معروضات تقليدية تفوح عراقة وأصالة في أسواق تونس العتيقة
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

أكثر من 5 آلاف حرفي يشتغلون كأنهم فنانون ويجذبون السيّاح

معروضات تقليدية تفوح عراقة وأصالة في أسواق تونس العتيقة

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - معروضات تقليدية تفوح عراقة وأصالة في أسواق تونس العتيقة

أسواق مدينة تونس
تونس - حياة الغانمي

تنتصب أسواق مدينة تونس التي تضمّ في داخلها دكاكين الحرفيين الموجه إنتاجها إلى السياح. ومن أهم معالم هذه الأسواق  التاريخية جامع المهراس وهو أحد أقدم الجوامع بالمدينة. وحركة السوق لا تهدأ باعتباره مسلكا رئيسيا للمارة القادمين من ساحة القصبة أو الذاهبين إليها تنتصب فيه دكاكين كثيرة مختصة في بيع المنتجات الفضية والإكسسوارات والجلابيب التقليدية النسائية التي تتوفّر بكل الأشكال والألوان والساعات الفضية العملاقة ولوازم "الشيشة" والأحذية الجلدية التقليدية وفساتين السهرات التقليدية وكذلك الهدايا من الفخار والخشب ونجد كذلك النحاسين الذين ينتصبون وسط السوق ويقومون بنقش أسماء الحرفاء الراغبين في شراء بعض التحف النحاسية عليها وبخاصة من السياح الأجانب الذين تبهرهم مثل هذه الأعمال اليدوية والحرفية التقليدية، فيصرون على الحصول على صحون تنقش فوقها أسماءهم للاحتفاظ بها للذكرى.

معروضات تقليدية تفوح عراقة وأصالة في أسواق تونس العتيقة

وتدر هذه الحرفة على أصحابها بعض المال ولكن من الممكن أن تنتعش لو تعامل التونسي بالعقلية نفسها التي يتعامل بها السائح الأجنبي مع الصناعات التقليدية وهي عقلية فيها الكثير من التقدير والإعجاب والاعتراف بقيمتها باعتبارها جزء من الحضارة العربية الإسلامية لتونس، وما يزيد من جمال هذا السوق وجود المقهى الذي يتوسطه وكذلك محلات لبيع الحلويات التقليدية التي تزيد في حلاوة المدينة العتيقة ولدكاكينها الزاخرة بكل أنواع المعروضات التقليدية التي تفوح عراقة وأصالة. ويقدر عدد الحرفيين الناشطين في "المدينة العتيقة" حاليا بنحو 5 آلاف حرفي يشتغلون في قطاع الصناعات والحرف التقليدية، وهو ما يجعل "المدينة" مكانا يضج بالحياة طوال ساعات النهار.

وتعتبر أسواق "المدينة القديمة" في تونس تحفا معمارية، بل هي رموز ناطقة للتطور المعماري المهم الذي عاشته تونس على امتداد قرون من الزمن. وتتركب هندستها المعمارية من أعمدة حجرية ذات أصول أندلسية تعلوها قباب من الآجر التقليدي وتحيط بها جدران سميكة توفر البرودة صيفا والاعتدال والحرارة شتاء. أما أرضية السوق فتتوسطها أنهج ضيقة في معظمها، تتوسطها ممرات مخصصة للمارة والمتجولين، أما جانباها فيفتحان على الدكاكين الموزعة على الجانبين. وكانت هذه الدكاكين لفترة زمنية طويلة تستمد نورها من أشعة الشمس عبر فتحات في أسقفها، قبل أن تتخذ من المصابيح العصرية مصدرا للإنارة. وتعتمد معظم دكاكين "سوق العطارين"، خصوصا، على رفوف خشبية منقوشة ومزركشة مما يزيد المكان جمالا على جمال.

معروضات تقليدية تفوح عراقة وأصالة في أسواق تونس العتيقة

أما عن مساجد "المدينة العتيقة" فهي متعددة ومنتشرة على كامل رقعتها، وتعد بحق من مميزاتها البارزة بالمقارنة مع غيرها من المدن التونسية. ولكل من هذه المساجد مميزاته المختلفة عن غيره، إلا أن أروعها يظل جامع الزيتونة المتربع في الوسط بين الأبواب المحيطة بـ"المدينة"، التي تتخذ شكلا دائريا. جامع الزيتونة المعمور حافظ باستمرار على رونقه، على الرغم من مرور 1300 سنة على بنائه، فبقي شاهدا على كل الأحداث التي شهدتها تونس، ومن المساجد التي مثلت امتدادا للزيتونة، نذكر جامع صاحب الطابع، الواقع في ساحة الحلفاوين بوسط "المدينة العتيقة"، وهو آخر جامع بني في العهد الحسيني قبل الاحتلال الفرنسي لتونس.

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معروضات تقليدية تفوح عراقة وأصالة في أسواق تونس العتيقة معروضات تقليدية تفوح عراقة وأصالة في أسواق تونس العتيقة



GMT 11:36 2024 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مذهلة في ألمانيا الغربية مليئة بالتناقضات

GMT 15:45 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

إسبانيا وجهة أوروبية جذابة لعشّاق الطبيعة والثقافة

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 08:44 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

عبد الله السدحان يخوض الموسم الدرامي الرمضاني بـ"هم يضحك"

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 21:53 2016 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

ليال عبود تشعل الأجواء بصوتها في "بلازا بالاس"

GMT 01:34 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتَل الرياضي الجزائري حسين فرج الله في حادث أليم

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 18:16 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقنية "الفيديو" تُحرم حسين الشحات من تعديل نتيجة المُباراة

GMT 14:26 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

كريم الأحمدي يوضح حقيقة رحيله عن اتحاد جدة

GMT 06:32 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

"شاكي" منزل عطلة صغير يتصدر حجوزات موقع ايربنب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab