مئات المحتجين خارج السفارة الفرنسية في جمهورية أفريقيا الوسطى
باريس ـ مارينا منصف
رفض الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن تتدخل فرنسا عسكريًا من أجل مساندة الأنظمة الأفريقية التي تواجه اضطرابات محلية، وذلك في إشارة إلى استبعاده تدخل بلاده في شؤون جمهورية أفريقيا الوسطى، التي كانت يومًا ما مستعمرة فرنسية.وأكد هولاند أن فرنسا لن تستخدم قواتها الموجودة داخل البلاد للتدخل
في الصراع الحالي، قائلاً "إن تواجدنا لا يهدف إلى حماية النظام، وإنما يهدف إلى حماية مواطنينا ومصالحنا في البلاد، وأنه لا مجال للتدخل بأي حال من الأحوال في الشأن الداخلي لأي بلد، وبالتحديد أفريقيا الوسطى، فهذا الزمن قد ولى".
وجاءت تصريحات هولاند في أعقاب الدعوات التي تطالب فرنسا بمساندة حكومة أفريقيا الوسطى، التي تتعرض حاليًا لهجمات المتمردين، بالإضافة إلى قيام مئات المحتجين برشق السفارة الفرنسية في بانغوي عاصمة أفريقيا الوسطى بالحجارة، الأربعاء، مطالبين الحكومة الفرنسية بذل مزيد من الجهود، من أجل منع تقدم قوات المتمردين. وعلى الرغم من رفض الرئيس الفرنسي التدخل، إلا أن رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فرنسوا بوزيز دعا كل من فرنسا والولايات المتحدة للتدخل، لصد القوات المتمردة، من أجل إتاحة الفرصة لإجراء محادثات السلام في ليبرفيل عاصمة الغابون.
وكانت الأمم المتحدة قد أصدرت أوامراها، الأربعاء، إلى ما يزيد عن 200 من موظفيها غير الضروريين، وعائلات عدد من عامليها، بمغادرة البلاد، تحسبًا لهجوم قوات المقاومة. بالإضافة إلى أن سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون قد أدان بشدة الهجمات المسلحة التي شنتها قوات المعارضة على عدد من المدن. كما أعربت كذلك واشنطن عن قلقها العميق، وطالبت جميع الأميركيين مغادرة البلاد، حتى يتحسن الموقف الأمني فيها.
وفي ظل رفض فرنسا تقديم المساعدة ، لجأ الرئيس بوزيز إلى جارته تشاد، التي سبق وأن ساعدته من قبل خلال التمرد الذي وقع في شمال البلاد عام 2010. وفي تلك الأثناء، وعدت القوة المتعددة الجنسيات في وسط أفريقيا بإرسال المزيد من القوات لتأمين العاصمة. وقال الجنرال جين فليكس أكاغا في تصريحات أدلى بها إلى الإذاعة المحلية "إن القوات توفر الحماية الكاملة للعاصمة، والمزيد من القوات في الطريق لدعم البعثة في تأمين العاصمة بانغوي".
جدير بالذكر، أن فرنسا تحتفظ بحوالي 250 جندي فرنسي في مطار بانغوي، لتقديم المساعدات الفنية لبعثة حفظ السلام، التي تشرف عليها كتلة الجماعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، التي تحاول التوسط من أجل إبرام هدنة.
وكان فرانسوا بوزيز الرئيس الحالي لجمهورية أفريقيا الوسطى قد استولى على الحكم في البلاد عام 2003، إثر انقلاب عسكري، كما فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2011، بنسبة 64,37 % من أصوات الناخبين. وهو الآن يتعرض لهجمات المتمردين، الذين يصرون على أن حكومته لم تلتزم الشروط الواردة باتفاقيات السلام المبرمة بينهما، خلال الفترة ما بين عام 2007 وعام 2011. كما استولت القوات المتمردة على ما لا يقل عن عشرة مدن، من المدن الشمالية الفقيرة جدًا، و يخشى سكان العاصمة الآن من قيام تلك القوات بمهاجمة العاصمة في أي وقت.
يذكر أن القوات الفرنسية في غرب أفريقيا، ومنذ نهاية العصر الاستعماري في الستينات من القرن العشرين، كانت غالبًا ما تأتي لمساعدة الأنظمة الحاكمة، التي على وشك السقوط في مستعمراتها السابقة.
أرسل تعليقك