السياحة التونسية تقع في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

تحذيرات من صعوبة سداد الديون الدولية وتراجع النمو الإجمالي

السياحة التونسية تقع في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - السياحة التونسية تقع في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها

الشواطئ فارغة في تونس
تونس - كمال السليمي

تعتبر الأضرار التي لحقت بالسياحة في تونس عميقة ودائمة، بعد مرور أقل من شهر على الهجمات المتطرفة التي وقعت على شاطئ فندق "إمبريال مرحبا" في منتجع سوسة السياحي.

ومن المرجح أن تتدهور السياحة التي تمثل شريان الحياة لاقتصاد الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، بعد مقتل 38 سائحًا أغلبهم من البريطانيين، في 26 حزيران / يونيو الماضي.

السياحة التونسية تقع في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها

ومن المتوقع أن تخسر السياحة حجز مليوني ليلة في الفنادق التونسية خلال العام المقبل، وذلك بعد أن وجهت الحكومات الأوروبية والحكومة البريطانية الأسبوع الماضي، تحذيراتها إلى مواطنيها بأنهم لن يشعروا بالأمان على شواطئ تونس.

السياحة التونسية تقع في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها

ويبدو أن تونس تواجه الآن أصعب اختبار لها، بسبب فشلها في تأمين البلاد ضد التطرف، في الوقت الذي تحمي فيه الحريات التي فازت بها حديثًا، وهو الأمر الذي سيتردد صداه في جميع أنحاء المنطقة.

السياحة التونسية تقع في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها

ويتضمن الجزء الكبير من التحدي الذي يقع على عاتق الحكومة، احتواء التداعيات الاقتصادية للعزوف السياحي، والاضطرابات الاجتماعية التي تنجم عن فقدان جماعي للوظائف في صناعة السياحة.

وأفاد السائح الاسكتلندي دارين بلاكري: "تعتبر السياحة مصدر رزقهم، فالأمر لا يؤثر علينا فقط كبريطانيين عليهم العودة إلى موطنهم، بل سيؤثر الأمر أيضًا على تونس نفسها، فهي بحاجة لكسب لقمة العيش، وستجد صعوبة للغاية في مواجهة ذلك بدون السياح".

السياحة التونسية تقع في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها

ويقيم بلاكري في فندق "بيليزير ثالاسو" الذي يمكن أن يتسع إلى 552 نزيلًا، ويؤكد مديروه أنه عادة ما يكون كاملًا في هذا الوقت من العام، لكنه تبقى الجمعة 31 نزيلًا فقط، وبعد مغادرة البريطانيين تبقى 15 سائحًا فقط، وألغي حوالي 1155 شخصًا حجوزاتهم الفندقية منذ أسبوعين بعد وقوع هجمات سوسة.

السياحة التونسية تقع في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها

وتكثر القصص المشابهة التي تتعلق بفنادق أخرى على الشاطئ التونسي الذي يطل على البحر الأبيض المتوسط، حيث يسعى موظفو المنتجع  إلى البحث عن عمل في مكان آخر، ويحتار مديرو الفنادق بين غلق الفنادق وميعاد ذلك أو إبقاء أبوابها مفتوحة.

السياحة التونسية تقع في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها

وأفاد رئيس اتحاد الفنادق التونسية رضوان بن صلاح، أنه تم إغلاق 23 فندقًا بالفعل، منذ هجمات سوسة، وأضاف أنه لم تتبق أي من الأسواق الأوروبية بشكل عملي، وتابع أن الصورة تبدو سوداء تقريبًا.

وتحدث دليل الجمال فيصل ميهوب، عن تجربته حيث نقل مجموعة سياحية إلى بر الأمان خلال هجمات سوسة، وآوى بعضًا منهم في منزل رئيسه، واعتاد السياح على زيارة منطقة ميناء القنطاوي في سوسة منذ 40 عامًا، حتى قبل ولادة ميهوب البالغ من العمر (34 عامًا، ويعتقد أن السياح لن يعودوا مجددًا بعد الأحداث الأخيرة.

ويتمكن ميهوب من كسب نحو 1300 دولار بعد العمل بدون توقف خلال فصل الصيف، وهذا عادة ما يكفيه للعيش خلال فصل الشتاء، ولكنه هذا العام بالكاد  كان يعمل قبل شهر واحد من هجمات سوسة المتطرفة، التي أحاطت مستقبله بظلال من الشك، حيث يعتمد اقتصاد المنطقة على منتجعات الشاطئ، وذكر ميهوب: "لا نتمكن من كسب أي مبلغ خلال فصل الشتاء، فهو مكان سياحي خاص بفصل الصيف".

ويعمل في مهنة السياحة حوالي 400 ألف شخص في البلد التي يبلغ تعداد سكانها عشرة ملايين نسمة، وشكل دخل السياحة حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2014، وبدأت المهنة السياحة تئن  بعد الهجوم الأخير على أحد المتاحف الكبيرة في تونس في آذار / مارس الماضي، التي خلفت22 قتيلًا، معظمهم من السياح الأجانب.

وحذر وزير الاستثمار التونسي، من أن تواجه البلاد صعوبات في سداد ديونها الدولية مع تراجع في عائدات السياحة، حيث من المتوقع أن ينتهي العام المالي في تونس بإجمالي ديون تصل إلى 25 مليار دولار، ويفيد البنك المركزي أن النمو الإجمالي سيتراجع من 2.4% إلى 1.7 % هذا العام مقارنة بالعام الماضي.

ويشار إلى أن الإحباط بسبب البطالة والفساد، كان السبب الرئيسي وراء اندلاع الاحتجاجات الماضية التي أدت إلى قيام ثورة أسقطت النظام الدكتاتوري في تونس عام 2011، وهي الحركة الثورية التي ألهمت مصر و سورية، ولكن من الواضح أن الإحباط هذه الأيام بدأ في النضوج، خصوصًا بعد الهجمات المتطرفة الأخيرة.

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياحة التونسية تقع في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها السياحة التونسية تقع في أزمة عقب تحذيرات السفارات الأوروبية لمواطنيها



GMT 11:36 2024 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مذهلة في ألمانيا الغربية مليئة بالتناقضات

GMT 15:45 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

إسبانيا وجهة أوروبية جذابة لعشّاق الطبيعة والثقافة

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:39 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

انطلاق "التحفة" فندق "جميرا النسيم" على شاطئ دبي

GMT 23:25 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

نشوب خلاف حاد بين مرتضى منصور وإبراهيم حسن

GMT 11:42 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم الدولة الاسلامية ونهاية حلم "أرض التمكين"

GMT 03:07 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

لقاح صيني لمواجهة فيروس كورونا نهاية 2020

GMT 13:32 2018 الثلاثاء ,31 تموز / يوليو

تركي آل الشيخ يكشف عن تغييرات واسعة في الرياضة

GMT 02:15 2018 الأحد ,15 تموز / يوليو

سعر سامسونج جلاكسي نوت 9 المنتظر

GMT 11:18 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

عباس يؤكد أن بنك عودة حدث نظامه التكنولوجي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab