القاهرة - السعودية اليوم
طبيعة خلابة ومناظر ريفية تمتزج وإرث تاريخي عظيم، تشكلان مشاهد ساحرة في إحدى قرى جنوب مصر، كلوحات فنية بديعة استلهمها فنان تشكيلي وطبعها بألوانه للناس، ليروا جمال قريتهم الذي ربما قد نسوه مع "التعود". وفي قرية أعلى الجبل، وتحديدا بقرية "جبل الطير"، وهي إحدى القرى الشهيرة بمركز سمالوط في محافظة المنيا (جنوبي مصر)، أقيم أول معرض فن تشكيلي من نوعه، من حيث المكان والجمهور المستهدف.
ودأب البعض على الاعتقاد بأن الفن التشكيلي حكر للصفوة أو النخبة المثقفة، إلا أن أهالي القرية ببساطتهم وذائقتهم الفنية كسروا هذا الاعتقاد، عندما رأوا جمال قريتهم يتجسد في صورة، فكسب المعرض الرهان على المكان والناس. "المعرض جزء من فعاليات مكتبة الصخرة، وهي مركز ثقافي أهلي، عامل في قرى شرق النيل، يقدم مبادرات فنية وثقافية للأهالي والشباب في المنطقة، خاصة في مركز سمالوط بمحافظة المنيا"، يروي مؤسس مكتبة الصخرة، شنودة عادل، لموقع "سكاي نيوز عربية" قصة إطلاق المعرض، الذي يعد جزءا من النشاط الثقافي للمكتبة الساعية لتعويض غياب الفعاليات الثقافية والفنية بالقرية.
ويقول عادل: "المعرض جاء تحت عنوان (ناس الجبل)، ويحكي عن أهلنا في القرية، على اعتبار أننا نعيش في أعلى الجبل بقرية تشتهر بموسم سنوي، وهو احتفال دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر". وأشار عادل إلى أن حوالي مليوني زائر يزورون القرية سنويا بهذه المناسبة، وبها كنيسة أثرية عمرها 1600 سنة، ومغارة أثرية من القرن الأول الميلادي.
ويروي المعرض جمال الطبيعة لأهلها، والمناظر الريفية المميزة، على اعتبار أن "الناس تعودوا على مناظر القرية وأجوائها، وربما لم يعودوا قادرين على تذوق جمالها". وأضاف عادل: "قدم الفنان المستقل مكاري بشرى، وهو شريك مؤسس بالمكتبة، لوحات عن حياة الناس في القرية، وعرضها لأول مرة في معرض فن تشكيلي بالقرية، وسط أهلنا العاملين في المحاجر الجيرية والفلاحين البسطاء".
وتابع: "قررنا المغامرة، وأن نقيم المعرض في القرية.. وقد ضم 17 لوحة مختلفة تعكس حياة الناس، كعمال المحاجر والفلاحين، وتبرز جمال الناس البسيطة والمناظر الطبيعية الريفية". وأشار عادل إلى أن ما حدث في الافتتاح شكل مفاجأة، بسبب حجم الإقبال الكبير في اليوم الأول، الذي وصل إلى أكثر من 350 فردا، لتزيد الأعداد في اليوم التالي وتصل إلى 500 فرد، وقال: "كان ذلك مبهجا لنا ومميزا جدا".
واختتم حديثه الفنان التشكيلي حديثه بالقول: "أبي وجدي وأعمامي والناس البسيطة من القرية والقرى المجاورة، الذين لم يروا لوحات من قبل، ولم يعتادوا ذلك، قرروا أن يزوروا المعرض، وبدأت أسئلتهم حول الألوان ودلالات الصور، وجميعها أسئلة بسيطة لكن لها مدلول جيد ومهم، لاسيما أنه لم يكن لديهم إدراك مسبق بمثل تلك الأمور، وبالتالي نحن فخورون بما تحقق وسننقل المعرض لأماكن أخرى".
أخبار تهمك أيضا
"الحضارة الإسلامية في الأندلس" أحدث إصدارات مكتبة الإسكندرية
أرسل تعليقك