رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني
روما ـ مالك مهنا
جدد ، تحالفه القديم مع شركائه في حزب رابطة الشمال، وهي الخطوة التي من شأنها أن تزيد من فرص عدم خروج فائز صريح بالانتخابات المقبلة التي ستجرى خلال شباط/فبراير المقبل، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار السياسي التي تعيشها إيطاليا.
وقال بيرلسكوني
(76 عامًا)، إنه "سيكون سعيدًا بمنصب وزير المال في حال فوز تحالف الجناح اليميني"، فيما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أن "هذا الاحتمال غير مرجح في ضوء نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة بشأن حظوظ بيرلسكوني الانتخابية، وأن هذه الخطوة من بيرلسكوني لن تساعد على الأرجح في طمأنة أسواق المال".
وأكد بيرلسكوني في حديثه إلى إذاعة إيطالية، أن "هوية رئيس الوزراء ستتحدد في حال فوزنا بالانتخابات، وإنه سيخوض الانتخابات بوصفه زعيم المعتدلين في التحالف، وأن حزب (شعب الحرية) الذي يتزعمه، سيدعم الرئيس الفعلي لرابطة الشمال الإقليمي روبرتو ماروني كمحافظ ورئيس لإقليم لومباردي حول ميلان، وهو أحد ساحات المعارك الانتخابية الرئيسة في إيطاليا".
ويدعو حزب "رابطة الشمال" خلال حملاته الانتخابية، إلى فرض قيود على الهجرة في إيطاليا، وهو ما منح الإقليم الشمالي في البلاد المزيد من الاستقلال الذاتي في إدارة شؤونه المالية، كما أنه يصر على أنه لن يمنح بيرلسكوني دعمه إلا إذا تعهد بعدم استخدام هذا التحالف من أجل تولي منصب رئيس الوزراء للمرة الرابعة، فيما كشف بيرلسكوني عن الصفقة التي جاءت بعد مفاوضات طويلة من خلال استخدامه العبارة التي عادة ما يتم استخدامها عند الإعلان عن البابا الجديد، وذلك عندما قال "هابيموس بابام"، وأكد أنه "أبرم اتفاقًا مع ماروني صباح الإثنين".
وأظهر استطلاع للرأي، الأحد، عن أن حزب "شعب الحرية" و"الرابطة الشمالية" سيحصلان عن نسبة 26 إلى 28 % من أصوات الناخبين، وذلك على الرغم من تكرار إعلان بيرلسكوني بأنه سيحصل على ما يزيد عن 40 %، وأن تحالف الوسط الذي يقوده رئيس الوزراء التكنوقراطي ماريو مونتي سيحصل على نسبة 14 إلى 15 % من الأصوات، أما الحركة التي يتزعمها الممثل الكوميدي بيبي غريللو، فقد حصلت على نسبة 13 إلى 14 % من الأصوات".
وقالت "غارديان": يتقدم السباق حتى الآن كتلة "يسار الوسط" التي يقودها "الحزب الديمقراطي" بارتيتو ديمقراطيكو بنسبة 38 إلى 39 % ، إلا أن الصفقة التي أعلن عنها بيرلسكوني أخيرًا تهدد إمكان أن تحقق هذه الكتلة وزعيمها بيير لويجي بيرساني انتصارًا صريحًا في الانتخابات المقبلة، وعلى الرغم من أن هذه الكتلة تبدو مهيمنة داخل مجلس النواب، لكنها قد تفقد هذه الهيمنة داخل مجلس الشيوخ بسبب هذا التحالف الجديد. بما يعني أن "الحزب الديمقرطي" سيحاول التقرب من مونتي لتكوين ائتلاف حكومي، الأمر الذي قد ينعش الأسواق ويحظى بدعم الاتحاد الأوروبي الذي يرغب في بقاء مونتي على رأس الحكومة الإيطالية في ظل تفاقم أزمة اليورو والركود الاقتصادي، ومنذ إعلان مونتي عن نيته خوض الانتخابات من أجل الحفاظ على انضباط المسار المالي في إيطاليا، بدأ في التخلي عن سذاجته السياسية ودخل في الكثير من الحوارات السياسية، وبدأ في استخدام عبارات التعجب غير المهنية، كما تجرأ على انتقاد بيرلسكوني علانية، واصفًا سياساته وشخصيته بأنها "متقلبة"، إلا أن بيرلسكوني الذي كان حزبه يدعم حكومة مونتي التكنوقراطية حتى تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي قد عاد لانتقاد مونتي، واصفا إياه بأنه "زعيم قاصر"، كما شكك في مصداقيته وقال في حديثه الإذاعي الإثنين إن "التكنوقراط قد ألحقوا أضرارًا بالغة بإيطاليا، إذ أنه مر عام من دون أن تلوح في الأفق أي مؤشرات على تحسن اقتصادي".
جدير بالذكر أن الانتخابات الإيطالية المقبلة ستكون يومي 24 و25 من شباط / فبراير المقبل.
أرسل تعليقك