أحد المدنيين العراقيين المصابيين في الانفجارات
بغداد - جعفر النصراوي
قتل 25 مدنيًا عراقيًا، وأصيب 52 آخرون، ظهر الخميس، إثر تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري، استهدفت الزوار الشيعة العائدين من كربلاء، بعد أدائهم زيارة أربعينية الإمام الحسين بن علي (رضي الله عنهما) في منطقة قضاء المسيب، التابع لمحافظة بابل، 100 كم جنوب العاصمة بغداد، وسط
احتياطات أمنية مشددة تعي حجم التهديدات التي تواجهها، أثناء تطبيقها الخطة الخاصة بالزيارة.وقال مصدر في قيادة شرطة بابل لـ "العرب اليوم": إن حافلة صغيرة من نوع "كيا" يقودها انتحاري انفجرت في ساحة التحرير، الواقعة بين ناحية جرف الصخر ومركز قضاء المسيب، شمال بابل، ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 52 آخرين بجروح متفاوتة، غالبيتهم زوار من أهالي العاصمة بغداد، كانوا عائدين إلى مناطق سكناهم، بعد انتهائهم من أداء طقوس الزيارة.
من جانبه، أكد قائد عمليات الفرات الأوسط الفريق الركن عثمان الغانمي لـ "العرب اليوم"، أن القوات الأمنية تعي حجم التهديدات التي تواجهها أثناء تطبيقها الخطة الأمنية الخاصة بزيارة أربعينية الإمام الحسين في كربلاء، والتي شارك فيها أكثر من 40 ألف عنصر أمني، نظرًا إلى الزخم الكبير الذي تشهده المدينة.وأضاف الغانمي أن الأولوية لدينا أن تكون كربلاء ومحيطها آمنة لتواجد ملايين من الزوار فيها، وأي خرق أمني ينذر بكارثة كبيرة، لذلك كان الاهتمام منصبًا على مدينة كربلاء ومحيطها، بقطر 20 كم تقريبًا.وأشار الغانمي إلى أن انفجار قضاء المسيب لا يعد خرقًا أمنيًا بقدر ما هو حالة طبيعية، نظرًا إلى أن القوات الأمنية لم تقطع الطريق الرابط بين العاصمة بغداد ومدينة كربلاء، لمسافة تتجاوز 60 كم، والجميع يعرف أن مناطق جنوب بغداد فيها حواضن لمجموعات إرهابية لا يمكن السيطرة عليها، لامتدادها مع البساتين الكثيفة المتواجدة في المنطقة، رغم الكثير من العمليات الأمنية التي استهدفت هذه المجاميع، والتي أدت إلى اعتقال العشرات منهم، خلال الأشهر السابقة
وكان الملايين من الزوار الشيعة قد توافدوا على مدينة كربلاء لإحياء ذكرى أربعينية الامام الثالث لديهم الحسين بن علي، والتي بلغت ذروتها، الخميس.وقال محافظ مدينة كربلاء آمال الدين الهر لـ "العرب اليوم": إن حصيلة الزائرين الذين توافدوا على مدينة كربلاء خلال الأيام العشر التي سبقت يوم الأربعينية بلغ 17 مليون زائر، بينهم 600 ألف زائر عربي وأجنبي.
وأضاف الهر أن الاستعدادات التي اتخذت منذ أكثر من 20 يومًا سبقت يوم الزيارة الذي يصادف، الخميس، حيث توزعت بين الاستعداد الأمني والخدمي والصحي، وعقدت اجتماعات عدة قبيل الزيارة، تم تحديد أهم التهديدات التي قد تواجه الزائرين، ومنها محور شمال بابل.
وبين الهر أنه يمكننا القول: إننا نجحنا إلى حد كبير في إنجاح الزيارة، رغم أن مدينة كربلاء تعد صغيرة قياسًا بالكم الهائل للزائرين، ونتيجة قدم البنى التحتية، فإننا نحاول جهد الإمكان استيعاب المدينة لهم، وتقديم الخدمات المطلوبة كافة.
وأشار الهر إلى أن السنوات المقبلة قد تزداد فيها أعداد الزائرين، ما يتوجب علينا وضع خطط مستقبلية لتجنب انهيار المرافق الخدمية، كشبكات الكهرباء والماء والمجاري، وهذا ما نعمل عليه حاليًا.
وتعد زيارة الأربعين واحدة من أهم المناسبات الدينية للمسلمين الشيعة، ويحرص الآلاف منهم على إحيائها، من خلال الذهاب إلى كربلاء مشيًا على الأقدام، في حين تنتشر آلاف المواكب والهيئات على الطرق المؤدية إلى المدينة لإيواء الزائرين، وتقديم الطعام لهم، وقد استهدفت الجماعات المسلحة في الأعوام السابقة، الزوار في الطرق المؤدية إلى كربلاء، بسيارات مفخخة، وعبوات ناسفة.
أرسل تعليقك