السلطات الإيرانية تشن حملة على المقاهي في طهران
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

ألزمتها بتركيب كاميرات تسجل حركة ونشاط روادها

السلطات الإيرانية تشن حملة على المقاهي في طهران

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - السلطات الإيرانية تشن حملة على المقاهي في طهران

السلطات الإيرانية تستهدف المقاهي الاجتماعية باعتبارها تربة خصبة للمنشقين

طهران ـ مهدي موسوي مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في إيران المقرر لها حزيران / يونيو المقبل، قامت السلطات الإيرانية بزيادة أنشطة الرقابة السياسية حيث ألزمت أصحاب المقاهي بتركيب كاميرات داخل كل مقهى لرصد حركة ونشاط رواد المقهى وتسليم تسجيلات ذلك عند الطلب.وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية أن مثل هذه الكاميرات قد تزايدت في مقاهي العاصمة طهران منذ الصيف الماضي. ويقول أحد سكان العاصمة "أغلب الناس كانوا يعتقدون بأن هذه الكاميرات قام أصحاب المقاهي بتركيبها كنظام أمني لحمايتهم من السرقة".
وتنسب الصحيفة إلى عدد من اصحاب المقاهي قولهم أن السلطات تطلب تشغيل هذه الكاميرات خلال ساعات العمل والسماح لأجهزة الشرطة بالإطلاع على تسجيلاتها.  
وقد بدأ العمل بهذا النظام عندما اضطر أصحاب مقهى باراغو الشهير في طهران إلى إغلاق المقهى خلال الأسبوع الماضي بعد أن رفضوا الانصياع إلى أوامر السلطات بتركيب كاميرات فيديو. يذكر أن أكثر رواد كافيه باراغو منذ افتتاحه عام 2009، والذي يقع على مرمى حجر من جامعة طهران بقلب العاصمة، هم من الطلبة والنشطاء وشباب المفكرين.
وقبل أسابيع قليلة طلبت الشرطة الدينية والسلطات الأمنية في طهران من أصحاب المقهى تركيب ما لا يقل عن أربعة كاميرات مراقبة لرصد كافة أرجاء المكان في إطار جهود الدولة لتشديد الرقابة والأمنية. إلا أن أصحاب المقهى رفضوا القيام بذلك، كما قاموا كذلك بإغلاق المقهى من تلقاء أنفسهم احتجاجًا على الإجراءات الرقابية الجديدة، وإدراكًا منهم بأن عدم تنفيذ الأوامر سوف يعرضهم لمزيد من التحرشات الأمنية والإغلاق في نهاية المطاف.
وقال أصحاب المقهي في بيان نشر على صفحته على الفيس بوك "كنا نعرف دائمًا بأن هذا اليوم سوف يأتي، وأن نهايتنا في عز شتاء طهران قد حانت على الرغم من محاولاتنا في البقاء. وعلى الرغم من شعورنا بالألم وافتقادنا لأصدقائنا وكل من وقفوا بجانبنا على مدى السنوات الأربع الماضية ، فإننا نشعر بالارتياح لأننا لم نسمح لعيون الديكتاتور بمراقبة وتسجيل كل خطواتنا ولحظاتنا وذكرياتنا من الفجر وحتى المساء".
وتقول الصحيفة أن إغلاق المقهى يعد بمثابة خسارة فادحة للحياة الأكاديمية والثقافية في طهران، وخلال الفترة القصيرة من عمره استطاع المقهى أن يكون أكثر من مجرد مقهى حيث كان يستضيف عدد من الندوات السياسية والاجتماعية وتوفير خدمات التواصل مع شبكة الإنترنت مجانًا ودعم الفنانين المحليين واستضافة معارض الصور والحفلات الموسيقية والمناقشات اليسارية عن حقوق العمال.
ويقول أمير حسين ويعمل مصور فوتوغرافي أنه عاش أربع سنوات حافلة بالذكريات في المقهى الذي لم يكن مجرد مقهى وإنَّما كان أشبه بمسكنه الذي يعيش فيه وكان بمثابة الملاذ الآمن الذي ينسى المرء فيه متابعه وأعبائه اليومية".
وتشير الصحيفة إلى أنه ومنذ القرن التاسع الميلادي كانت المقاهي بمثابة الأماكن التي تستضيف الشعراء والفنانين والدراويش دون خوف من تحرش السلطات بهم. وفي العصر الحديث وقبل ما يقرب من 85 عاما كان مقهى ناديري اشبه بكافية دي فلور وكافية ليدو ماغوت في باريس حيث كان بمثابة منطقة الجذب للنخبة المفكرة في إيران وعلى مدى عشرات السنوات ظل يرتاد هذا المقهى أبرز الشخصيات الأدبية أمثال صادق هدايات وجلال الأحمد وسيمين دانيشفار ونيما يوشيج.
وفي أعقاب ثورة 1979 قامت الحكومة الإيرانية بإغلاق العديد من المقاهي واصفة إياها بأنها من أنقاض الثقافية الغربية، وفي السنوات الأخيرة قام عدد من المحافظين من رجال الدين والسياسة بتبني موقفا أكثر تشددا من الثقافة الغربية ومحاولة إضفاء الطابع الإسلامي على مناهج الفنون الليبرالية بالجامعات وإغلاق المرافق التي تسهل من عملية التواصل الاجتماعي. وخلال شهر يوليو تموز الماضي قامت السلطات بالإغارة على ما يزيد عن 87 مقهى ومطعم في أحد أحياء العاصمة بحجة أنها تمثل تحديا للقيم الإسلامية. يذكر أن معظم من يرتاد تلك المقاهي هم من صغار الشباب والعشاق في مطلع حياتهم كما يقيم فيها طلاب الجامعات حفلات عيد الميلاد.
ويقول أحد المراقبين إن قرار السلطات الإيرانية الأخير بتركيب كاميرات في المقاهي  يأتي في الوقت الذي يتزايد فيه عدد رواد المقاهي الذين يرغبون في مناقشة الأوضاع السياسية وهي ظاهرة لا تحبذها الحكومة الإيرانية.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلطات الإيرانية تشن حملة على المقاهي في طهران السلطات الإيرانية تشن حملة على المقاهي في طهران



GMT 18:26 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اشتباكات ضارية ومتصاعدة في يوم الحرب على مستشفيات غزة

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 13:52 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

سرعة سرية تقوم بها سيارة كورفيت C8.R 2020

GMT 15:05 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

إصدار كتاب "الرواية في العراق" وتأثرها بنظيرتها الأميركية

GMT 16:49 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج القوس الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 03:05 2019 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

ميريام فارس تعود في 2019 بإطلالات جريئة في الحفلات

GMT 09:35 2014 الإثنين ,16 حزيران / يونيو

التركي جنيد جاقر حكمًا لمباراة البرازيل والمكسيك

GMT 07:48 2017 السبت ,21 تشرين الأول / أكتوبر

فقدان 20 شخصًا جراء انهيار أرضي في ماليزيا

GMT 04:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

اكتشاف علاج للقضاء على الألم المزمن من سم القواقع

GMT 07:53 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

بعض الهواجس التي تجول في خاطرك تجعلك في الواقع أكثر بدانة

GMT 01:25 2017 الإثنين ,16 كانون الثاني / يناير

تفاصيل تسوية طلاق بالملايين بين جوني ديب وآمبر هيرد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab