رام الله - وليد أبوسرحان
تستعد شركة "كيشت" الإسرائيلية للإنتاج لتصوير مسلسل درامي لصالح شبكة "NBC" الأميركية، بالتعاون مع بلدية الاحتلال ووزارة اقتصادها، في البؤرة الاستيطانية "مدينة داود"، المقامة على مدخل بلدة سلوان، من جهة حي وادي حلوة، وهي الجهة الأقرب إلى جدار المسجد الأقصى الجنوبي.
وأوضحت الشركة المنتجة أن أحداث المسلسل
"داج"، المكون من ست حلقات، تدور بشأن اغتيال أحد علماء الآثار الأميركيين في مدينة القدس، حياته وعمله والتحقيق في اغتياله.
ولاقت فكرة التصوير في إحدى البؤر الاستيطانية ترحيبًا شديدًا من طرف وزير الاقتصاد ورئيس بلدية القدس، حيث اعتبراها "خطوة لجذب شركات الإنتاج المختلفة للمنطقة، لاعتبار إسرائيل غنية بالأماكن التاريخية، علمًا أنه أول مسلسل أميركي ينتج في إسرائيل"، على حد تعبيرهما.
ومن جهتها، طالبت لجنة حي وادي حلوة، الثلاثاء، من القنصلية الأميركية التدخل للحيلولة دون تصوير مسلسل "داج"، في حي وادي حلوة في بلدة سلوان، لما يمثله من تزوير للحقائق والتاريخ العربي الإسلامي في البلدة.
ودعت اللجنة المسؤولين في الشركة والشبكة لزيارة حي وادي حلوة، والتعرف على تاريخه ومعالمه، والانتهاكات الإسرائيلية اليومية، التي تتم فيه من طرف سلطات الاحتلال المختلفة، قبل الشروع بتصوير مسلسل يُعزز ويرسخ الراوية الإسرائيلية الكاذبة من جهة، ويطمس الحضارات العربية والإسلامية من جهة ثانية.
واستهجنت اللجنة المخططات والأهداف الإسرائيلية من تصوير الفيلم في بؤرة "مدينة داود"، حيث تحيطها المعالم التاريخية الإسلامية من الجهات كافة، والتي منها السور الجنوبي وقبة المسجد الأقصى، والقصور الأموية، وحائط البراق، إضافة إلى وجود أثار لحقب زمنية متنوعة داخل "المستوطنة".
واعتبرت اللجنة تصوير المسلسل داخل البؤرة الاستيطانية، وعدم العودة إلى أهالي القرية، البالغ عددهم 55 ألف نسمة، وتجاهل ندائهم، هو ترويج لأكاذيب السلطات الإسرائيلية، وتعزيز في إلغاء تاريخ السكان الأصليين.
وأشارت اللجنة إلى اعتداءات المستوطنين الذين يعيشون في قلب سلوان عامة، لاسيما "مدينة داود"، ضد السكان، حيث استفزاز الأطفال والاعتداء عليهم جسديًا أو لفاظيًا، وقيام حراس المستوطنين "المسلحين" باعتقال الأطفال والشبان من سلوان، فضلاً عن قتلهم المواطن سامر سرحان.
ومن جهتها، حذّرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الثلاثاء، من عزم بلدية الاحتلال في القدس، بالتعاون مع شركة "كيشت للإنتاج" الإسرائيلية، على تصوير مسلسل درامي، في البؤرة الاستيطانية "مدينة داوود"، مشيرةً إلى "اتباع سلطات الاحتلال أسلوبًا جديدًا في عملية تهويد القدس، وتزوير تاريخها، عبر إنتاج المسلسلات والأفلام، من قلب المدينة المقدسة، برواية إسرائيلية تهويدية متطرفة".
وأشارت الهيئة إلى أن "إنتاج الأفلام والمسلسلات من البؤر الاستيطانية قرب المسجد الاقصى، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ستعمل بموازاة الأنفاق والاقتحامات اليومية، والتوسع الاستيطاني، وتهجير المقدسيين ومصادرة أراضيهم، وهدم بيوتهم، على تحقيق الحلم اليهودي بالسيطرة الكاملة على المسجد المبارك وتحويله تدريجيًا إلى كنيس يهودي".
واعتبر الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى أن المسلسل المنوي تصويره في البؤرة الاستيطانية "داوود"، قرب الأقصى المبارك، هو مقدمة لتصوير المزيد من الأفلام والمسلسلات، بغية ترويج القدس كمدينة يهودية، ووفق الرواية اليهودية في العالم أجمع.
وطالب وسائل الإعلام والإنتاج العربية بتسليط الضوء على تاريخ القدس وحضارتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، بغية تفنيد الروايات والمزاعم والأكاذيب الإسرائيلية.
أرسل تعليقك