تشوك هاغل إلى جوار الرئيس أوباما
واشنطن ـ يوسف مكي
دافع المحلل السياسي الأميركي أعارون ديفيد ميللر ومؤلف الكتاب الذي تناول انتقاد تشوك هاغل لنفوذ اللوبي المؤيد لإسرائيل في واشنطن، عن هاغل ونفى عنه تهمة معاداة السامية، فيما قال "إن قيام الرئيس الأميركي بترشيحه لتولي منصب وزير الدفاع كان بمثابة كلمة حق لا ينطق بها العديد من السياسيين"، هذا
و كان قد تعرض هاغل على مدى الأسابيع الماضية للعدد من الانتقادات الحادة من خلال التركيز على تصريحاته بشأن إسرائيل بما فيها ذلك تساؤلات ميللر عن أسباب رفض هاغل أيام كان سيناتور التوقيع على العديد من خطابات الدعم لإسرائيل التي كانت توزعها إحدى جماعات اللوبي ذات النفوذ وهي لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية المعروفة اختصارًا باسم "أيباك" وكان أحد هذه الخطابات يمنح إسرائيل دعمًا غير مشروط عندما نشبت الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.
و أضاف ميللر الذي عمل مستشارا لستة وزراء خارجية أميركيين بشأن المفاوضات العربية الإسرائيلية، في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة "الغارديان" البريطانية "إن استخدام هاغل لعبارة "اللوبي اليهودي" في وصف الضغوط التي تمارسها الجماعات السياسية، قد أسيئ فهمها نظرًا لأن الدعم النشط لإسرائيل إنما هو أكبر بكثير داخل الولايات المتحدة مقارنة الدولة اليهودية".
وتابع "إن هاغل كان يصف "حقيقة" عندما تحدث عن النفوذ الهائل للوبي في الكونغرس خلال المقابلة التي أجراها معه ميللر عام 2006 عندما كان سيناتور وهي الملاحظة التي أدرجها في كتابه الذي يحمل عنوان (The Much Too Promised Land)".
و أردف ميللر "إنه لا يعتبر الانتقادات الموجهة لهاجيل بسبب تصريحاته السابقة بشأن إسرائيل وإنما يتعلق بالتنبؤ بمواقف أوباما كما يري أن الهجوم على هاغل إنما هو في واقع الأمر هجوم على الرئيس نفسه".
هذا وكان قد قال هاغل آنذاك "إن الحقيقية السياسية هي أن اللوبي اليهودي يرعب الكثيرين هنا". ولكن هاغل اعتذر في وقت لاحق لاستخدامه عبارة "اللوبي اليهودي"، و أضاف "إنه كان ينبغي عليه أن يقول عبارة اللوبي المؤيد لإسرائيل، ليست فقط لأن ذلك التعبير يمثل حساسية خاصة لأنه يقترب من معاداة السامية وخاصة العبارات التي تتحدث عن السيطرة اليهودية ، وإنما كذلك لأنه تعبير غير دقيق، في ضوء التأييد الضخم الذي تتمتع به إسرائيل في أميركا وخاصة المسيحيين الأنجليكانيين، ومع ذلك لم يتوقف هاغل عن تصريحات الهجومية".
وقال ميللر "إن هاغل كان يقول ما يعتقد به الكثيرون من أعضاء الكونغرس ولكنهم يرفضون المجاهرة به، وقال أيضا أن هاغل كان يتحدث عن مسألة الضغط السياسي الداخلي واعترف ميللر أن واقع الأمر يقول بأن اللوبي المؤيد لإسرائيل يتمتع بصوت قوي، وعلى الرغم من أنه لا يمارس حق النقض ضد السياسة الأميركية ولكنه قوي، كما أكد ميللر على أن إنكار ذلك يخالف الواقع تمامًا".
إلا أن ذلك لم يوقف كم الاتهامات الموجهة إلى هاغل فقد اتهمه واحد من المحافظين الجدد ورئيس تحرير مجلة "ويكلي ستاندرد" ويليام كريستول ، بأنه يضمر مشاعر غير سارة لإسرائيل واليهود.
كما تعرض هاغل للشجب والإدانة على لسان بريت ستيفنز الذي عمل رئيسا لتحرير صحيفة "جيروزاليم بوست" لمدة عشر سنوات، عندما دعت إسرائيل قتل ياسر عرفات، وقد وصف ستيفنز تصريحات هاغل بأنها متحاملة وأنها يفوح منها عدم النضج.
وتأتي معارضة ترشيح هاغل للمنصب من جانب جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل بما فيها اللجنة اليهودية الأميركية التي كتبت إلى أعضاء مجلس الشيوخ تحرضهم على التصويت ضد تعيين هاجيل.
كما يعارض المسؤولون في المنظمات المؤيدة لإسرائيل تعينه، ومن بين هؤلاء جوش بلوك الرئيس التنفيذي لجماعة المشروع الإسرائيلي والمتحدث السابق باسم "آيباك".
إلا أن المنظمات الرئيسة الأخرى بما فيهم "أيباك"، فلم تعلن بعد موقفا المعلن، ويقول المراقبون أنها ربما تكون مترددة في الإعلان صراحة عن موقفها ضد أوباما بشأن تعيناته لأعضاء حكومته. ويقول آبي فوكسمان زعيم رابطة مكافحة التشهير أنه ما كان يتمنى ترشيح هاغل للمنصب ولكنه يحترم قرار وسلطات الرئيس.
وهناك منظمات أخرى مؤيد لإسرائيل توافق على تعيينه ومن بينها جيه ستريت في واشنطن والتي وصفت الانتقادات بأنها حملة مشينة وملوثة.
كما كانت هناك اتهامات أخرى لهاجيل تقول بأنه لا يؤيد إسرائيل بالقدر الكافي وأن تصريحاته تدعم حق الفلسطينيين في القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة وانتقاده لغزو إسرائيل للبنان عام 2006 ، كما أنه معارض قوي للعقوبات المفروضة على إيران في الوقت الذي يؤيد فيه التفاوض مع إيران بشأن برنامجها النووي.
كما تعرض هاغل لانتقادات بسبب تصريحات قال فيها لأنصار إسرائيل في نيويورك "دعوني أوضح لكم شيئا ما هنا ، إذا كان عندكم شك فأنا سيناتور أميركي ولست سيناتور إسرائيلي وأن اهتمامي الأول هو أنني حلفت اليمين أمام الدستور الأميركي وليس أمام الرئيس أو الحزب أو إسرائيل".
ويقول السيناتور غراهام "إنها خطوة استفزازية أن يقوم الرئيس بترشيح شخص ينطق بمثل هذه التعبيرات. وقال أيضا إنه أمر متعمد من جانب الرئيس في وجه كل المؤيدين لإسرائيل".
كما قالت التحالف اليهودي الجمهوري أن ترشيح هاغل إنما يمثل صفعة في وجهة الأميركان المؤيدين لإسرائيل.
ولكن ميللر يقول "إن جريمة هاغل هي أنه تحدث الصدق الذي لا يجرؤ أي عضو بالكونغرس النطق به" و أضاف أيضا "إنه يعتقد بأن هاغل لديه وجهة نظر ليس من الشائع بين أعضاء الشيوخ والنواب التعبير عنها فليس هناك من يجرؤ على القول صراحة "نعم لدينا علاقة خاصة مع إسرائيل ولكن هذه العلاقة الخاصة ليست حصرية أو منيعة، وهناك العديد من القضايا والمسائل التي لا تتطابق فيها المواقف بين البلدين مثل المستوطنات والعملية السلمية وإيران."
وكان هاغل قد عارض أيضا تعيين الرئيس الأسبق بيل كلينتون لأول سفير أميركي من الشواذ ووصفه بعبارات قاسية وهو السفير بارني فرانك. وعلى الرغم من ذلك فقد قال فرانك الاثنين أنها لم يعد يعارض تعيين هاغل في المنصب لأنه يدعم فكرة الانسحاب المبكر من أفغانستان وأنه يدعم الحد من نفقات وزارة الدفاع ، وقال أيضا "إنه ما كان يتمني ترشيحه للمنصب بسبب ما بدر منه من أقول ولكن عندما يتعلق الأمر بأفغانستان فإن رفض تعيينه سيكون بمثابة كارثة".
وقد أعلن وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولين باول عن تأييده الكامل لتعيين هاجيل، كما أعلن أيضا المجلس الديمقراطي اليهودي القومي عن تأييده لترشيح هاغل للمنصب على الرغم من إبداءه بعض المخاوف عن ماضيه. وقال المجلس "إنه واثق من أنه سوف يقف إلى جانب الرئيس في دعم إسرائيل والتصدي للبرنامج النووي الإيراني".
ويتوقع ميللر الموافقة على تعيين هاغل لأن الخلاف بشأن ترشيحه يأخذ حاليا شكل الصراع الحزبي السياسي. وعلى الرغم من أن هاغل من الجمهوريين إلا أنه كثيرًا ما خرج على رأي الحزب في العديد من القضايا والتي كان من بينها غزو العراق.
ويقول ميللر "إن الجمهوريين يصارعون في الوقت الراهن من أجل صياغة سياسة خارجية جديدة لأنفسهم خاصة وأن سياسية أوباما الخارجية لم تكن مبهرة كما لم تكن فاشلة. كما أن سياسة بوش السابقة باتت محل أعادة نظر ومحل انتقاد من جانب الجمهوريين على الرغم من هناك البعض منهم من لا يرغب في الاستسلام، وذلك في إطار الصراع ما بين عقيدة جمهورية صليبية مقابل عقيدة جمهورية واقعية".
أرسل تعليقك