القاهرة - السعودية اليوم
فقدت الأوساط الفنية النجم الكبير محمود ياسين، الذي رحل عن دنيانا أمس الأربعاء، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 79 عامًا، ليترك لنا تاريخًا حافلًا من الفن والذكريات الخالدة مع النجوم في السينما والتليفزيون، وأجمع نقاد الفن، في تصريحات صحفية، على أن النجم الراحل محمود ياسين استطاع بموهبته المتفردة وحضوره القوي أن يكون من أهم رموز الفن، وجزءًا مهمًّا من تاريخ تطور السينما المصرية، حيث برع في تقديم مجموعة متنوعة من الأدوار المهمة في السينما والدراما.
وقال الناقد الفني نادر عدلي: "فقدت بشكل شخصي صديقي العزيز محمود ياسين الذي ارتبطت به طويلًا في وقت كان فيه ياسين النجم الأول على الشاشة طوال فترة السبعينيات والثمانينيات، فهو على المستوى الإنساني رجل دمث الخلق إلى أبعد الحدود، وقلبه يسع الجميع، ولا أذكر أنه دخل في أي معارك من أي نوع أو أي خلافات مع صناع السينما رغم تاريخه الطويل الحافل".وأضاف عدلي أن النجم الراحل محمود ياسين دخل تاريخ السينما من أوسع أبوابه كـ"فتى الشاشة الأول" في فترة السبعينيات والثمانينيات دون منافس، ونجوميته لم تكن محل منافسة.
وتابع: "انطلق محمود ياسين بقوة حتى أصبح فتى الشاشة الأول، وكانت أولى علامات هذا النجاح الكبير أنه تعامل في بداية مشواره مع كل من فاتن حمامة وشادية وماجدة الصباحي وهن النجمات الأكثر شهرة والأسبق عليه في النجومية، وكانت مشاركته معهن بمثابة التصريح الرسمي له بأن يصبح فتى الشاشة دون منافس، ثم جاءت حرب أكتوبر وبدأ صناع السينما رحلة البحث عن الفتى الذي يمكن أن يعبر عن الإنسان المصري البسيط في هذه الحرب، فقدم محمود ياسين أربعة أعمال سينمائية مميزة من أصل 6 أعمال في منتصف السبعينيات، حيث شارك في فيلم عن حرب الاستنزاف بعنوان "أغنية على الممر" وأفلام "الرصاصة لا تزال في جيبي" و"الوفاء العظيم" و"بدور" وقدم بعد ذلك بفترة فيلم "حائط البطولات".
وأشار نادر عدلي إلى أن الفنان الراحل محمود ياسين قدم في الوقت نفسه أحد أهم أفلام الجاسوسية في السينما المصرية وهو "الصعود إلى الهاوية"، وتوالت أفلامه، حيث قدم ما يقرب من 150 فيلمًا جعلته نجم فوق العادة في تاريخ السينما المصرية، لافتًا إلى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال رصد تطور السينما المصرية تاريخيًّا دون التوقف أمام محمود ياسين خلال السبعينيات والثمانينيات.
ولفت إلى أن الفنان الراحل محمود ياسين في مرحلة عمرية تالية حقق فيلماه "الجزيرة" و"الوعد" نجاحًا كبيرًا، وكان الأميز فيهما رغم أن البطولة الخالصة لم تكن له، مشيرًا إلى أنه يمكن بسهولة تقسيم مشوار محمود ياسين إلى 3 مراحل، هي البداية وقدم خلالها نفسه كممثل مسرحي متميز للغاية وصاحب أداء صوتي متميز لا ينكره أحد، والمرحلة الثانية مرحلة السينما وما قدم فيها من أفلام، أما المرحلة الثالثة فكانت في الدراما التليفزيونية وقدم خلالها عددًا غير قليل من المسلسلات كان يحرص على متابعتها الجمهور.
واتفق الناقد الفني طارق الشناوي في الرأي مع الناقد نادر عدلي، على أن النجم الراحل محمود ياسين كان فتى الشاشة الأول، لافتًا إلى أنه بعد أن اقترب أو تجاوز عدد من نجوم الفن سن الخمسين، أمثال فريد شوقي، أحمد مظهر، كمال الشناوي وشكري سرحان، بدأت جهات الإنتاج رحلة البحث عن الفتى الأول للسينما المصرية، وبالفعل أسندوا البطولات في نهاية الستينيات لأكثر من نجم شاب لملئ هذا الفراغ الذي تركه الكبار، إلا أن الجمهور كان العنصر الحاسم في اختيار صناع السينما لمحمود ياسين ليصبح النجم الأول وتحمس له المخرج حسين كمال في "نحن لا نزرع الشوك".
وأضاف الشناوي: "أنه بعد أن شارك الفنانة شادية بطولة فيلم «نحن لا نزرع الشوك»، وقف أمامه كل نجمات السينما الكبار، حيث شارك النجمة الراحلة فاتن حمامة بطولة فيلم «الخيط الرفيع» وعدد كبير من النجمات أبرزهن ماجدة الصباحي، مشيرًا إلى أنه في عام 1980 بزع النجم محمود ياسين في فيلم «انتبهوا أيها السادة» الذي يعتبر وثيقة سينمائية عن المتغيرات الاجتماعية الحادثة في المجتمع، من خلال شخصية "عنتر" جامع القمامة ليخفت تماما صوت وصورة "جان" السينما المصرية الأول ولا يعلم الكثيرون أن هذا الفيلم كان مرشحا له في البداية كل من الفنانين عادل إمام وسعيد صالح، وعندما اعتذرا أسندت البطولة إلى محمود يس وحسين فهمي".
وأشار إلى أن النجم الراحل محمود ياسين ليس فنانًا يمتلك صوتًا مؤثرًا وجذابًا فقط، وحسم هذا الأمر عندما حاول البعض في البداية أن يقيد موهبته في أدائه الصوتي فقط، ورأوا أن "الكاريزما" تكمن في أحباله الصوتية التي لا تستطيع أن تقاومها النساء ويتوقف أمامها الرجال بنوع من الغيرة، وأمام هذا التحدي لعب بطولة فيلم "الأخرس" عام 1980 ليثبت أن "الكاريزما" أعمق بكثير من أن تصبح مجرد صوت فقط.
ولفت الناقد الفني طارق الشناوي إلى أن الفنان الراحل محمود ياسين، ترك بصمة مؤثرة في التليفزيون من خلال عدد من المسلسلات أبرزها "الدوامة"،"مذكرات زوج"،"اللقاء الثاني"،"غدا تتفتح الزهور"،"،"أخو البنات" و"اليقين"،"سوق العصر" و"العصيان".
قد يهمك ايضا :
بوستر أغنية “ياحبيبي” لمحمد رمضان يزين ميدان تايمز سكوير بنيويورك
قرار جديد من المحكمة بشأن قضية الفنان محمد رمضان والطيار المفصول
أرسل تعليقك