سلالات «كورونا» الجديدة جائحة عالمية مستجدة
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

سلالات «كورونا» الجديدة جائحة عالمية مستجدة

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - سلالات «كورونا» الجديدة جائحة عالمية مستجدة

فيروس كورونا
لندن - السعودية اليوم

لم ينحسر الرعب بعد من نفوس البشر من انتشار جائحة «كورونا» وعواقبها. والغريب أن الإصابة تحبذ فصيلة دم دون غيرها نظراً لبعض من التشابه في بروتينات شوكاتها مع بروتينات؛ مثلاً فصيلة دم «إيه» (A) بعينها، وأفرعها مثلاً «إيه بي» (AB)، بل وتغمرها بالإصابات الصعبة.

- تحور الفيروس
لقد تعلمنا منذ البداية أن هذا الفيروس يتحور وله وجوه إكلينيكية عدة للتأثيرات: على الرؤية، المعوية، العصبية. والعديد من الدول تتكلم عن سلالات بسبب تحوراته التي تعد بالألوف. ولكن المفاجأة الأخيرة هي أن يحدث تحور على مركب في هذا الفيروس بالجينات الخاصة بشوكته، وخرج التحور تحت اسم: السلالة B.1.1.7 من SARS-CoV-2. وتم الكشف عن ثلاثة وعشرين تحوراً؛ ثمانية منها في الجين المسؤول عن شوكة الفيروس المتخصص في الالتحام مع خلايا الجسم.
وقد رصدت هذه السلالة في مقاطعة كنت البريطانية قرب لندن في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، بناء على معلومات منظمة الصحة العالمية. وانتشرت بشكل واسع هناك بنسبة 50 في المائة من الحالات.
وحول المصادفة والقصة في هذا التحور تقول مجلة «ساينس» (science) إن هذا التحور حدث في مريض مضروب المناعة! لذلك يتوجب حذر الأشخاص ذوي المناعة المنقوصة بسبب خضوعهم لعلاج كيميائي أو غيره، من أن يكون لديهم فيروس في فترة حضانة.
الفيروس ذو السلالة الجديدة استطاع أن يقنن أخطاءه أثناء انقسامه وتكاثره لكي يتزن جينومه، وهذا ما يعطي الفيروس الفرصة ليتحور دون عقبات لعدم وجود ممانعة أمامه.

- ثلاثة تحورات
الغريب أن لفيروس كورونا ثلاثة تحورات أقلقت الخبراء؛ أحدها هو التحور 69-70-DEL في جين الفيروس في نوعين من الأحماض الأمينية في تركيبة شوكة الفيروس. وبالمناسبة حدث هذا في مريض بمناعة منقوصة أصيب بكورونا، وعولج بدواء «ريمديسيفير» وبروتينات مناعية وتوفي في وقت لاحق.
ثم وقع تحور آخر تحت عنوان N501y، وحيث نتج عن هذا التحور استبدال حمض الاسباراجين بحمض التايروزين. وهذا الجزيء بالذات مهم جداً، ويسهل على الفيروس الالتحام بقوة بمستقبلات الخلية من النوع ACE2. وهذا ما وجد في السلالة التي انتشرت في جنوب أفريقيا وأستراليا.
ثم جاء التحور الثالث تحت اسم P681H، وهذا دائماً يحدث في المستقبِل القريب من البروتين «فيورين» (Furin) الفيروسي الذي يسمح للفيروس في آخر مشواره بالدخول والاندماج مع الخلية البشرية.
وكل هذه العوامل تعمل كالمجداف لتحريك الفيروس للداخل الخليوي.
السؤال المهم الآن: هل تختلف سرعة انتشار هذه السلالة الجديدة مقارنة بالسلالة المتقادمة؟ وكما تقول التقارير العلمية، فإن سرعتها تزيد بنسبة 50-74 في المائة على السابقة، وأنها مسؤولة عن الإصابات الجديدة في بريطانيا بنسبة 90 في المائة.
والسؤال الذي أشغل بال الجميع؛ هل هذه السلالة قاتلة كسابقتها؟ لا نعرف بعد، ولكن الخبراء يتنبأون بأنها ليست كذلك، ولكن إذا حسبناها كالتالي: إذا كانت تنتشر بسرعة فإن عدداً أكبر من الناس المصابين سينامون في المستشفيات وتصبح هذه مزدحمة ومرهقة في الخدمات لا طاقة لها، والعناية النوعية قد تصبح ضعيفة، وهذا ما يؤدي إلى عدد متزايد من الوفيات.
وماذا عن انتقال الفيروس إلى الولايات المتحدة الأميركية المتأزمة صحياً؟ تؤكد الأخبار هذا الحدث، ولكن الأمر المبهم وبسبب الوقت المتأزم هنا أن الجهات الصحية لم تواكب السباق في تصنيف الحالات بفك الشفرات الجينية للفيروس، كما الحال في بريطانيا. ونأخذ على سبيل المثال أن أميركا حللت 51 ألف جين، بينما حللت بريطانيا 17 مليون عينة لجينات هذا الفيروس. وهذه المعلومات مبنية على تأكيد مركز مكافحة الأمراض CDC الأميركي. والمقابل شفرت بريطانيا حالات جينياً (Sequencing) ضعف ما شفرته أميركا.

- صعوبات الرصد
وتجابه عمليات الكشف عن السلالات الجديدة مشكلات كبرى، إذ يكون العديد من تحاليل البلمرة PCR سلبية لجينة الشوكة الفيروسية S-gene، ما استدعى شركة هيليكس إلى تشفير مليونين من الجينات، ووجدت أن 0.5 في المائة من الجينات فقدت الإيجابية في الجين الشوكي S-gene في 14 ولاية أميركية، وهذا ما يثبت وجود التحور الذي تعرفنا علية لاحقاً: 69-70 Del، ولكنهم لم يكملوا الأمر في الكشف عن بقية التحورات لنصل إلى السلالة B.1.1.7 (P681H, N501Y).
والسؤال الأهم: هل غير الفيروس تصرفه بالنسبة لإصابة الأطفال؟ وبالفعل فإن الفيروس قد فتح شهيته عليهم وبسرعة، وأصبح هذا ثابتاً لدى الخبراء الإنجليز. وأصبح الأمر واضحاً: إنهم سينقلون الفيروس إلى الآخرين، صغاراً وكباراً، بطريقة أسرع رغم أن الخبراء لم يجزموا على اعتماده.
وماذا بعد؟ السؤال: ماذا عن اللقاحات المتداولة؟ هل ستعمل ضد السلالة الجديدة؟ أغلب الخبراء يعتقدون ذلك.
التطعيمة ستعمل حسب تأكيد شركات تصنيع اللقاحات فايزر - بيونتك وموديرنا، بأن فاعلية التطعيم تصل إلى 99 في المائة ضد السلالة الجديدة. ولكن من يدري أي سلالة ستأتي بعد وتكون عنيدة على اللقاحات كما رأينا في لقاحات الإنفلونزا؟
ويقول الخبراء إنه سيسهل التحكم بتطوير مرسال اللقاح في وقت قصير (خلال ستة أسابيع). وهذا ما يقوله الباحث أوغور شاهين المطور للقاح فايزر - بيونتيك.
- أستاذ في علم الفيروسات

قد يهمك أيضًا

نصيحة علمية جديدة للتباعد الاجتماعي لمواجهة خطر "كورونا"

الصين تسجل أول حالة وفاة بكورونا منذ 8 أشهر

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سلالات «كورونا» الجديدة جائحة عالمية مستجدة سلالات «كورونا» الجديدة جائحة عالمية مستجدة



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 16:48 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

اكتشاف بروتين يحفز إنتاج الدهون الجيدة والتخلص من السمنة

GMT 10:54 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 09:30 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 05:34 2020 الثلاثاء ,28 إبريل / نيسان

"قبعات التباعد" سمحت بعودة الدراسة في الصين

GMT 11:29 2020 الخميس ,05 آذار/ مارس

أعمال من مجموعة «نجد» تعرض في دبي 9 الجاري

GMT 14:43 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح من أجل محاربة الأرق عن طريق الوجبات الخفيفة

GMT 18:25 2016 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

معين شريف يهاجم راغب علامة عبر قناة "الجديد"

GMT 04:58 2012 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

سلوى خطاب بائعة شاي في"إكرام ميت"

GMT 03:32 2016 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

جيسيكا هيلز ستعتزل في 2017 لتتفرَّغ لإنجاب طفل آخر

GMT 11:22 2012 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سرية تنشر للمرة الأولى بشأن اغتيال الشيخ أحمد ياسين

GMT 15:55 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي علی غزة إلى 24448 شهيدًا

GMT 17:10 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مواطنة من فئة الصم تحصل على درجة الماجستير من أمريكا

GMT 19:46 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

كلاسيكيات الآرت ديكو لغرفة هادئة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab