ديفيد كاميرون يستقبل وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا
لندن ـ سليم كرم
أكد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون أن "الحرب ضد الإرهاب في شمال أفريقيا قد تستغرق سنوات وربما "عشرات السنين". جاء ذلك في بيان صدر من مقر إقامته السبت، أعلن فيه عن "مقتل ستة بريطانيين أثناء محاولة الجيش الجزائري الإفراج عن الرهائن داخل منشأة الغاز الجزائرية التي تعرضت لهجوم
إرهابي". وأشار كاميرون خلال بيانه إلى "مقتل ثلاثة بريطانيين، إضافة إلى ثلاثة آخرين في عداد المفقودين، ويعتقد أنهم لقوا حتفهم أيضًا". كما تشير أنباء إلى "مقتل بريطاني آخر مقيم في الجزائر". يذكر أن قوات الجيش الجزائري قد نجحت في إطلاق سراح 22 بريطانيًا آخر كانوا محتجزين داخل منشأة غاز أميناس في جنوب الجزائر، وقد عاد هؤلاء إلى بريطانيا.
وقال وزير الخارجية البريطانية، ويليام هيغ في حديث له مع برنامج أندرو مار في تلفزيون الـ "بي بي سي"، إنه "من المحتمل جدًا أن يكون الإرهابيون الذي أطلقوا على أنفسهم اسم "الموقعون بالدماء" وهي جماعة منشقة عن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، قد قاموا بقتل بعض البريطانيين".
وأكد كاميرون في بيانه أنه "تحدث إلى نظيره الجزائري عبد الملك سلال"، وأشار إلى أنه "بات من الواضح انتهاء العملية الإرهابية المروعة داخل منشأة الغاز الجزائرية".
وقال في البيان "إنها مأساة أن نعلم بمقتل ثلاثة بريطانيين وثلاثة آخرين مفقودين، ويعتقد أنهم في عداد القتلى، كما أن هناك بريطانيًا مقيمًا آخر يتردد بأنه قتل".
وأضاف أنه "يعلم أن الشعب البريطاني كله سيضم صوته إلى صوته في تقديم العزاء والتعاطف مع أهالي الضحايا الذين يعيشون الآن محنة عصيبة بعد فقدانهم ذويهم".
وقال كاميرون إن "30 إرهابيًا شاركوا في الهجوم"، مشيرًا إلى أن "الإرهاب بات مشكلة متزايدة في شمال أفريقيا". وأضاف أن "هذا يشكل تهديدًا عالميًا، ويتطلب مواجهته عالميًا، وأن هذه المواجهة ستتطلب سنوات، بل وربما عشرات السنين، وليس مجرد عدة أشهر". وأكد أن "هذه المواجهة تتطلب الصبر والمثابرة، ووعد بأن تشهد السنوات المقبلة مواجهة صارمة وعنيفة، ولكنها تتمتع بالذكاء والعزيمة الحديدية".
وقارن كاميرون بين ما يحدث في شمال أفريقيا، وما يحدث في باكستان وأفغانستان. وقال إنه "على الرغم من اختلاف القياس، لكنهما يحملان أوجه تشابه"، وأضاف "إننا نواجه جماعة إرهابية ترتبط بتنظيم القاعدة وتمارس عنفًا إسلاميًا متطرفًا، تماما مثلما نواجهه في كل من باكستان وأفغانستان، ولهذا فإن العالم يحتاج إلى التكاتف لمواجهة هذا التهديد في شمال أفريقيا" وأوضح أنهما "يتشابهان في انتمائهما لتنظيم القاعدة ويرغبان في القضاء على أسلوب ونمط حياتنا، ويتطلعان إلى قتل أكبر عدد ممكن من الأفراد".
وقال رئيس الوزراء البريطاني إنه "سيستغل رئاسة بريطانيا لمجموعة الدول الصناعية الثمانية هذا العام لطرح هذه القضية على قائمة أولويات المجتمع الدولي".
وأضاف في بيانه أن "مسؤولية مقتل البريطانيين، تقع على عاتق الإرهابيين الذين شنوا هجومًا وحشيًا يتسم بالجبن". وقال إنه "لا يلوم الحكومة الجزائرية في طريقة تعاملها مع الأزمة". وأضاف أنه "لا ينبغي أن يقلل أحد من حجم الصعوبات في التعامل مع هجوم يشارك فيه 30 إرهابيًا، كما ينبغي إدراك أن الجزائر تتعاون مع بريطانيا وتنسق معها، وختم بيانه بتوجيه الشكر إلى الحكومة الجزائرية".
وفي مقابلة الـ "بي بي سي" قال هيغ إن "الحكومة الجزائرية لم تستشر الحكومة البريطانية في قرارها بمهاجمة الإرهابيين". وأضاف أنه "كان يتمنى بطبيعة الحال أن تستشيرهم الحكومة الجزائرية في ذلك". ولكنه أكد أن "الجزائريين قد تصرفوا على وجه السرعة، وذلك لأن الجيش الجزائري وكما تقول وزارة الخارجية الجزائرية، كان يعتقد أن الإرهابيين كانوا يعتزمون نسف منشأة الغاز". كما أصر على أن "الجيش الجزائري كان يعي كيفية التعامل مع مثل هذا النوع من الأزمات، ومهما قيل من انتقادات، فإن الجيش الجزائري كما يقول هيغ كان محنكًا ومتمرسًا".
وقال هيغ إنه "لا يدري ما إذا كان قتل البريطانيين قد تم قبل أم بعد أم أثناء هجوم الجيش"، وأضاف أنه "من المرجح أن الإرهابيين قاموا بإعدامهم".
وبشأن البريطانيين الذي نجوا من الحادث قال إن "الحكومة أعادت البعض وشركة "بي بي سي" أعادت البعض الآخر على طائرات مستأجرة وأنهم عادوا إلى عائلاتهم".
وأكد هيغ أن "خطاب كاميرون المنتظر حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي الذي كان مقررًا إلقاؤه الجمعة، سيعلن عنه الإثنين".
أرسل تعليقك