فرنسا تأسف لتأخُّر تشكيل حكومة لبنانية حتى الآن وإيمانويل ماكرون مُحبَط
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

يصرّ "حزب الله" على أنّ ما يحدث يُقارب الانقلاب على الموازين

فرنسا تأسف لتأخُّر تشكيل حكومة لبنانية حتى الآن وإيمانويل ماكرون "مُحبَط"

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - فرنسا تأسف لتأخُّر تشكيل حكومة لبنانية حتى الآن وإيمانويل ماكرون "مُحبَط"

إيمانويل ماكرون
باريس - السعوديه اليوم

تشي الأخبار الواردة من باريس إلى بعض المستويات السياسية والرسمية بغضب عارم يسود الإليزيه والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يشعر بإحباط معنوي كبير جرّاء التعاطي السلبي من قبل السياسيين اللبنانيين مع مبادرته، ومحاولات البعض منهم الدؤوبة لهدم كل ما بَناه الفرنسيون على هذه المبادرة التي قدموها كفرصة أقرّ اللبنانيون أنفسهم بأنّها الوحيدة المتاحة لبناء أرضية إنقاذ للوضع اللبناني، الذي يجمع العالم كلّه بأنّه في حكم الميؤوس منه. وأبلغت مصادر موثوقة أنّ نتائج المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية ميشال عون مع الكتل النيابية أُبلغت إلى الجانب الفرنسي.

وصار الرئيس المكلّف مصطفى أديب وفريق التأليف الذي يقوده الرئيس سعد الحريري في أجواء هذه النتائج التي أظهرت تمسّكاً بالمبادرة الفرنسية من كل الكتل، وانقساماً في الرأي حول تسمية الوزراء حيث أكدت غالبية الكتل رفضها أن يُسمّى الوزراء من قبل طرف واحد. كما أظهرت ميلاً غالباً نحو المداورة، التي أكدت مصادر مطلعة بأنه يؤيّد من حيث المبدأ إجراءها، إنما شرط التوافق الوطني عليها. وبرز موقف مغاير لـ«الثنائي الشيعي» الذي ذهب إلى بعبدا بوفدين منفصلين؛ أي النائب علي حسن خليل باسم كتلة الرئيس نبيه بري، والنائب محمد رعد باسم كتلة «حزب الله»، إنما بِنصّ موحّد يعبّران فيه عن الرفض النهائي للتخلّي عن وزارة المالية وكذلك رفض مصادرة حقهما في تسمية الوزراء.

وحسب المصادر فإنه «ليس لدى الجانب الفرنسي حتى الآن ما قد يجعله يعتبر أنّ المبادرة الفرنسية قد فشلت، بل بالعكس فإنّ باريس أرسلت في الساعات الأخيرة إشارات إلى كل الأطراف، بأنّها ماضية في مبادرتها، وأنّ الرئيس إيمانويل ماكرون شخصيا كان على متابعة حثيثة ومباشرة لدقائق وتفاصيل ما استجدّ على خط تأليف الحكومة، وجرى تقييم لأسباب تعثّر هذا التأليف. وتِبعاً لذلك، كانت باريس حاضرة بزَخم خلال الساعات الماضية عبر مروحة اتصالات واسعة، قيل إنّ رئيس الاستخبارات الفرنسية برنار إيميه كان حاضراً فيها، وشملت الأطراف المعنية بملف تأليف الحكومة، وكذلك الرئيس المكلف".

رسائل فرنسية لـ"حزب الله" إذا كانت فرنسا أسفت “لعدم تمكن الزعماء السياسيين اللبنانيين من الالتزام بتعهداتهم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتشكيل الحكومة خلال 15 يوماً” فإن مبادرتهم تلك لم تعد مفهومة. صارت خاضعة للتأويل والتكهنات في ضوء ما يعتري تشكيل الحكومة من مطبات قد تطيح بالرئيس المكلف. المعضلة أن سلوك الفرنسيين لا يتطابق ومواقفهم. أقله في ما يتعلق بعلاقتهم مع “حزب الله”، فإعلان الثنائي الشيعي عدم مشاركته في الحكومة استنفر الفرنسيين ودفعهم إلى تطمينه بدليل إيجابية اللقاء الذي جمع النائب محمد رعد مع الرئيس إيمانويل ماكرون.

تعدد الرسائل التي تلقاها “حزب الله” من الفرنسيين لم تساعد في حل لغز الالتباس الحاصل في موقفه من سلوك الرئيس المكلف مصطفى أديب ومن يقف وراءه حيال تشكيل الحكومة. خلال الساعات الماضية حرص الفرنسيون على نقل رسالة مفادها “نحن لا نستهدفكم ولا يوجد لدينا مشروع ضدكم وكلامنا الطيب مع النائب محمد رعد خير دليل” في مكان ما يكتنف الغموض الجهود الفرنسية بالنسبة لـ”حزب الله”، فهل يتصرف والحريري كفريق واحد؟ وما هي حقيقة موقفه من رفض الحريري منح الثنائي الشيعي حقيبة المالية؟ ومن فوض الحريري إدارة تشكيل الحكومة؟ مثل هذه الأسئلة وغيرها وصلت إلى مسامع الفرنسيين مباشرة وبالواسطة لكن الإجابة عليها لم تقنع “حزب الله” والثنائي الشيعي.

ربما ركن الفرنسيون إلى رغبة الثنائي بتكليف الحريري مجدداً تشكيل الحكومة وحين اعتذر أصروا على تبني من يختاره. عاش الحريري الحالة وأراد لعب الدور إلى نهايته. لم يدرس خطواته وابعادها وأن رهاناته ستخيب. وكأن الحريري لم يقتنع بعد ان “حزب الله” أقوى من هذه الألاعيب ولا تنطلي عليه، وفق تعبير مصادر مطلعة على موقف “الحزب”، التي لفتت إلى أنّ “حزب الله” يعتبر أنّ أسباباً عديدة أوصلت المبادرة الفرنسية إلى مأزق:1 – الفريق الذي استغل هذه المبادرة ومعها العقوبات الأميركية لتحقيق إنقلاب سياسي في البلد يخرج من خلاله “حزب الله” من الحكومة 2 - العقوبات الأميركية.3 - محاولة استغلال الظروف المالية والاقتصادية للقول إن من تسبب بهذه السياسات هو الثنائي الشيعي، ولو أن هذه القوى السياسية لا تتحمل وزر كامل الأزمة بل لها حصتها منها. “حزب الله” إرتاب من إصرار الفريق المشكل للحكومة على سحب حقيبة المالية من الثنائي وتشكيل الحكومة بمفرده، وعلى تسمية الوزراء الشيعة ومن الاختصاصيين.

وتضاعف قلقه يوم زار الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري يبلغه أن وزارة المال لن تكون من حصة الشيعة، وحين رفض بري قال له الحريري سيتحدث إليك ماكرون! يصر “حزب الله”، وفق المصادر المطلعة على أجوائه، على أن ما حصل يقارب الانقلاب على موازين القوى السياسية في البلد، ومحاولة عزل مكون سياسي وإخراجه من السلطة السياسية حاليا، أي تحقيق غايات سياسية في ظل موازين مختلفة. وحين استشعر الخطر تحدث إلى رئيس الجمهورية ميشال عون شارحاً رؤيته للأمور فأبلغه النائب محمد رعد صراحة: "إذا أردتم المداورة فلنضعها في سياق مشروع لا يقتصر على المالية فقط. ولماذا الإصرار على طرحها اليوم ومن باب تحميل اللازمة لفريق سياسي واحد"، وتابع رعد قائلاً: "لتكن المداورة في الرئاسات والوزارات ووظائف الفئة الأولى ومجلس القضاء الأعلى، وليتم وضعها ضمن أطر دستورية ونظام دستوري أما دون ذلك فإن هذا الفريق ومن خلال طريقته في إدارة الحكومة فيلعب بمصير البلد ويأخذه للمجهول”.

قد يهمك ايضا :

ديب ينتقد إسقاط فرنسا دعوته القضائية في حق الصحافيين المغاربة

ماكرون يؤكّد أنه لن يقدّم صكًا على بياض لقادة لبنان

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرنسا تأسف لتأخُّر تشكيل حكومة لبنانية حتى الآن وإيمانويل ماكرون مُحبَط فرنسا تأسف لتأخُّر تشكيل حكومة لبنانية حتى الآن وإيمانويل ماكرون مُحبَط



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"

GMT 03:32 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

جيسيكا هيلز ستعتزل في 2017 لتتفرَّغ لإنجاب طفل آخر

GMT 11:22 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى بشأن اغتيال الشيخ أحمد ياسين

GMT 15:55 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي علی غزة إلى 24448 شهيدًا

GMT 17:10 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مواطنة من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من أمريكا

GMT 19:46 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

كلاسيكيات الآرت ديكو لغرفة هادئة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab