وجهت فعاليات مغربية نداء إلى سياح العالم الذين برمجوا زيارة إلى المغرب خلال الأسابيع المقبلة إلى عدم إلغاء رحلاتهم، مشددة على ضرورة مساعدة قطاع السياحة على الصمود، وتحدي الكارثة التي ضربت مناطق متفرقة من المغرب، على اعتبار أنها شئ نادر الحدوث. وقال الكاتب المغربي رشيد بوفوس، في تدوينة له: "إلى أصدقائنا الأجانب. هل تريدون دعم المغرب؟ لا تلغوا سفركم، ولا تغيروا وجهتكم المحددة سلفا، ولا الفنادق التي حجزتم." وأضاف: "المغرب في حاجة إليكم، إنه بلاد رائعة، والأرض لا تهتز دائما."
تحديات كبرى
منذ أن ضربت الكارثة منطقة الحوز ووصلت ارتداداتها إلى مدن أخرى كمراكش، تساءل مهتمون حول مدى تأثير الزلزال على الحركة السياحية في المنطقة، لا سيما أنها تتربع على عرش أفضل الوجهات في المغرب.
الخبير الاستراتيجي أمين سامي، أبرز أن "السياحة هي قطاع حيوي بالنسبة للاقتصاد المغربي، حيث تمثل حوالي 7 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وتوفر فرص عمل كبيرة، وخلقت أكثر من 500 ألف وظيفة مباشرة في عام 2019، أي في ذروة ما قبل الجائحة."
وأكد في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن السياحة تعد واحدة من أهم مصادر العملة الصعبة للبلاد، وتمثل حوالي 19 بالمئة من صادرات السلع والخدمات. ولكن زلزال الحوز سيؤثر بشكل ملموس على الاقتصاد المغربي وخاصة في مدينة مراكش.
أثر الزلزال على مراكش ونواحيها
في معرض حديثه كشف سامي أن الزلزال سيؤثر على الجانب السياحي لمدينة مراكش بالعديد من الطرق، التي يجب تداركها على وجه السرعة، من بينها:
تلف المعالم السياحية وتقليل جاذبيتها للزوار.
تضرر البنية التحتية مثل الطرق والجسور والمطارات، مما يجعل الوصول إلى المدينة صعبًا.
انخفاض أعداد السياح وتأثير سلبي على الاقتصاد المحلي.
تأثر على صناعة الضيافة وإشغال الفنادق.
فقدان بعض الوظائف في القطاعات المرتبطة بالسياحة.
ولمواجهة هذه التحديات، أكد الخبير أنه "يجب على السلطات المحلية والقطاع السياحي اتخاذ إجراءات لإعادة بناء المعالم السياحية وترميم البنية التحتية، وتوفير دعم اقتصادي إضافي للمنطقة. كما يجب الترويج للسلامة وتعزيز الثقة بالأمان وإعادة التسويق لاستعادة اهتمام الزوار."
وأضاف: "إلى جانب كل هذا، يجب التعامل مع وسائل الإعلام بفعالية لتوجيه الرسائل الصحيحة حول الوضع وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأفراد المتأثرين. كما يمكن أيضًا استغلال حاجة إعادة الإعمار لجذب استثمارات جديدة وتنويع مصادر الدخل في المنطقة."
التخطيط للمستقبل
سلط الخبير الاستراتيجي أمين سامي، الضوء على أهمية التخطيط والاستجابة الفعّالة للزلازل مستقبلا، من أجل التغلب على التحديات والتأثيرات السلبية المحتملة. لتخفيف تأثير الزلزال على السياحة في مراكش، يجب اتخاذ العديد من الإجراءات الوقائية والتحضيرية، التي تشمل:
تقييم المخاطر وفهم تأثيرها على البنية التحتية والمعالم السياحية.
تصميم المباني بمعايير زلزالية للحفاظ على سلامة الزوار.
تثقيف السكان والسياح حول كيفية التصرف خلال هزات زلزالية.
وضع خطط طوارئ دقيقة تشمل إجلاء الزوار وتوفير الرعاية الصحية والدعم النفسي.
بدء عمليات إعادة الإعمار وإصلاح المنشآت التالفة بأقصر وقت ممكن.
إقامة خدمات تأمين ومخازن احتياطية للمواد الأساسية للحفاظ على استدامة الخدمات السياحية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن اتخاذ المزيد من الإجراءات مثل تعزيز التعاون الدولي، وتنمية المعالم السياحية المستدامة، والاستثمار في التكنولوجيا لتحسين الاستجابة للزلازل، وتطوير التعليم والصحة، والمشاركة المجتمعية، والرصد والتقييم المستمر، وحملات التوعية العامة. هذه الإجراءات تهدف إلى تقليل تأثير الزلازل على السياحة في مراكش وضمان استمرارها كوجهة سياحية جذابة وآمنة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا
الحركة السياحية في "الحوز" تحقق انتعاشًا في المناطق الجبلية
البركاني يرفض هجر السقاية كونها ما تبقى من التراث المغربي
أرسل تعليقك