مقاتلون من المعارضة السورية في دركوش
دمشق ـ وكالات
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طائرات حربية قصفت ظهر الأحد للمرة الأولى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة، يأتي ذلك في وقت قتل 169 شخصًا في أعمال عنف اندلعت في مختلف أنحاء سورية، حسب ما ذكر ناشطون، فيما اعتبر وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس، الأحد، أن نهاية حكم
الرئيس السوري بشار الأسد "تقترب"، في حين أعلن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع "أن أيًا من حكومة الرئيس بشار الأسد أو معارضيه غير قادر على حسم الأمور عسكريًا في النزاع المستمر منذ 21 شهرًا".
وبينما ذكرت صحيفة "صنداي تايمز"، الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد يضع خطط طوارئ للانسحاب من دمشق والتراجع إلى معقله الأخير على ساحل البحر الأبيض المتوسط، مع استمرار تآكل السلطة من بين يديه، قال سفير الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في فرنسا منذر ماخوس "إن هناك تقدمًا ملموسًا في الموقف الغربي من ملف تسليح المعارضة السورية".
وفي غضون ذلك، قال ناشطون إن عشرات الأشخاص قتلوا إثر قصف طائرات حربية مسجد عبد القادر الحسيني، بعد أن لجأ إليه عدد كبير من سكان المخيم، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وقالت اتحاد شبكات أخبار المخيمات الفلسطينية على صفحته في موقع "فيسبوك" إن أكثر من 20 شخصًا قتلوا في 3 غارات شنتها طائرات حكومية على أحياء في مخيم اليرموك.
وأوضح الاتحاد أن الطيران الحربي شن لأول مرة 3 غارات على قلب مخيم اليرموك وبالتحديد جامع عبد القادر الحسيني وبالقرب من مدرسة الفالوجة، ما أدى إلى وقوع عدد كبير جدًا من القتلى والجرحى بين المدنين.
كما "نفذت طائرة حربية غارة جوية على محيط مشفى الباسل وحي الجاعونة في مخيم اليرموك" ما أدى إلى "سقوط جرحى وأنباء عن شهداء"، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتأتي هذه الغارات فيما شهد المخيم اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر والجيش الحكومي، تمكن خلالها الجيش الحر من الاستيلاء على أحياء التقدم والعروبة، وتأمين انشقاق 60 فردًا من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة.
من جهة أخرى، قالت شبكة شام الإخبارية إن الجيش الحر تمكن من السيطرة على كلية الهندسة البتروكيميائية وقصر المحافظ والجسر المعلق ومشفى الفرات في مدينة دير الزور، بالتزامن مع استمرار الحصار والاشتباكات العنيفة في محيط مبنى الأمن السياسي بالمدينة.
وذكرت لجان التنسيق المحلية أن مدفعية الجيش السوري استهدفت أحياء دمشق الجنوبية، غداة شن القوات الحكومية هجومًا على بلدة داريا في محاولة لاقتحام البلدة وتأمين مطار المزة العسكري.
وأكدت المصادر نفسها أن الطيران الحربي شن غارات عدة على داريا بريف العاصمة، في حين شهدت مدينة زملكا وبلدات الغوطة الشرقية اشتباكات بين الجانبين تزامنت مع قصف مدفعي.
وفي ريف دمشق أيضا، أعلن الجيش الحر أن قواته المتمركزة في بيت سحم تصدت لهجوم شنه الجيش الحكومي على البلدة في معارك عنيفة أسفرت عن مقتل عدد من الجنود الحكوميين.
وفي حلب، قال "الجيش الحر": إن الطيران السوري شن هجمات على مواقع قريبة من مدرسة المشاة العسكرية شمال شرقي المدينة بعد أن سيطر عليها المعارضون، السبت، إثر معارك عنيفة أدت إلى مقتل 65 جنديًا حكوميًا، وأسر 40 آخرين كانوا متحصنين في المدرسة.
ومن جهته، قال فابيوس - في مقابلة مساء اليوم مع قناة "تي في 5" وإذاعة "فرنسا الدولية" وصحيفة "لوموند"- "أعتقد أن نهاية بشار الأسد تقترب".
كما وصف رئيس الدبلوماسية الفرنسية الهجوم الجوي الذي شنه الطيران السوري على مخيم للاجئين الفلسطينيين في اليرموك في جنوب دمشق، الأحد، حيث قتل ما لايقل عن ثمانية مدنيين بـ"الفضيحة والشائن"، متهمًا الرئيس السوري بمحاولة "إشعال الوضع".
وشدد وزير الخارجية الفرنسي فابيوس على ضرورة تجنب أي عمل يمكن أن يسبب انفجارًا في المنطقة.
وفي ما يتعلق بمسألة الجهاديين الذين يقاتلون ضد الحكومة في سورية أكد أنه "طالما تستمر الحرب (في سورية) لوقت أطول، فإن خطر التطرف سيتزايد"، محذرًا في الوقت ذاته، مما أسماه "ظاهرة على الطريقة العراقية" في إشارة إلى تكرار سيناريو العراق.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسية، الائتلاف الوطنى السوري المعارض أفضل وسيلة دفاع ضد التطرف، مرحبًا بالاعتراف الذي حصل عليه الائتلاف خلال مؤتمر "أصدقاء سورية"، الذي عقد قبل أيام في مراكش.
وعلى صعيد آخر، أضاف الشرع أنه "ليس في إمكان كل المعارضات حسم المعركة عسكريًا، كما أن ما تقوم به قوات الأمن ووحدات الجيش لن يحقق حسمًا".
ومن جهة أخرى، أوضح سفير الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في فرنسا أن رفع الحظر المفروض من جانب الاتحاد الأوروبي على توريد الأسلحة للمعارضة السورية، يحتاج لقرار أوروبي جماعي، غير أن هناك تحسنًا بات ملحوظًا في المواقف الفردية للدول".
وأشار إلى الموقف البريطاني من تسليح المعارضة "من الواضح أن بريطانيا أخذت خطوات للأمام بعد مؤتمر مراكش، أما فرنسا فمواقفها تعد أكثر تقدمًا ".
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "صنداي تايمز"، نقلاً عن مصدر روسي لم تكشف عن هويته، إن "الرئيس الأسد، الذي ينتمي إلى أقلية علوية تعيش وسط غالبية سنية، يعد لأسوأ احتمال قد يجبره على التخلي عن العاصمة دمشق، والقتال حتى آخر رصاصة في وطن منفصل في جبال العلويين".
وأضافت أن المصدر "التقى الرئيس الأسد مرات عدة منذ تفجر الأحداث في سورية في آذار/ مارس2011، وشارك أيضًا في محادثات مع مسؤولين أميركيين".
ونسبت الصحيفة إلى المصدر الروسي، قوله "إن جيش الرئيس الأسد قادر على القتال لمدة أشهر بمساعدة السكان المحليين المتعاطفين في جبال العلويين، ويعرف الأميركيون أن العلويين مدربون ومسلحون بشكل جيد، ولا يملكون أي خيار سوى القتال حتى النهاية المرة".
وأضاف المصدر أن روسيا "لن تُرسل قوات برية إلى سورية لدعم أي من جانبي الصراع".
وقالت "صنداي تايمز": "إن مصادر استخباراتية في منطقة الشرق الأوسط ذكرت أن الرئيس الأسد نشر ما لا يقل عن 7 ألوية من القوات الخاصة ومنصة واحدة لإطلاق الصواريخ في المناطق العلوية مطلع الشهر الجاري، من بينها لواء مجهز بذخيرة كيميائية".
واضافت نقلاً عن المصادر "أن روسيا، التي لا تزال أهم داعمي حكومة الأسد، أقامت مركزًا لعمليات القيادة والسيطرة للاتصال بالضباط السوريين البارزين في مدينة طرطوس السورية الساحلية، التي تُعد المقر الرئيسي الشتوي لأسطول البحر الأسود الروسي".
ونقلت الصحيفة عن المصدر الروسي، قوله "إن الروس يمارسون عمليات رصد استخباراتية ضخمة لتوفير الدعم لسلاح الجو السوري وللاستخبارات العسكرية السورية".
وأضاف المصدر أن الرئيس الأسد "لن يتخلى أبدًا عن معقله في الساحل السوري، وهو أبلغه أن مبارك (الرئيس المصري السابق) قد يكون رحل، غير أن مصر لا تزال باقية، لكن في حال ذهب هو فلن يبقى شيء من سورية".
وقالت صندي تايمز "إن تقريرًا غير مؤكد اقترح بأن الأسد قد يكون نقل أفرادًا من عائلته إلى مسقط رأسه بلدة القرداحة في حماية قوات خاصة موالية".
أرسل تعليقك