عناصر من الجيش اليمني
صنعاء ـ علي ربيع
أكدت مصادر يمنية مطلعة في العاصمة السعودية الرياض، لـ "العرب اليوم" إخفاق الجهود الخليجية في إقناع قيادات في الحراك الجنوبي للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، والتخلي عن مطالب فك الارتباط عن الشمال"، فيما واصل القيادي الجنوبي محمد علي أحمد هجومه على المتمسكين بخيار الانفصال
ومقاطعة الحوار، واصفًا معارضتهم بـ"النباح".
وأكد القيادي الجنوبي محمد على أحمد، في مؤتمر صحافي عقده، الأربعاء، في عدن(كبرى مدن الجنوب) أنه سوف يشارك في الحوار الوطني، وفقاً للرؤية التي خرج بها المشاركون في"مؤتمر شعب الجنوب".
وقد قاطع هذا المؤتمر، أنصار البيض وباعوم، فيما أُقرِت وثيقة في ختام فعالياته، حملت اسم"مشروع الوثيقة الاستراتيجية للحوار والتفاوض" بحضور قرابة 1500 مندوب من مختلف مناطق الجنوب اليمني، بزعامة القيادي الجنوبي محمد علي أحمد الذي عاد من الخارج قبل 9 أشهر، بعد فراره من اليمن عقب حرب صيف 1994.
وتشير بعض التحليلات إلى أن "عودة محمد على أحمد، جاءت بالتنسيق مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ليعمل على حشد مكونات الحراك الجنوبي في مكون واحد، يكون أكثر مرونة في التعاطي السياسي بشأن القضية الجنوبية، على خلاف طروحات التيار المتشدد الذي يتزعمه البيض وباعوم".
وخلال مؤتمر صحافي، الأربعاء، أكد أحمد، أنه "سوف يشارك في الحوار الوطني في اليمن"، قائلاً:" نعم سوف ندخل الحوار على قاعدة الوثيقة المقدمة التي تعبر عن إرادة شعبنا في الجنوب"، مشيراً إلى أن "الحوار مسألة حضارية"، سوف تمكن تياره من الدفاع عن الشعب الجنوبي وحقوقه في ظل رعاية المجتمع الدولي وعدالته.
وأضاف:"بالنسبة لتمثيل شعب الجنوب نؤمن إيماناً مطلقاً بالتمثيل الوطني للمحافظات الجنوبية من خلال القاعدة السياسية في المحافظات الست.. هذه المحافظات هي التي تمثل القاعدة الشعبية في محافظاتهم، ونحن نتحدث باسمهم, وعلى هذا الأساس سوف ندخل الحوار".
واستمراراً للهجوم اللاذع الذي شنه على القيادات الجنوبية في الخارج والداخل، والتي ترفض الحوار الوطني وتتمسك بفك الارتباط، وصف أحمد معارضة هؤلاء بـ"النباح"، داعيًا قيادات الخارج إلى "العودة إلى الوطن، إن كانوا أصحاب قضية وطنية".
وقال:" ما يهمنا المخلصون للقضية الجنوبية, وهم الذين يريدون عودة الدولة الجنوبية, أما الذين هم مدفوعون ومكلفون من قوى أخرى سياسية في الوطن وأيضاً إقليمية ودولية فهؤلاء نعتبرهم نحن من الخصوم، ولا نقبل ولا نخضع لمطالبهم ولا لمكوناتهم، لأن هذه المكونات مفرخة بالمال وبالتعطيل, وعلى هذا الأساس شعبنا سوف يفشلهم ومؤتمرنا طغى على عيوبهم".
وأضاف:"الذين لا يؤمنون بميثاق الشرف والقضية الجنوبية وهذا الوطن فنحن لا نعترف بهم ولا يهمنا وجودهم، ولو نبحوا من خارج السرب.. ينبحون من الخارج أو يعملون أي شيء يريدونه.. من لديه قضية فعليه أن يدخل إلى الوطن ويدافع من داخل الوطن مثلما نحن, نحن معرضون إلى الخطر, لماذا لا يدخلون (الوطن) ويكونوا معنا, ونكون كلنا ندافع عن الوطن إذا كنا نتكلم باسمه"، في إشارة منه إلى البيض والحسني وحيدر العطاس.
وفي حين لم ينف القيادي الجنوبي، أن تكون عودته إلى اليمن بتنسيق مع الجنوبيين في السلطة وفي طليعتهم الرئيس هادي نفسه، الذي ينتمي لمحافظة أبين الجنوبية التي ينتمي إليها أحمد، اعتبر ذلك أمراً لا إشكال فيه ولا ضير، وفيما أشار إلى هادي والمسؤولين الجنوبيين في أجهزة الدولة قال:"هم جنوبيون بعقولهم وضمائرهم, وأفضل من الجنوبيين الذين يرفعون الشعارات في الشوارع, وهم أيضاً مخلصون للجنوب أكثر من هؤلاء الذين ينبحون من الخارج, ولولا وجود الجنوبيين في السلطة لما عقدتم مؤتمركم هذا"
وبينما كشف أحمد، أن تمويل مؤتمره الذي انعقد أخيراً، "تكفل به رجال أعمال جنوبيين"، لم ينف أن يكون قد تلقى تمويلاً من الرئيس هادي، مؤكداً أن "ذلك إن حدث فهو حق مشروع"، إلا أنه عاد للقول:" إن هادي ليس بيده تقديم المال"، في إشارة منه إلى عدم تمكن الرئيس هادي من السيطرة على مقاليد الأمور حتى الآن. وقال"لا يهمنا أن يقولوا(خصومه الجنوبيون) عبدربه رئيس الدولة أعطانا ملايين، فهذا من حقنا من حق شعبنا, يا ليتها بيده(الأموال) ولكنها ليست بيده, ولا تزال إلى اليوم بيد المتنفذين.. كل الموارد البترولية والموارد العامة والموارد الصناعية والثروة السمكية والزراعية تذهب إلى الدولة القديمة, إلى التقاسم القبلي العشائري, وإذا كان عبد ربه امتلك هذا القدر من السيطرة فنحن نعتبره بطلاً لنا الفخر به".
من ناحيتها، أكدت مصادر يمنية مطلعة في العاصمة السعودية الرياض، لـ "العرب اليوم" فشل الجهود الخليجية في إقناع قيادات في الحراك الجنوبي للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، والتخلي عن مطالب فك الارتباط عن الشمال.
وقالت المصادر:" إن أمين عام مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، أخفق في إقناع العطاس والجفري وباعوم وقيادات جنوبية أخرى، اجتمعت في الرياض، بأهمية دخولهم في الحوار الوطني، مقابل أن يضمن الخليجيون حل الفيدرالية في اليمن"، فيما أشارت المصادر إلى أن "القيادات الجنوبية، تمسكت بفك الارتباط بين شمال اليمن وجنوبه، ورفضوا الحوار الوطني، ما لم يكن حوارًا شماليًا جنوبيًا بين دولتين"، مطالبين دول الخليج بـ"مبادرة سياسية جديدة تكفل لهم ذلك، وصولاً إلى استعادة دولة الجنوب.
وكان الزياني، أصدر، مساء الثلاثاء، بياناً صحافياً عقب انتهاء لقاءاته بقيادات جنوبية ترفض الحوار الوطني في اليمن، الذي تقرر تنفيذاً لبنود التسوية السياسية في البلاد، التي اقترحها الخليجيون ووافقت عليها الأطراف اليمنية، في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، برعاية أممية ودولية، وتخلى بموجبها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح عن السلطة ، وانتخب نائبه هادي خلفاً له رئيساً توافقياً لمدة عامين انتقاليين.
وأكد بيان الزياني، أنه "أمام الشعب اليمني في الوقت الراهن فرصة تاريخية لرسم مستقبل بلاده وتحقيق آماله وتطلعاته والوصول إلى رؤية مشتركة"، وفي إشارة إلى رفض الخليجيين لمطالب القيادات الجنوبية المعارضة، قال:"إن دول مجلس التعاون حريصة على استمرار تنفيذ ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وهي تعمل كل ما في وسعها من أجل مساندة الأشقاء اليمنيين ومساعدتهم على تجاوز المرحلة الحالية ".
أرسل تعليقك