الرئيس العراقي جلال الطالباني
بغداد ـ جعفر النصراوي
نفى رئيس ديوان الرئاسة العراقية نصير العاني، الثلاثاء الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الاعلام عن وفاة ، وقال العاني لفضائية العراقية الحكومية إنَّ " الأنباء التي تناقلتها وكالات الأنباء عن وفاة رئيس الجمهورية عارية من الصحة، إذ أنَّ وضع الرئيس مستقر الآن، حيث يرقد في قسم
العناية المركزة في مستشفى مدينة الطب الاستشارية"، وأضاف "هناك فريق من الأطباء العراقيين الإخصائيين يشرفون على علاج الرئيس، وأنَّ حالته الصحية مستقرة وآيلة إلى التقدم والتحسن"، وتابع "سيبقى تحت إشراف الأطباء في قسم العناية المركزة لنطمئن على صحته أكثر"، وعن احتمال نقله إلى خارج العراق لاستكمال علاجه قال "ذلك ما سيقرره الأطباء المشرفون على علاجه ".
وقالت الرئاسة العراقية في بيان "أُدخِل رئيس الجمهورية إلى المستشفى مساء الإثنين، وأجريت له سلسلة من الفحوصات المختبرية والشعاعية، أظهرت أنَّ الوضع الصحي الطارئ للرئيس ناجم عن تصلّب في الشرايين، وأنَّ وظائف الجسم اعتيادية"، وأضافت أنَّ الحالة الصحيّة للرئيس مستقرّة، وهو يخضع لعناية طبية مركزة تحت إشراف فريق طبي عراقي تخصّصي متكامل.
وأشار البيان إلى أنَّ الرئيس جلال طالباني "بذل خلال الآونة الأخيرة جهودًا مكثفة بهدف تحقيق الوفاق والاستقرار في البلاد. وبفعل الإرهاق والتعب تعرّض فخامته إلى طارىء صحي".
وأكدَّ مصدر طبي في مستشفى مدينة الطب لـ"العرب اليوم" أنَّ الرئيس جلال طالباني ما زال يخضع للعلاج المركز، كما نفى مصدر في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الطالباني نبأ الوفاة، وقال المصدر في الرئاسة "لا صحة لهذا النبأ (الوفاة) وأنَّ الطالباني مازال يخضع للعلاج في قسم العناية المركزة " في مستشفى مدينة الطب في بغداد.
واعتبر مستشار رئيس جمهورية العراق السابق والمقرب من طالباني، فخري كريم، في تصريح إلى "العرب اليوم" أنَّ "الغرض من بث هذه الأنباء هو التشويش وإرباك الرأي العام في محاولة مغرضة لا تعرف أهدافها"، مطالبا وسائل الإعلام بـ"توخي الدقة في التعامل مع هذا الموضوع الحساس".
وأجرى الطالباني خلال الأيام الماضية سلسلة لقاءات مع مختلف الأطراف السياسية لبحث الأزمة السياسية في العراق وسبل الخروج منها، كان آخرها اجتماعه بمكتبه مساء الإثنين برئيس الوزراء نوري المالكي، وبحث خلاله الأأزمة بين بغداد وأربيل، واتفقا خلال اللقاء على أن يقوم رئيس الحكومة بدعوة وفد أربيل إلى بغداد من أجل استئناف المباحثات، واعتماد التهدئة والدستور في حل الخلافات.
وتضاربت الأنباء حول الحالة الصحية للطالباني، حيث أعلنت بعض المواقع الإعلامية المحلية والعربية نبأ وفاته، لكنَّ الرئاسة نفت ذلك، وأعلنت "أنَّ الحالة الصحيّة للطالباني مستقرّة، بعد أن أصيب بتصلّب في الشرايين".
ويبلغ الطالباني من العمر نحو 80 عامًا، وأجرى قبل أشهر عملية جراحية في ركبته في ألمانيا، وأمضى فترة نقاهة استمرت 3 أشهر عاد بعدها إلى العراق في 17 أيلول/سبتمبر الماضي، كما سبق أن نُقِلَ في العام 2007 إلى مستشفى الحسين الطبية في الأردن وبقي فيها لأسابيعن سافر بعدها للعلاج في مستشفى مايوكلينك في الولايات المتحدة الأميركية.
ويعد جلال طالباني المولود في السليمانية في (12تشرين الثاني/ نوفمبر 1933) الرئيس السادس لجمهورية العراق منذ إعلان النظام الجمهوري عام 1958، والثاني بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين إذ تسلم منصبه في مطلع العام 2005 عقب انتخابه من قبل الجمعية الوطنية خلفًا للرئيس غازي الياور الذي يعتبر أول رئيس للجمهورية بعد سقوط نظام صدام حسين، ثم أُعيد انتخابه في العام 2010 لولاية ثانية، ثم أعيد انتخابه رئيسا للجمهورية العراقية في أيار/ مايو 2006 في ظل الدستور العراقي الجديد، كما يُعد طالباني أوَّل زعيم غير عربي يرأس دولة عربية في التاريخ المعاصر.
وكان للطالباني واسمه جلال حسام الدين، دور مؤثر في المعارضة العراقية خلال حقبة الثمانيات والتسعينات على الرغم من إجرائه مباحثات محدودة مع نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين الا ان النظام كان يعتبره من ألد أعدائه، كما يعد الطالباني واحدًا من أبرز الشخصيات الكردية في التاريخ العراقي المعاصر، وهو محام أساسًا، تخرج من كلية الحقوق في جامعة بغداد، ومارس العمل الإعلامي ثم السياسي، متدرجًا في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مصطفى البارزاني حتى وصل إلى منصب عضو قيادة، ثم ذهب مع عدد من السياسيين لتأسيس حزب منفصل في عام 1975وسمي الاتحاد الوطني الكردستاني، وترأس الطالباني الحزب حتى آخر يوم في حياته، الذي يعد أحد الحزبين الحاكمين في اقليم كردستان العراق، ومن قادته برهم صالح، وفؤاد معصوم وآخرين.
أرسل تعليقك