آلاف من العمال الموريتانيين يتظاهرون باليوم العالمي للعمال
نواكشوط - حبيب القرشي
احتفل آلاف من العمال الموريتانيين باليوم العالمي للعمال والذي يوافق الأول من أيار/مايو من كل عام.وخرجت مسيرات عدة تابعة إلى نقابات مختلفة، جابت الشوارع الرئيسة في العاصمة نواكشوط، احتفالا بعيد العمال، فيما نظمت النقابة الحرة لعمال موريتانيا - كبري النقابات - مسيرة انتهت بتنظيم مهرجان خطابي
أكدت فيه بضرورة زيادة الأجور والتأمين الصحي لجميع العمال.
واستعرض الأمين العام للنقابة الحرة الساموري ولد بي الظروف الصعبة التي يعيشها العمال، مشيرا إلى أنه رغم مصادقة الحكومة علي تسوية قضية العمال الموقتين إلا انه حتى الآن لم يتم معالجة القضية، بالشكل المطلوب.
وطالب الحكومة ضرورة تطبيق القوانين المنظمة للعمل، بغية عودة الحق إلى أصحابه.واتفقت اغلب النقابات، علي المطالبة بزيادة الأجور، بما يتناسب مع غلاء المعيشة، والتسوية النهائية لمشاكل العمال غير الدائمين وتعيينهم في نظام الوظيفة العمومية، وكذالك تمكين العمال الدائمين والغير دائمين من الحق في الدخول تحت مظلة التأمين الصحي.
كما طالبت النقابات، بضرورة تفعيل القوانين المنظمة لتشغيل اليد العاملة، واحترام الاتفاق الموقع بين العمال وأصحاب العمل.
وقال النقابي سيد أحمد بن عبد الله في تصريحات لـ"العرب اليوم" - بشأن قضية العمال المؤقتين- إن هذه الفئة تمثل حوالي 47 في المائة من مجموع العمال، موضحا أن أصحاب العمل - بما فيهم الدولة - يعمدون إلي استغلال ثغرة في قانون العمل تقضي بإمكانية الاتفاق على العمل بنظام اليوم الواحد، وهو ما يبيح لصاحب العمل التهرب من إلتزامه تجاه العامل.
ورافقت المسيرات العمالية في نواكشوط إجراءات أمنية مشددة، ودفعت السلطات الأمنية فرقاً من الشرطة، لتأمين المسيرات، في حين تركزت وحدات أخري في مناطق التجمعات تحسبا لوقوع احتكاكات بين النقابات المؤيدة للحكومة والمعارضة لها.
من جانبها، قالت وزيرة الوظيفة العمومية وعصرنة الإدارة في موريتانيا أماني بنت حمادي أن من أولويات قطاعها إعطاء كل الضمانات للعمال، ليستمتع بحقه في العيش الكريم، مشيرة في ذلك إلى توقيعها اتفاق حفظ الحقوق مع منظمة العمل الدولية .
وأكدت بنت حمادي - خلال الكلمة التي وجهتها لتهنئة العمال بعيدهم العالمي - عزم قطاعها على تهيئة وتكوين الأطر البشرية من أجل إدارة أمثل لشؤون العمال، وتهيئة جو مناسب لإدارة العمل والحيطة الاجتماعية في ظروف مادية ومعنوية مرضية تمكنهم من القيام بدورهم علي الوجه الأمثل.
جدير بالذكر أن فكرة الاحتفال بيوم العمال العالمي ولدت في استراليا عام 1856 ، إذ قرر العمال تنظيم يوم للتوقف الكامل عن العمل مصحوب باجتماعات لتحديد ساعات العمل ب8 ساعات ، وقد أبدى العمال الاستراليون شجاعة في تقليص ساعات العمل التي كانت تزيد على 9 ساعات بعد مظاهرات، طالبت بتحسين ظروف العمل وتقليل ساعاته وكان لهم ما أرادوا ، وقد حذا حذوهم العمال الأميركيون و قرروا أن يكون الأول من أيار/مايو عام 1886 يوم توقف عن العمل واعتباره يوم عطلة، مطالبين بيوم عمل يستمر 8 ساعات وتحسين ظروف العمل وتشريع قانون خاص بالعمال، وتم تنظيم مسيرات عمالية حاشدة لتحقيق ذلك، وتعرضت تلك المسيرات السلمية إلى مضايقات الشرطة.
أرسل تعليقك