جنود اميركيون امام بطارية صواريخ باتريوت
دمشق، عمان ـ وكالات، أسامة الرنتيسي
أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 128 شخصًا، السبت، في مناطق متفرقة من البلاد، فيما ذكر أن الجيش السوري يخوض معارك عنيفة، السبت، مع مقاتلي المعارضة في أحياء جنوب دمشق، ويعزز قواته لاقتحام بلدة داريا القريبة المحاصرة منذ شهر، فيما أعلن القائد الأعلى لقوات حلف شمال
الأطلسي (الناتو) في أوروبا الأميرال جيمس ستافريديس أن عددًا من صواريخ سكود أطلقت من سورية، وسقطت على مسافة قريبة جدًا من الحدود التركية، في حين أطلق معارضون سوريون، السبت، في العاصمة الأردنية كيانًا سياسيًا جديدًا أطلقوا عليه "التجمع الوطني الحر للعاملين بمؤسسات الدولة السورية"، بزعامة رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب "لحماية مؤسسات الدولة عقب سقوط الحكومة السورية"، بينما علمت وكالة "نوفوستي" الروسية من مصدر مطلع في مقر هيئة الأمم المتحدة في نيويورك أن المنظمة تنظر في إمكان إرسال قوة حفظ سلام يتراوح تعدادها بين 4 و 10 آلاف جندي وضابط، إلى سورية.
وقرب حلب، تمكن المقاتلون المعارضون من السيطرة على قسم كبير من كلية المشاة، التي كانوا يحاصرونها منذ ثلاثة أسابيع، وتحدث المرصد عن مقتل تسعة جنود حكوميين على الأقل، في مواجهات جرت في الكلية.
وافاد المرصد أيضًا أن معارك وقعت في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، حيث دارت مواجهات بين مقاتلين معارضين من جهة وجنود حكوميين ومقاتلين فلسطينيين موالين للحكومة من جهة أخرى.
وانفجرت قنبلتان ليلاً في حي القدم (جنوب) بينما أصابت قذائف اليرموك وبرزة (شمال دمشق).
من جهته، ذكر التليفزيون السوري الرسمي أن الجيش عثر على سيارة مفخخة تحوي ألف كلغ من المتفجرات في حي برزة، شمال العاصمة السورية.
وفي ريف دمشق، تعرضت معضمية الشام إلى غارات جوية، بحسب المرصد، في موازاة إرسال تعزيزات عسكرية إلى داريا.
وأعلن ناشطون معارضون في داريا في بيان أنه "لليوم الثامن والعشرين، تحاول قوات الأسد دخول المدينة"، لافتين إلى أن عناصر الجيش السوري الحر تمكنوا من صد هجمات القوات الحكومية على جبهات عدة.
وأضاف الناشطون أن داريا معزولة عن العالم منذ 37 يومًا من دون كهرباء ولا اتصالات ويعاني سكانها أيضًا أزمة وقود للتدفئة.
وفي وسط سورية، أورد المرصد أن غارة جوية على مدينة الرستن -التي يحاصرها الجيش الحكومي منذ أشهر- أسفرت عن مقتل عشرة مدنيين.
والسبت، أحصى المرصد حتى الآن مقتل 128 شخصًا في مناطق سورية مختلفة.
ومن جهة أخرى، قال معاون وزير النفط السوري المنشق عبدو حسام الدين خلال مؤتمر صحافي عقد في أحد فنادق عمان الراقية وسط تواجد أمني كثيف "إن التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية الذي نعلن عنه، السبت، جاء ليعبر عن قرابة 1,5 مليون شخص".
وأضاف: "سنتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرًا لنا، برئاسة السيد رياض حجاب، المنشق عن النظام السوري في آب/ أغسطس والمقيم في عمان منذ ذلك الوقت".
وذكر البيان الأول الصادر عن التجمع، والذي وصل "العرب اليوم" نسخة منه أن "مجلس أمناء التجمع شكل من 7 أشخاص هم رياض حجاب، وأسعد مصطفى، ورياض نعسان آغا، وفاروق طه، وطلال حوشان، وإخلاص بدوي، وعبدو حسام الدين".
وجاء فيه أيضًا أن "الاجتماع التأسيسي حضره قرابة 30 شخصية وطنية من رجالات الدولة الذين ساندوا الثورة، ووقفوا معها، إضافة إلى أعضاء من الائتلاف الوطني لقوى الثورة المعارضة، وشخصيات مهمة ذات تأثير في الثورة السورية".
وتابع "نوقش خلال الاجتماع اللائحة الداخلية للتجمع، والبيان التأسيسي، وتم إقرارها".
وأكد مصدرو البيان أن هدف التجمع "الإسهام الفاعل في المشروع الوطني للمعارضة السورية بقيادة الائتلاف الوطني الذي نحن جزء منه، ونعمل معه لإسقاط الحكومة بكامل رموزها، وبناء الدولة الديمقراطية التعددية الحديثة".
وأكدوا أن رؤيتهم "تتمثل في بناء مجتمع سوري موحد آمن محصن من الفوضى والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد".
وأشاروا إلى أن التجمع "يسعى إلى المساهمة في الحفاظ على مؤسسات الدولة المدنية، وتقديم الدعم التقني والفني للقيام بدورها في تأمين احتياجات المواطن المختلفة، وفي الحفاظ على ممتلكات الشعب، وتعزيز تلاحمه".
وقالت أول نائبة أعلنت انشقاقها عن الحكومة السورية إخلاص بدوي خلال المؤتمر الصحافي "نعمل على دعم ومساندة العاملين في الدولة المناصرين للثورة ليكونوا ضمانة حماية مؤسسات الدولة والسلم الأهلي حال سقوط الحكومة التي أصبحت وشيكة".
وأوضحت بدوي أن "التجمع الوطني الحر يؤكد دعمه للجيش السوري الحر وقيادته الموحدة، وينظر بإجلال وإكبار إلى الدور المشرف الذي يقوم به للدفاع عن الثورة، وإسقاط عصابة الإجرام والقتل والتدمير".
وعلى صعيد آخر، أعرب ستافريديس الجمعة على مدونة تابعة للناتو عن قلق الحلف من "نشاط محتمل بصواريخ سكود داخل سورية"، مشيرًا إلى أن صواريخ سكود وهي صواريخ أرض أرض متوسطة المدى تثير القلق بشكل خاص، لأنها قادرة على حمل رؤوس كيميائية".
وأضاف أنه "في الأيام القليلة الماضية، أطلق عدد من صواريخ سكود داخل سورية، وكانت موجهة إلى أهداف للمعارضة، والكثير منها سقط على مسافة قريبة جدًا من الحدود التركية، وهو أمر مثير للقلق".
وقال الأميرال الأميركي إنه نظرًا "إلى الفوضى المستمرة في سورية، قررت دول الناتو - بطلب من تركيا العضو في الحلف- نشر صواريخ باتريوت ذات طبيعة دفاعية بحتة على الحدود التركية السورية".
ووصف الوضع في سورية بأنه "فوضوي وخطير"، مضيفًا "ولكن من الواجب علينا الدفاع عن حدود الحلف من أي خطر يأتي من دولة مضطربة".
وقال: إن الحلف سينشر ست بطاريات باتريوت للمساعدة في حماية المراكز المأهولة في تركيا، وأن الدول التي سترسل البطاريات هي الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا.
وكان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، وقّع قبل يومين على أمر بإرسال بطاريتيّ صواريخ "باتريوت" إلى تركيا، بالإضافة إلى 400 عنصر من القوات المسلّحة.
وأعلنت هولندا الخميس عن عزمها إرسال بطارتيّ "باتريوت" إلى تركيا.
كما وافقت الحكومة الألمانية الأسبوع الفائت على إرسال بطاريتيّ "باتريوت" بالإضافة إلى 400 جندي إلى تركيا.
وكانت تركيا طلبت من (الناتو) نشر صواريخ "باتريوت" على حدودها مع سورية، في ظلّ تصاعد التوتّر على الحدود التركية – السورية بعد تسجيل إصابات في تركيا نتيجة قذائف مصدرها الجانب السوري، في وقت أبدت فيه روسيا قلقها من نشر هذه الصواريخ.
إلى ذلك، انعقد في مقر الأمم المتحدة، الجمعة، اجتماع بمشاركة ممثلين عن تلك الدول التي ترسل عسكريين للمشاركة في عمليات حفظ السلام في مختلف أنحاء العالم. وخصص هذا الاجتماع لبحث سيناريوهات مختلفة لتطور الأحداث المحتمل في سورية.
إلا أن المصدر أوضح أن بحث الموضوع جرى من حيث المبدأ، لأن هيئة الأمم المتحدة لا تملك احتياطيات إضافية من أجل إرسال قوة إلى سورية، من ضمن قوات حفظ السلام المنتشرة حاليًا عبر العالم، والتي يبلغ عدد المنتسبين إليها 114 ألف جندي وضابط.
أرسل تعليقك