السيناتور ليندسي غراهام ينتقد بقسوة ترشيح السيناتور تشوك هاجيل لقيادة "البنتاغون"
القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
صرح الزعيم الإسرائيلي اليميني المتطرف نافتالي بينيت، الاثنين، عن رغبته في قيام الاحتلال بـ"ضم أغلب مناطق الضفة الغربية"، فيما أكد معارضته "قيام دولة فلسطينية"، بدعوى أن هذا "سوف يكون بمثابة كارثة على مدى 200 عام مقبلة".وفي حالة صدق ما تقوله استطلاعات الرأي الإسرائيلية الحالية، فإن حزب
"البيت اليهودي"، الذي يتزعمه بينيت، والذي يتبنى النشاط الاستيطاني سوف يُصبِح "ثاني أكبر حزب في الكنيست الإسرائيلي خلال الانتخابات العامة"، التي سوف تجري في وقت لاحق من كانون الثاني/ يناير الجاري. ومن المرجح، أن يلعب الحزب، "دورًا هاما في حكومة بنيامين نتنياهو المقبلة".
وإذا حدث ذلك، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن "هناك تساؤلات تطرح نفسها في الأوساط السياسية منها :"ما هو الموقف الذي سوف يتبناه السياسيون والنشطاء المؤيدون لإسرائيل في الولايات المتحدة؟"، وهل يتمثل ذلك الموقف في الدعم الكامل بلا قيد أو شرط لسياسات الحكومة الإسرائيلية، بصرف النظر عن مدى ضلال أو عدم ملائمة السياسة التي تتبناها منظمة "آيباك" (لجنة الشؤون العامة الأميركية ـ الإسرائيلية) والتي يذعن لها أعضاء الكونغرس؟، أم أنه سوف يكون مثل موقف السيناتور تشوك هاغل مرشح الرئيس الأميركي لتولي منصب وزير الدفاع، الذي يتمثل في مواصلة دعم إسرائيل عسكريًا، وفي نفس الوقت يظل هذا الدعم إلى إسرائيل على نحو يعلو فوق الدعم الآلي والتلقائي لأية حكومة إسرائيلية، والتي قد تنتهج سياسات يمكن أن تهدد بشدة وجود الدولة اليهودية ذاته؟.
مَنْ يعتقد أن مستقبل إسرائيل يكون مضمونًا من خلال التخلي عن الاحتلال والعمل على إقامة دولة فلسطينية حيوية، لا يمكن أن يختلط عليه الأمر في أن "أصدقاء إسرائيل الحقيقيين هم هؤلاء الذين يبدون استعدادًا للعمل في شكل معارضة مخلصة وأمينة تقوم بإبلاغ الحكومات الإسرائيلية، التي باتت الآن تنتهج سياسيات يمينية متطرفة"، أنها "تُعرِض مستقبل الدولة اليهودية إلى الخطر عن طريق هذا التوسع الدائم والمتواصل للمستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، والحط من قدر الزعماء الفلسطينيين الملتزمين بالتفاوض على حل الدولتين". وهي "محاولات تجعل من المستحيل أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية".
وهذا في حد ذاته يعني أن "موقف هاغل وترشيحه إلى منصب وزير الدفاع الأميركي يزيد من آمال إمكانية رؤية مناقشات مرئية ومنظورة في الولايات المتحدة حول مفهوم أن يكون مؤيدًا لإسرائيل في الشارع الأميركي". وقد تعرض قرار ترشيح هاغل إلى منصب وزير الدفاع، إلى حملة انتقاد قاسية على يد هؤلاء الذين يزعمون أن ما يشغلهم مصالح إسرائيل. والواقع أن كل من يجرؤ على انتقاد السياسات التي يُعتقد أنها "تضر بأمن الدولة اليهودية"، يتعرض لاتهام بأنه "يلعن" إسرائيل ويضمر شعورا "بالكراهية" تجاه الدولة اليهودية ومعاداة السامية.
ومن بين المشاكل التي يرددها منتقدو هاغل، أنه عندما كان سيناتورًا "رفض التوقيع على خطابات روتينية، تدعم سياسات إسرائيل بلا أدنى قيد أو شرط"، فهو يرفض وضع اسمه في خطابات تتعهد بدعم مطلق لإسرائيل بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي نشبت عام 2000، أو بهدف الضغط على الاتحاد الأوروبي كي يعلن أن "حزب الله" اللبناني إنما هو "منظمة إرهابية"، أو تطلب من الزعامة الفلسطينية بمنع "حماس" من خوض الانتخابات.
وفي مقابلة له مع صحيفة "لينكولن جورنال ستار" اليومية في ولاية نبراسكا الاثنين الماضي، قال هاغل، إن منتقديه "شوهوا" سجله تمامًا"، لافتًا إلى أنه "لا يوجد دليل واحد على أنه معاد لإسرائيل، كما لا يوجد تصويت واحد في مجلس الشيوخ شارك من خلاله في الإضرار بإسرائيل". وما من شك في أن ما يقوله هاغل "صحيح تمامًا"، إلا أن منتقديه يحاولون تشويه سمعته لأنهم "لا يريدون لأحد أن يتحدث عما يخافون منه في واقع الأمر"، وبحسب الصحيفة فإنهم "يخافون مما قاله ويقوله، كما يخافون من تبريراته المنطقية".
وقال هاغل، إنه "رفض التوقيع على قرارات أو خطابات لأنها تحقق عكس الهدف المرغوب منها، ولا تحل المشكلة وتأتي بنتائج عكسية"، وأنه كان ينظر إليها من ناحية "مدى إسهامها في عدم تفعيل عملية السلام في الشرق الأوسط "، مؤكدًا أنه "من مصلحة إسرائيل وفلسطين، "المساعدة على إيجاد وسيلة سلمية للتعايش بينهما"، مؤكدًا أن "دعم عملية السلام في الشرق الأوسط يصب في مصلحة إسرائيل".
وقد تعرض هاغل، أيضًا إلى مشاكل بسبب قوله:" إن منظمة (أيباك) ترعب أعضاء الكونغرس". وفيما تنفي المنظمة ذلك، فإنها تزعم أنها "قادرة بصورة ضخمة على توفير الدعم لإسرائيل داخل الكونغرس الأميركي". ومن ناحيته، كتب برادلي بورستون، وهو أميركي يهودي استقر في إسرائيل، في صحيفة "هاآرتس" مؤخرًا أن "العديد من اليهود الأميركيين يفرون حاليا من إسرائيل التي تم تأسيسها باسمهم".
وقال بورستون:" إن الواقع يشير إلى تصاعد المؤشرات التي تقول إن العام 2013 قد يشهد وبصورة نشطة خروج اليهود الأميركيين الذين يعتنقون مبادئ التسامح والتعددية والداعمين بقوة إلى المساعي السلمية ، من دولة إسرائيل"، لافتًا إلى أن "العديد من اليهود الأميركيين ينأون بأنفسهم، بالقول وبالفعل، عن حكومة إسرائيلية يرونها متعجرفة وقصيرة النظر وتستعبدها سياسات الاستيطان ونبذ حقوق الفلسطينيين وغير اليهود، وتنظر ببرود إلى المخاوف حول ضياع الطبقة المتوسطة، وتزدري مخاوف المجتمع اليهودي الأكبر في العالم من حولها".
والواقع بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، يشير إلى أن "هذا دليل آخر على أن تعيين تشوك هاغل هو القرار الصائب والصحيح، وأن الموقف الذي ينبغي على المؤيدين لإسرائيل اتخاذه هو التصدي لسياسات نيتانياهو".
أرسل تعليقك