مؤسس زارا من عامل في محل للملابس إلى أسطورة في عالم الأزياء
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

غيَّر مفهوم الأناقة وجعل أحدث الصيحات في الأسواق الشعبية

مؤسس "زارا" من عامل في محل للملابس إلى أسطورة في عالم الأزياء

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - مؤسس "زارا" من عامل في محل للملابس إلى أسطورة في عالم الأزياء

امانسيو اورتيغا رائد من الألف.. إلى الياء
 لندن ـ ماريا طبراني

تعتبر أجمل قصص النجاح هي تلك التي تبدأ بقصة بسيطة ومبادرة عصامية، وليس أدل على هذا من قصة أمانسيو أورتيغا في عالم الموضة، فهو لم يحقق النجاح الذي حوله من رجل بسيط إلى ملياردير فحسب، بل أثر في عالم الموضة بشكل لا يمكن تجاهله، لأنه أثر أيضًا على أذواقنا ومنظورنا للأناقة ككل، فوصفته كانت ولا تزال مختلفة عن كل ما هو مطروح في الأسواق الشعبية، عبر الاعتماد على فكرة توفير أزياء وإكسسوارات أنيقة بأسعار معقولة ومقدور عليها، من مدريد حتى مانشستر، ومن بيونس آيرس إلى بكين.

وحتى كبار المصممين يعترفون بأن ما يطرح في محلاته المترامية في كل أنحاء العالم تقريبًا، يتمتع بجودة واهتمام بالتفاصيل كانا مفقودَين سابقًا، فنوعية الأقمشة أفضل، كما أن التصاميم تواكب آخر صيحات الموضة إلى حد أنه من السهل الاعتقاد بأنها من ماركة أغلى بكثير، وكل هذا من دون أن يستنسخها بشكل حرفي يدفعهم لمقاضاته أو اتهامه بالتقليد، وجعلت تصميماته أسماء مرموقة مثل دوقة كمبردج، كيت ميدلتون، وسامانثا كاميرون وغيرهما من أفراد الطبقات المخملية يرتدين قطعًا من "زارا" في عدة مناسبات.

ويعد أمانسيو أورتيغا، رجلًا يبلغ الآن 80 عامًا، لم يتخرج أو يحصل على شهادة عالية، بل ترك المدرسة في عمر الـ13، ومع ذلك نجح ليصل مجمل ثروته إلى نحو 58 مليار جنيه إسترليني، وفي خضم مشواره، نجح في تحويل مسقط رأسه، مدينة لا كورونيا الإسبانية التي يقدر عدد سكانها بـ240 ألف نسمة واقتصرت شهرتها فيما مضى على صناعتي الأسماك والألمنيوم، إلى عاصمة للموضة والأزياء.

فإلى جانب سلسلة متاجر "زارا" يملك أيضًا عدة عقارات في لندن تقدر بـ1.1 مليار جنيه إسترليني، إضافة إلى حصته البالغة 59 في المائة في مجموعة "إنديتيكس"، الشركة الأم لـ"زارا" وأسماء أخرى، مثل "بول آند بير" و"ماسيمو دوتي"، الأمر الذي أدى إلى تصنيفه واحدًا من أثرى أثرياء أوروبا،بل تفوق منذ بضعة أشهر، لفترة وجيزة، على كل من بيل غيتس، مؤسس شركة "مايكروسوفت"، والمستثمر البارز وارين بفيت، وجيف بيزوز، مالك مؤسسة "أمازون"، كأغنى رجل على وجه الأرض.

وفي ظل التوقعات باستمرار الازدهار الكبير لـ"إنديتيكس"، فإن الملياردير المالك لـ"زارا" سيبقى متربعًا على عرشها طويلًا، وتبدأ فصول القصة عام 1936، عندما ولد أورتيغا في إسبانيا تمزقها حرب أهلية مدمرة، وكان والده يعمل في السكك الحديدية، وأرسل للمشاركة في بناء خط سكة حديد في لا كورونيا، حيث استقرت الأسرة في كوخ بجانب خط السكة الحديد، ما جعله يرتج بقوة كلما مر قطار، وعانت الأسرة من فقر مدقع.

وقد ذكر أورتيغا في سيرته الذاتية أن "مذلة" مشهد رفض صاحب البقالة تمديد أجل دين والدته كانت تجربة حاسمة في مشوار حياته، عقد بعدها عزمه على المساهمة في تحمل أعباء أسرته، ما دفعه على الفور للانقطاع عن المدرسة والشروع في العمل في مجال صناعة القمصان، وكان حينذاك في الـ13 من عمره، لكنه كان على درجة بالغة من الذكاء والاجتهاد جعلته في غضون 4 أعوام فقط يتولى إدارة متجر أكبر للملابس.

وفي متجره التقى روزاليا ميرا، التي أصبحت زوجته الأولى، والتي ساعدته على بدء نشاطه التجاري وبنائه، وبحلول ستينات القرن الماضي، اتسعت آفاق أورتيغا، وفي عمر الـ26 عامًا، استأجر مساحة في أحد الشوارع الخلفية وأسس أول مصنع له لإنتاج الملابس، بالتعاون مع روزاليا وشقيقه أنطونيو، ونظرًا لظروف الطقس السيئ في منطقة غاليسيا وغياب التدفئة عن معظم المنازل، كانت واحدة من الخطوات البارعة المبكرة من جانبه لإنتاج فساتين مبطنة أنيقة ومريحة باع منها المئات.

بيد أن عبقريته الحقيقية تجلت في إدراكه مميزات السيطرة على جميع جوانب نشاطه التجاري، ففي الوقت الذي كانت فيه هناك شركات أخرى، إما تصنع الملابس أو توزعها أو تبيعها، اضطلع هو بكل بهذه المهمات، وبعبارة أخرى لم يعتمد قط على وسطاء، وهو الأمر الذي يتمسك به حتى اليوم، وفي غضون عقد، ارتفع عدد العاملين تحت قيادته إلى 500 موظف، وأصبحت منتجاته تصل إلى مختلف أرجاء إسبانيا.

فيما شكل اختيار مواقع حيوية لمتاجره عنصرًا محوريًا من معادلة النجاح بالنسبة له، وفي عام 1975، افتتح أول منفذ يحمل اسم "زارا"، ولا يزال قائمًا حتى يومنا هذا على ناصية مزدحمة في قلب مدينة لا كورونيا، صحيح أن سلسلة "زارا" لا تحتاج لأي إعلانات عنها، لكن الحال كان مختلفًا في الأيام الأولى التي كان يسعى خلالها أورتيغا لفعل أي شيء يجذب لها الاهتمام، بما في ذلك وضع ديك صغير في نافذة العرض الخاصة بالمتجر.

أيضًا، استغل الموارد الهائلة المتوفرة في غاليسيا وعلى رأسها العمالة النسائية الماهرة في مجالي التطريز والحياكة، ففي مطلع ثمانينات القرن الماضي، كان هؤلاء النسوة يتكسبن قوتهن بصعوبة من خلال توفير خدمات الحياكة والتطريز للأصدقاء والجيران، وجاء أورتيغا ليفتح لهن أبواب العمل معه على مصراعيها وبرواتب أفضل بالمقارنة.

وفي المقابل، حصل أورتيغا على يد عاملة محلية توضع تصاميم جديدة وتُنجزها بسرعة فائقة لاختبار مدى تقبل ذوق الجمهور لها داخل أحد المراكز التجارية قبل طرحها في المتاجر الأخرى بسرعة بالغة، استجابة للطلب الذي كان يتلقاه، وكما هو متوقع، أسهم ذلك في ازدهار الاقتصاد المحلي.

وأسهمت مجموعة "إنديتيكس"، في الاقتصاد المحلي بـ2.5 مليار يورو "2.16 مليار جنيه إسترليني" عام 2014، علاوة على مساهمتها في خلق نحو 32 ألف فرصة عمل في منطقة غاليسيا وحدها، ويتردد أيضًا أنه بفضل أداء "زارا" المبهر هذا العام، سيتشارك نحو 160 ألف شخص من العاملين فيها في علاوات بقيمة 535 مليون جنيه إسترليني.

وحتى يومنا هذا ينظر الكثيرون من أبناء غاليسيا إلى أورتيغا كبطل، بيد أن العنصر المحوري في قصة نجاح "زارا" يكمن في آلاف مديري المتاجر الذين يحرصون على رفع تقارير بشأن اتجاهات البيع وتعليقات العملاء إلى مقر الشركة الرئيسي، ونظرًا لتمتع "إنديتيكس" بمثل هذه المنظومة الإنتاجية السريعة، فإن باستطاعة الشركة إعادة ملء أرفف متاجرها بقطع تحظى بالشعبية والإقبال قبل الجهات الأخرى المنافسة بأسابيع طويلة.

وبالنسبة لأورتيغا، فهو لا يزال يعمل 9 ساعات في اليوم ويتناول طعامه في الكافتيريا المخصصة للعاملين داخل الشركة، رغم أن ثروته تفوق بكثير قدرته على الإنفاق، بيد أن هذا لا يعني أنه زاهد في الترف، فهو يعيش في ضيعة في الريف ويملك يختًا متواضعًا نسبيًا يبلغ طوله 100 قدم وطائرة خاصة.

ولم تكن حياته الشخصية ناجحة مثل حياته المهنية، فقد أثمر زواجه من روزاليا عن طفلين؛ ساندرا "48 عامًا"، وماركو "45 عامًا"، وكان أورتيغا يأمل في أن يصبح ابنه وريثًا لإمبراطوريته التجارية، لكن آماله تحطمت بقسوة عندما ولد ماركو مريضًا بالشلل الدماغي، وردة فعل أورتيغا لتلك الصدمة كانت بالانغماس في العمل أكثر، على العكس من روزاليا، التي انخرطت في العمل التطوعي مع من يعانون الشلل الدماغي وإنشاء مؤسسة خيرية لخدمتهم.

وفي تلك الفترة بدأت الهوة بين الزوجين في الاتساع ودخل أورتيغا في علاقة عاطفية مع فلورا بيريز، التي كانت تعمل معه، ورغم محاولات روزاليا إجهاض تلك العلاقة والقضاء عليها بنفي غريمتها إلى فرع "زارا" في منطقة فيغو على بعد 110 أميال من لا كورونيا، فإن محاولاتها لم تنجح، وعندما تم الطلاق بينهما، تزوج أورتيغا من فلورا، وأنجب منها ابنتهما مارتا في عام 1984.

ولأسباب كثيرة أصبحت هذه الأخيرة قرة عينه على حساب أختها غير الشقيقة الأكبر، واللافت أن نشأة الفتاتين اختلفتا بشدة، فبينما ارتادت ساندرا مدرسة حكومية، أكملت مارتا تعليمها في مدرسة داخلية في سويسرا وتعلمت ركوب الخيل والتزلج على الجليد، قبل أن تدرس إدارة الأعمال في لندن وتعمل متدربة في فرع "زارا" في "أكسفورد ستريت"، الأمر الذي أشعل تكهنات البعض بأن والدها يُحضرها لتولي إدارة الشركة بعده، لكن البعض الآخر يشكك في الأمر بالنظر إلى أنه سبق ونقل مهام إدارة الشؤون اليومية إلى بابلو إيسلا.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤسس زارا من عامل في محل للملابس إلى أسطورة في عالم الأزياء مؤسس زارا من عامل في محل للملابس إلى أسطورة في عالم الأزياء



GMT 16:38 2024 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار متنوعة لتنسيق إطلالاتك الشتوية لعام 2024

GMT 15:13 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

أبرز اتجاهات الموضة للألوان العصرية لعام 2024

GMT 09:22 2024 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

الجمبسوت العملي لإطلالة شتوية أنيقة دون عناء

GMT 15:59 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

صيحات في الموضة ستهيمن على عام 2024 بأكمله

GMT 09:27 2024 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

حيل سريعة لارتداء الجينز بطرق أنيقة للحصول على مظهر أنيق

GMT 16:41 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

موضة ألوان عام 2024 التي سنشاهدها كثيراً هذا العام

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 13:27 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الجزائري يدمر مخبأ للمتطرفين في محافظة بومرداس

GMT 05:13 2017 الأحد ,14 أيار / مايو

عِبْرة في زحام الخبرة

GMT 03:10 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

"فورسيزونز" تفتتح فندقها على جزيرة في المالديف

GMT 04:58 2017 الأحد ,27 آب / أغسطس

مايا خليفة تسخر من تهديدات "داعش" لها

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 06:15 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في السعودية اليوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2020

GMT 05:36 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

معلومات مهمة عن السياحة في باريس 2020

GMT 23:12 2020 الثلاثاء ,05 أيار / مايو

إسرائيل تتوعد بقصف سورية من جديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab