الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم
الجزائر ـ حسين بوصالح
حوّل الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الجزائري عبد العزيز بلخادم ملف وزراء الحزب الـ 8 إلى لجنة التأديب والانضباط داخل الحزب، وحمل الملف قضية تمرد وعصيان 8 وزراء وقعوا نهاية الأسبوع الماضي بيانًا يدعو بلخادم للرحيل والتنحي عن قيادة "الأفلان" لفتح المجال أمام أمين عام جديد، بعد
تدهور الأوضاع داخل الحزب العتيد التي تنذر بانفجار وشيك على حسب قولهم، في الوقت الذي أكد في بلخادم أن الوزراء المعارضين يوهمون الرأي العام أن جهات فوقية تحرك مسعاهم.
واتخذ بلخادم – بحسب مصادر موثوقة- قرار تحويلهم إلى لجنة التأديب والانضباط في اجتماعه الأحد بأعضاء المكتب السياسي للحزب، الذي غاب عنه للمرة الثانية على التوالي، أربعة وزراء من المكتب السياسي، ويتعلق الأمر بكل من رشيد حراوبية وعمار تو وطيب لوح وعبد العزيز زياري.
وأكدت ذات المصادر أن الأمين العام للأفلان سيلجأ إلى فصل الوزراء الأربعة، من عضوية المكتب السياسي، في حال امتنعوا عن المثول أمام لجنة التأديب والانضباط داخل الحزب، فيما سيتخذ "إجراء آخر" ضد الوزراء الأربعة الآخرين محمود خذري ورشيد بن عيسى وموسى بن حمادي و عبد القادر مساهل، كأعضاء في اللجنة المركزية للحزب العتيد.
وأعرب بلخادم عن تذمرّه من الخطوة التي أقدم عليها وزراء الحزب الثمانية ولجوئهم للإعلام والتشهير به ونشر غسيل الحزب، كما أسرّ لمقربيه، رغم أنه أكد ثقته بنفسه وبرجاله المقربين مضيفا أنع سيبقى أمينا عاما للأفلان على الأقل إلى غاية انعقاد دورة اللجنة المركزية للحزب نهاية الشهر الجاري وبداية فيفري الداخل.
وتأتي هذه التطورات داخل الحزب العتيد، أياما بعد طلب الوزراء الثمانية المنشقين، الأمين العام بلخادم بالتنحي عن منصبه قبل حدوث أي انفجار في الحزب متهمين بلخادم بالانحراف عن أهداف الجبهة وتقريب أصحاب المال على حساب مناضلي الحزب الشرفاء وكوادر الأفلان، فيما ردّ بلخادم بتحريك قاعدته البرلمانية الموالية له حيث أصدرت الكتلة البرلمانية للحزب بيان مساندة ودعم لا مشروطة للأمين العام تدعوه للاستمرار في عمله، مشيدا ذات البيان بالإنجازات المحققة في عهد بلخادم.
ويحضر وزراء الجبهة خطة لقلب الطاولة على بلخادم خلال أشغال الدورة العادية للجنة المركزية نهاية شهر جانفي الجاري، باعتبارهم أعضاء في اللجنة المركزية، بتوسيع دائرة المناوئين والمتمردين داخلها، لإرغام الأمين العام على الرحيل والاستقالة تحت الضغط وبطلب مباشر من أغلبية أعلى هيئة في الحزب الحاكم سابقا.
وتتداول أسماء كثيرة كبدائل جاهزة لخلافة الأمين العام عبد العزيز بلخادم، من بينها الطيب لوح، رشيد حراوبية، عمار تو وعمار سعيداني رئيس المجلس الشعبي الوطني سابقا، في الوقت الذي أكد بلخادم رفضه مطاوعة طلبات معارضيه، مؤكدا أنه لن يستقيل إلا في حال طلب منه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هذا بصفة رئيسا شرفيا للحزب العتيد.
وفي هذا السياق، هوّن بلخادم من أهمية رسالة الوزراء الـ8 الذين طالبوه فيها بالرحيل، مؤكدا أن المعارضين من وزراء الحزب يوهمون الرأي العام أن جهات فوقية تحركهم، وأشار الأمين العام للأفلان الذي نزل ضيفا على جريدة الخبر اليومية الأحد، أنه سيذهب إلى أعضاء اللجنة المركزية، وهي أعلى هيئة ما بين المؤتمرين، ليطرح التصويت بالثقة عن طريق الاقتراع السري، "وعندها فقط إن جاءت النتيجة لغير صالحي، سأسلم الأمانة وأبقى مناضلا بسيطا في الحزب" –يقول بلخادم-
أرسل تعليقك