تافراوت حاضرة الجنوب المغربي في السياحة القروية و الجبلية
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

تقع في قلب الأطلس الصغير وتتمير بسحر الطبيعة

تافراوت حاضرة الجنوب المغربي في السياحة القروية و الجبلية

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - تافراوت حاضرة الجنوب المغربي في السياحة القروية و الجبلية

 مدينة "تافراوت" في قلب الأطلس الصغير

 مدينة "تافراوت" في قلب الأطلس الصغير المغرب ـ عبد الله أكناو تقع مدينة "تافراوت" في قلب الأطلس الصغير على بعد 160 كلم عن مدينة "أغادير" جنوب المغرب، و تستقر هذه المدينة في هدوء بين الجبال الشاهدة على تاريخ هذه الربوع الأصيلة. بتافراوت مازال الإنسان يجد ما يستنشقه من طبيعة في صورتها البكر، عذرية يكتشفها الزائر من خلال اللباس التقليدي لرجال ونساء المنطقة، ومن خلال المواد الطبيعية التي ينتجها إنسان المنطقة، وحتى من خلال التشكل الطبيعية لصخور جبالها المميزة .
تافراوت...مدينة لا يمكن الحديث عن جنوب المغرب دون استحضارها. وذلك لمكانتها وسحرها الخلاب. فزائر تافراوت يحس أنه في مكان عذري ما زال يحتفظ فيه الإنسان بموروثه، بعاداته وتقاليده ونمط عيشه وحياته. من خلال اللباس (أملحاف النساء بأنواعه الثلاثة الأبيض والأسود والأزرق الغامق)، وتلك البيوت المتشبثة بالصخور المنتظمة على شكل جبال. وتلك الطبيعة الأخاذة التي لا مثيل لها، مثل رأس السبع الذي يقف شامخا بجبال "الكست" بضاحية "أملن" كأنه حارس أمين لمدينة تافراوت. والصخور الملونة وقبعة نابليون والصخور المنقوشة التي طبع عليها الإنسان حضوره منذ قدم التاريخ.
صخور صلبة وطبيعة قاسية وخلابة ووديان فيحاء وأشجار اللوز والأركان المزهرة، إنها تافراوت ذات العمق التاريخي الغني بالصلحاء والعلماء والمجاهدين الشهداء، الذين نشروا العلم واجتهدوا وأبدعوا في تأدية أدوار تعليمية وجهادية ودعوية، وتشهد على ذلك مؤلفاتهم ومخطوطاتهم وزواياهم التي لا تزال صامدة في وجه الزمان. ومنها مدارس (أملن وتهالة وأمانوز وتمكيدشت).
ولم ينسَ التاريخ الإعتراف بالأدوار التجارية والأمنية والجهادية لسكان تافراوت، ذلك أن رجالها كانوا يقومون بتأمين الطرق التجارية، وحاربوا من أجل الإستقلال وخاضوا أعنف المعارك منها :" معركة أيت عبد الله"، وحركة الجهاد إلى جانب أحمد الهيبة.
وعند الحديث عن النخبة المثقفة السوسية لا محيد عن استحضار تافراوت باعتبارها مهد هذه النخبة، ذلك أنها أنجبت هرمين كبيرين هما محمد المختار السوسي، العلامة الوزير والمثقف الأديب. ومحمد خير الدين الأديب الهرم الذي حققت كتاباته شهرة ونجاحا تجاوزا كل الحدود. كما أن هذه الجبال الشامخة أنجبت أسماء لامعة في ميادين السياسة.
إلى جانب ذلك فإن أبناء تافراوت معروفون بنبوغهم الإقتصادي ونجاحهم المقاولاتي أينما حلوا وارتحلو، وقد تجد أهم الشركات الوطنية تعود لأبناء تافراوت. ولا يقتصر النجاح على الرجل التافراوتي فقط بل لقد كان للمرأة نصيبها من هذا النجاح، فنجد مقاولات ٍ حققن نجاحا في ميدان التجارة ، كما نجد نساء تافراوت في ميدان الإعلام والفن.
وتعرف مدينة تافراوت دينامية جمعوية مهمة تقودها مجموعة من الجمعيات التنموية والثقافية والرياضية التي ساهمت في تنشيط المنطقة وتنميتها بشكل لافت، رغم أن هناك عملا كبيرا مازال في طور الإنجاز للنهوض بهذه المدينة وإعطائها المكانة والقيمة التي تستحقها، نظرا الى تاريخها وقيمة أبنائها.
و من العادات التي تميز الحياة التافراوتية، عادة "السقير" التي تعتبر مناسبة يلتقي فيها الشباب بالشابات للتعارف قصد تأسيس مؤسسة الأسرة، وهذه العادة جد مميزة ذلك انها منظمة وفق شروط اخلاقية واجتماعية، ذلك أن "السقير" عملية تتم بضوابط أساسية، وهي أنه يتم بشكل جماعي لا انفرادي، ثم أن الشباب والشابات يجتمعون بمكان محدد و يكون مكانا عاما، ويتواصلون بلغة مرموزة تحمل آلاف الدلالات والمعاني.
تافراوت، القرية و المدينة، منطقة للاستقطاب السياحي من جهة، وخلق فرص للإستثمار في المجال السياحي، إنها حاضنة تثقيفية استثمارية بكل المقاييس.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تافراوت حاضرة الجنوب المغربي في السياحة القروية و الجبلية تافراوت حاضرة الجنوب المغربي في السياحة القروية و الجبلية



GMT 11:36 2024 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مذهلة في ألمانيا الغربية مليئة بالتناقضات

GMT 15:45 2024 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

إسبانيا وجهة أوروبية جذابة لعشّاق الطبيعة والثقافة

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 11:07 2015 السبت ,03 كانون الثاني / يناير

سكان السواحل البريطانية يبحثون عن مساكن وملاجئ آمنة

GMT 14:32 2013 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الناقدة ماري غضبان عن عمر 87 عامًا

GMT 03:28 2017 الأربعاء ,08 شباط / فبراير

النظام الغذائي الصحي مفتاح السيطرة على الوزن

GMT 23:39 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

المشاجرة بين الأم وأولادها المراهقين ظاهرة صحية

GMT 12:57 2018 الجمعة ,14 كانون الأول / ديسمبر

مطعم برتغالي في أبوظبي يقدم أفضل المأكولات البحرية

GMT 12:04 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

أمير تبوك يرأس اجتماع اللجنة العليا لجائزة التفوق العلمي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab