وتقوم اللجنة الرباعية بتمويل مكتبه في القدس وتمويل فريق سكوتلاند يارد الذي يوفر له الحماية الشخصية الكاملة على مدار الساعة. إلا أنه لا يتلقى راتبًا مباشرًا وصريحًا مقابل مهمته. وكان بلير على مدار أربع سنوات يستأجر 15 غرفة في فندق أميركان كولوني الفخم في القدس لمرافقيه في مهمته، ثم قام بعد ذلك وفي العام 2011 باستئجار منزل لمكتبه الجديد في منطقة شيخ جراح في القدس الشرقية.
ونسبت صحيفة "الإندنبدنت" إلى عدد من كبار المسؤولين والمحللين الفلسطينيين قولهم إن "وجوده وإقامته لم تعد ضرورية"، وأن اللجنة الرباعية كما يقول محمد شيتة أحد مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، "باتت معدومة الجدوى عديمة الفائدة بكل معنى الكلمة". وأضاف أن "حاجة اللجنة المستمرة للوصول إلى إجماع فيما بين أعضائها المتناحرين، قد جعل منها لجنة عاجزة وعقيمة".
وأوضح شيتة في أعقاب اجتماع له مع بلير أن "بيانات اللجنة لا تعني شيئًا لأنها تستخدم في عباراتها دائمًا لغة غامضة حول القضايا المهمة والحساسة لأغراض سياسية، وهو تكتيك معروف باسم "الغموض البناء" والذي أخذ الفلسطينيين في واقع الأمر إلى المجهول".
وأكد شيتة "أننا في حاجة إلى وسيط يكون على استعداد لأن يتعاطى مع مهمته، وأن يكون على استعداد لأن يقول إلى الطرف المدمر للعملية السلمية "أنت المسؤول عن ذلك".
ولم يكن شيتة وحده الذي حمل بشدة على بلير، ففي شباط/ فبراير الماضي أعلن مركز سابان في معهد بروكينغز في تقرير صريح عن "وفاة اللجنة الرباعية".
وذكر التقرير الذي كان يحمل بعنوان "اللجنة الرباعية للشرق الأوسط : تشريح الجثة" أن "اللجنة الرباعية ليس لديها ما تقدمه، على الرغم من توليها العملية السلمية على مدار عقد من الزمان، إذ لم يقترب الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني من حل الصراع، وفي المرات القليلة التي شهدت مفاوضات سياسية بين الطرفين، كانت اللجنة تكتفي بدور المتفرج". وأضاف التقرير أنه "وبعد ثلاث سنوات من الشلل الذي ألم بالعملية السلمية والفشل في إقناع الفلسطينيين بالعدول عن محاولة الحصول على عضوية الأمم المتحدة التي جرت العام 2011، فإن اللجنة تكون بذلك قد استنفدت فائدتها بعد أن انتهت صلاحية الآلية التي تعمل بموجبها اللجنة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "بلير نادرًا ما يتوجه إلى غزة بحجة التخوفات الأمنية كما نشر موقع اللجنة على شبكة الإنترنت عددًا من إنجازات اللجنة في الضفة الغربية والتي كان من بينها إزالة نقاط التفتيش العسكرية الإسرائيلية وتطوير مرافق التصدير".
ويرد الفلسطينيون على ذلك بقولهم إن "إسرائيل كانت ستقوم بإزالة نقاط التفتيش سواء كان ذلك بواسطة اللجنة أو بدونها، أما عن المساعدات الاقتصادية، فهي جوفاء مثلها مثل الإنجازات السياسية للجنة"، إلا أن الفلسطينيين يقولون إن "موقفهم ليس ضد شخص بلير، وإنما ضد اللجنة التي تقاعست عن القيام بدورها".
وتؤكد الصحيفة أن "مكتب توني بلير في القدس رفض التعليق على تلك الانتقادات".
كما أشارت الصحيفة إلى "إنجازات بلير منذ توليه المنصب العام 2007 والتي تتمثل في محاولته تحسين التعاون الاقتصادي بين الطرفين، ودعوته إسرائيل إلى فك حصارها عن غزة أثناء زيارة نادرة قام بها للقطاع العام 2009، ولكنه في العام 2011 حذر من محاولة محمود عباس الحصول على عضوية الأمم المتحدة والتي وصفها بأنها "تحدٍ خطير".
أرسل تعليقك