أحد عناصر حركة " طالبان"
باريس ـ مارينا منصف
تشهد العاصمة الفرنسية باريس هذا الأسبوع، لقاءً يجمع ممثلي حركة طالبان مع أعدائهم القدامى من التحالف الشمالي الأفغاني، في إطار مبادرة تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية الأفغانية، بعد أن تغادر قوات الناتو أفغانستان أواخر 2014، حي يضم المؤتمر الذي ينظمه أحد مجمعات الفكر في فرنسا، 20 وفدا يجتمعون في مكان غير معلوم
في ضواحي باريس.
ورغم أن حركة طالبان قد أصرت على ألا تجرى في الاجتماع أي مفاوضات، إلا أن أحد كبار أعضاء مجلس السلام الأعلى الأفغاني يقول إن "مجرد اجتماع الأعداء القدامى في قاعة واحدة بمثابة تطور رائع".
يُذكر أن زعماء جبهة التحالف الشمالي الأفغاني من بين أكثر المعارضين لتقديم أي تنازلات إلى حركة طالبان في محادثات السلام، كما أعلنوا أنهم سيرفضون أي صفقة سرية قد تعقد بين الحكومة الأفغانية والمتمردين، وقال العديد من قادة الجبهة، إنهم يعيدون تسليح أنفسهم ويفضلون القتال على منح أي سلطة إلى أعدائهم.
وكان الفصيلان قد اشتبكا معا في حرب أواخر التسعينات اكتسحت طالبان خلالها الشمال الأفغاني وأجبرت قوات جبهة التحالف الشمالي إلى التراجع لعدد من الأقاليم الجبلية المحاصرة، إلا أن الأوضاع انقلبت على نحو مثير في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، عندما قامت القوات الخاصة الأميركية وقواتها الجوية بدعم جبهة التحالف الشمالي لإسقاط حكومة طالبان.
ويتهم كل طرف منها الطرف الآخر بارتكاب مذابح وأعمال وحشية خلال هجمات متبادلة على مدار خمس سنوات، كما زادت حدة العداوة بينهما بفعل الانقسامات العرقية، حيث تنتمي طالبان إلى قبائل البشتون أما جبهة التحالف فتتكون في أغلبها من جماعات الأقلية المتمثلة في طاجيك وحازارا وأوزبك.
ومن بين كبار المشاركين من بقايا جبهة التحالف الزعيم الطاجيكي البارز أحمد ضيا مسعود، وزعيم قبيلة حازارا محمد محقق وعضو حزب أوزبك فيظو الله زكي.
وقال مسعود، الذي لقي أخوه أحمد شاه مصرعه على يد تنظيم القاعدة، والذي كان قائدا بارزا في مواجهة طالبان :"نحن نشهد جيلا جديدا، وكل منا يحمل فكرا جديدا لا يؤمن بالحرب، ونحن نسعى للتفاهم فيما بيننا وبين طالبان لمعرفة أفكارهم وآرائهم وتمهيد الطريق من أجل تحقيق السلام في أفغانستان".
في المقابل، يمثل طالبان في المؤتمر مبعوثها السابق إلى السعودية شهاب الدين ديلاوار، وأشار المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد: "نحن نريد من المجتمع الدولي أن يستمع لأهدافنا، لكننا لا بد وأن نوضح أننا لن نجري مفاوضات مع أي طرف".
ونسبت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية إلى مصدر في الكتلة السياسية المعارضة للرئيس الأفغاني حميد كرازاي، قوله إنهم بصدد إرسال وفد من جانبهم إلى فرنسا يضم يونس قانوني، الذي كان ينافس كرازاي في انتخابات الرئاسة عام 2004.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن كرزاي وافق على الاجتماع، وإن شخصيات حكومية سوف تحضر أيضا، مشيرا إلى أن السنوات الثلاث الماضية شهدت محادثات سرية بين مختلف الفصائل، وأنه "إذا ما أردنا السلام، فإنه لا بد وأن يكون بين الأطراف المختلفة الذين لا يتحاورون فيما بينهم ولهذا فإن المؤتمر سوف يشهد مناقشات ولكنها لن تكون مفاوضات".
أرسل تعليقك