جانب من الاجتماع التحضيري لأعمال القمة الأفريقية ( صورة أرشيفية)
الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
رحب حزب المؤتمرالوطني الحاكم في السودان بقرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي الأخيرة التي أحالت الخلاف بين السودان وجنوب السودان حول منطقة ابيي إلى قمة الاتحاد الأفريقي المقرر انعقادها مطلع العام المقبل، وأشاد الحزب بالدور الأفريقي وحرصه على أن تكون القضية في الإطار الإفريقي.
وأكدَّ أنَّ القضية
أفريقية وباستطاعة القادة الأفارقة الوصول فيها إلى حل يرضي الطرفين، كما أمَّن الاجتماع على أهمية قمة البشير وسلفاكير المرتقبة في أديس على هامش قمة الرؤساء الأفارقة.
ونفي الاجتماع وجود أي علاقة بين وجود وفد اللجنة السياسية الأمنية السودانية برئاسة وزير الدفاع السوداني الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين وقيادات قطاع الشمال في الحركة الشعبية في أديس أبابا، واشار الاجتماع إلى أنَّ اللجنة في أديس أبابا لبحث آليات تنفيذ اتفاقات التعاون المشترك مع الجنوب، وعلى رأسها الترتيبات الأمنية.
وقال عضو القطاع السياسي للحزب الدكتور ربيع عبد العاطي عبيد في تصريحات لـ"العرب اليوم" أنَّ الاستفتاء الخاص بتحديد مستقبل منطقة أبيي المتنازع على تبعيتها بين السودان وجنوب السودان يتطلب أولًا تنفيذ اتفاق سابق بين الخرطوم وجوبا نص على تكوين الأجهزة الإدارية والانتهاء من الترتيبات والهياكل الأخرى، قبل الشروع في أي إجراءات أخرى في إشارة إلى إجراء الاستفتاء، واصفًا الحديث عن فترة زمنية محددة لإجراء الاستفتاء بأنَّه حديث سابق لأوانه.
وأكدَّ التزام الحكومة السودانية بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع دولة الجنوب لأنَّ ذلك يمثل بداية الطريق للسير نحو المحطة النهائية التي يتم بموجبها إقرار الوضع النهائي للمنطقة، مضيفا "الاستفتاء هو الخيارالأول لكن قد يتم بحث صيغ أخرى يتفق عليها الطرفان.
وردًا على سؤال لـ"العرب اليوم" عما إذا كان الاجتماع الذي ترأسه نائب رئيس الجمهورية توقف عند تمسك الاتحاد الافريقي بإجراء الاستفتاء رغم تحفظ السودان على مقترحات الوساطة الافريقية، أجاب ربيع عبد العاطي "إنَّ الاجتماع رحب مجملًا بكل قرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي".
ووصف رئيس اللجنة الإشرافية لمنطقة أبيي عن جنوب السودان الدكتور لوكا بيونق وصف في تصريحات له الأحد في مدينة جوبا عاصمة بلاده، إقرار مجلس السلم والأمن الأفريقي في اجتماعه قبل يومين في أديس أبابا بأنَّها "انجاز وانتصار كبير لدبلوماسية جنوب السودان بعد تمسك المجلس بإجراء الاستفتاء حول تبعية منطقة أبيي".
وأوضح أنَّ قرار إحالة النزاع حول أبيي بعد تمسك مجلس السلم والأمن الأفريقي باجراء الاستفتاء إلى القمة الأفريقية كان من أجل إعطاء ثقل سياسي كبير للقرار النهائي حتى يجد موضعه من التنفيذ بعد إقراره من روساء الدول والحكومات الأفريقية.
وبدأت محادثات اللجنة السياسية الأمنية بين البلدين في أديس أبابا، وتستمر ثلاثة أيام للتداول حول القضايا الأمنية الخاصة بالمنطقة المنزوعة السلاح (10كلم) على طول الحدود المشتركة وطبيعة وجود أي طرف على المناطق الحدودية المتنازع عليها بين البلدين.
وتأتي اجتماعات اللجنة في أديس أبابا، بعد إخفاق اجتماعيها في كل من جوبا والخرطوم قد أخفقت في التوصل إلى تسوية الملفات الأمنية، فيما اتهم وفد الجنوب، وفد السودان بعدم الجدية فى الوصول إلى حل ينهي الخلافات الأمنية لإصراره على إدراج البند الخاص بفك الارتباط بين الجيش الشعبى فى الجنوب والحركة الشعبية قطاع الشمال (تخوض حربا ضد الحكومة السودانية مسرحها جنوب كردفان والنيل الأزرق).
وقامت حكومة جنوب السودان بتحركات لإقناع الأفارقة بالضغط على الخرطوم لحملها على تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع الجنوب حيث وصل مبعوث من جمهورية جنوب السودان إلى كينيا التي تعد من الدول المؤثرة على الجنوب ولها علاقات جيدة مع الخرطوم والتقي المبعوث بالرئيس الكيني موي كيباكي، كما زار أدييس ابابا الفريق مالك عقار والي النيل الأزرق الذي عزله الرئيس البشير بعد تمرده الشهير علي الخرطوم ، كما وصل الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال ياسر عرمان بدعوة من الوسيط الأفريقي ثامبو امبيكي.
ويقول ربيع عبد العاطي: لابد أن يتم فك الارتباط بين هؤلاء وحكومة الجنوب، حيث تتهم الخرطوم، حكومة الجنوب بالتورط في الصراع الدائر في جنوب كردفان تمويلًا وتدريبًا وتسليحًا.
أرسل تعليقك