5 سنوات على رحيل الفنان رياض شحرور مؤسس أول مسرح في سورية
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

صنع نجومًا شكلوا علامة فارقة في العصر الذهبي

5 سنوات على رحيل الفنان رياض شحرور مؤسس أول مسرح في سورية

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - 5 سنوات على رحيل الفنان رياض شحرور مؤسس أول مسرح في سورية

الممثل السوري رياض شحرور
دمشق - العرب اليوم

لم يكن نجماً، ولم يصنف يوماً بين فناني الصف الأول، ولم يزاحم على بطولة مطلقة، ولم يهدف يوماً إلى أجر عال، بل مارس الفن للفن بعيداً من النفعية والغائية، فعاش فقيراً ومات وحيداً، وقضى أيامه الأخيرة حزيناً وقلقاً وخائفاً ومريضاً من دون أن تشمله رعاية نقابة الفنانين رغم أنه أثرى الدراما السورية بأعمال راسخة وصنع نجوماً شكلوا علامة فارقة في العصر الذهبي.

فارق الحياة بصمت ودفن بهدوء، ولم يرافقه أي من زملائه في مشواره الأخير لوداعه، فووري ثرى الشام التي أحبها بعيداً من الأضواء، مكملاً فصول مأساة فنان لم يطبل أو يزمر لمخرج أو فنان حتى أصبح من المنسيين.

توفي قبل خمس سنوات الفنان القدير رياض شحرور عن عمر ناهز الـ78 عاماً، وقضى أكثر من نصفها في عالم الدراما والسينما والمسرح، حيث حلت ذكرى وفاته الخامسة منذ عدة أيام في 15 مايو/ أيار، الجاري، 

رحلة شاقة

ولد الراحل في دمشق عام 1935، ضمن أسرة لا تؤيد كثيراً فكرة أن يكون ولدها مسرحياً؛ لذلك لم يلقَ الدعم الكافي من والده، مع أن الأخير لم يعارض أيضاً. تتلمذ على يد القدير علي الرواس، وكان في بداياته يؤلف المسرحية ويختار الكادر من ضمن وسطه، ويقوم بالإخراج من دون أن يدرك أن هذه التراكمات الصغيرة سوف تقوده ليؤسس أول فرقة مسرحية عام 1955، وقد أطلق عليها: «الفرقة الشعبية للتمثيل والموسيقا». ولأن المعارضة كانت كبيرة، ولم يجد التمويل الكافي لكي يعرض في مسرح نظامي، فقد عرض مسرحياته في البيوت العربية القديمة متحملاً فوق طاقته التكاليف والأجرة وكل ما يتعلق بحاجة الممثلين، غير أنه كان مفعماً بالنشاط والحيوية، وفرحاً بأنه استطاع على الرغم من كل التعب أن يؤسس فرقة متكاملة.

بدأ التمثيل عام 1952؛ أي قبل ثلاث سنوات من تأسيس فرقته، حيث ألّف العديد من المسرحيات الهادفة والناقدة بقالب كوميدي، ومنها: مسرحية «إبرة بكومة قش»، و«الرشوة» التي عرضت ولَم تصور، و«أبو خليل القباني»، و«النيزك»، و«جابر عثرات الكرام»، وقد تتلمذ الكثيرون من الفنانين في مسرحه، منهم الفنان طلحت حمدي الذي اكتشفه مبكراً، وقد وصف بخفة الدم من خلال أدواره الكوميدية. هذا الواقع جعل من خصوم نجاحه يعرقلون مسيرته، ويحاولون إبعاده عن الفن بأي وسيلة، وكثيراً ما كان يتوقف عن العمل لهذه الأسباب، فهو كما كان يقول فنان، ولا يسعى إلى شيء إلا لفنه، وقد ابتعد في مرة واحدة مدة 15 عاماً عن التلفزيون على الرغم من موهبته الفطرية النادرة، و(الكركتر) الذي لا يتكرر بحسب وصف الراحل القدير عبد اللطيف فتحي، الذي قال عنه: «رياض شحرور هو السكرة في المسرح القومي». والقدير الآخر عدنان بركات قال أيضاً: «لو قدر للفنانين رياض شحرور، وعبد اللطيف فتحي أن يعملا بحرية، ومن دون محاربات، لكان لدينا (لوريل وهاردي) بكل ما تعنيه الكلمة».

عندما دخل التلفزيون في بداية افتتاحه، قدم أعمالاً كثيرة بالأبيض والأسود، لكن أغلب تلك الأعمال أهملت وحرقت من دون أن يعرف السبب، ومنها عمل ضخم ينافس «صح النوم»، واسمه «دولاب».

على الرغم من حرقة قلبه على الأعمال التي ذهبت إتلافاً وحرقاً في التلفزيون ولم تعرض، إلا أنه استمر في عمله المسرحي من خلال «المسرح القومي» الذي ظل وفياً له حتى وفاته. وعندما ابتعد عن الشاشة لمدة 15 عاماً، جاءه عرض في مسلسل «الدغري» لتمثيل دور «المحافظ»، حيث حاز لقب أفضل ممثل فيه، علماً أن دوره لا يتعدى ثلاث حلقات، وبدأت بعدها العروض تنهال عليه، وهو يحاول الانتقاء منها؛ وهو ما أعطاه دفعاً وشيئاً جديداً لمسيرته. علماً أنه كان مرجعاً لغوياً شامياً لكثير من المسلسلات، وشخصاً مقرباً من الفنانين القدامى، مثل نهاد قلعي وعدنان بركات وشفيق منفلوطي، ومحمود جركس وعبد اللطيف فتحي.

وكانت أهم الأدوار التي مثّلها في الأعمال: «نهاية رجل شجاع»، «عيلة خمس نجوم»، «يوميات مدير عام»، «أحلام أبو الهنا»، «دنيا أسعد سعيد»، «أهل الراية»، «يوميات أبو عنتر»، «فرصة عمر»، «قلة زوق وكترة غلبة»، «عواء الذئب».

ومن أفضل وأروع أفلامه فيلم «الليل»، للمخرج «محمد ملص»، حيث شارك في مهرجان «فيينا» السينمائي الدولي، ويومها قال مدير المهرجان عنه: «يوجد جوهرة في سورية، لا أحد يعرف قيمتها».

مهد المسرح

في عام 1955 أسس شحرور أول مسرح في سورية جمع إليه مجموعة من الشبان ممن هم في سنه وأصغر بقليل، وطاف بهم شوارع دمشق في تلك المرحلة الذهبية من تاريخ سورية لجهة تقبل الأفكار الجديدة.

وحين تم التضييق عليه لنشاطه في الشارع قرر شحرور نقل مسرحه الشارعي الجوال من الطرقات العامة والأرصفة، إلى بيوت دمشقية قديمة غير مسكونة، وكان يدفع أجرة اليوم لصاحب المنزل من جيبه الخاص، ولم يكن يربح من مسرحياته إلا القليل.

يقول شحرور في لقاء صحفي: كان همي إنشاء جيل سوري يعرف أن المسرح نعمة على أي شعب في العالم وليس نقمة.. في سبيل ذلك ندفع المال ولو من لقمة عيشنا.

لم يكن شحرور ذاك الثري أو الذي يملك المال الكافي للصرف على مسرحه، وكذلك أجور الممثلين معه، أو حتى تعويض ساعات الكتابة أو البحث عن الأفكار.. كما لم يكن والده يؤمن بالمشروع من أساسه، وإن ترك له حرية التحرك كناشط في الفن والثقافة.

ظل على وضعية الصارف على فنه لسنوات، إلى أن جاء التلفزيون في عام 1960 وعندها تأسست دائرة في التلفزيون للفنون، فراح يقدم لها مشاريع مسرحية تم تجميع أبرز نجوم الوسط في ذلك الحين من ممثلين ومخرجين، فلاقى نتاجه المقابل المادي الذي يطمح إليه أي فنان.

مطلع السبعينات تأسست نقابة الفنانين، وكان واحداً من مؤسسيها، وعرضت عليه المناصب كثيراً ومراراً وتكراراً، لكنه كان على الدوام يرفض أو يعتذر، لأسباب تتعلق بالمهنة وروحها وحسب.

بلا شهرة ولا منصب

لا يمكن أن يبحث عن الشهرة بقدر ما يبحث عن اشتهار الفكرة التي يخلقها ويبدعها، ومن ثم يسوّقها، لتصبح في متناول المتلقي، تلك عبارة قالها شحرور قبيل سنوات في تعليقه لصحيفة عربية سألته عن قوة تأثيره ومحدودية شهرته في البلاد العربية.

وأكد أن المنصب سيمنع الفنان من الإبداع.. وسيتجه الشخص إلى الأمور الإدارية والتواقيع، وقال: لا أرى أن الفنان أصبح فناناً ليمسك قلماً ويوقع على طلبات ومعاملات للآخرين.

أدوار راسخة

رغم قلة أدواره إلا أن الكثير منها بصمت ورسخت في عقول المشاهدين، لعل أبرزها شخصية «أبو وصفي» في مسلسل «عيلة خمس نجوم» مع المخرج هشام شربتجي، ذلك الجار الشره الذي لا يفكر إلا بطعامه وشرابه.

أما دور «أبو زاهر» في الجزء الأول من «يوميات مدير عام» فكان له الأثر الكبير، حيث سعى هذا الموظف إلى تقاضي الرشوة من مأكل ومشرب مقابل تيسير أمور المعاملات، حيث نجح شحرور في ثانية تجاربه مع شربتجي أيضاً، كما انعكست خفة دمه على اللوحات الكوميدية التي قدمها في سلسلة «بقعة ضوء»، ودوره في

قد يهمك ايضا:

شاهد: وفاة المفكر السوري جورج طرابيشي في باريس

مقتل نجل البغدادي زعيم تنظيم "داعش" في مدينة حمص السورية

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

5 سنوات على رحيل الفنان رياض شحرور مؤسس أول مسرح في سورية 5 سنوات على رحيل الفنان رياض شحرور مؤسس أول مسرح في سورية



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 13:27 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الجزائري يدمر مخبأ للمتطرفين في محافظة بومرداس

GMT 05:13 2017 الأحد ,14 أيار / مايو

عِبْرة في زحام الخبرة

GMT 03:10 2016 السبت ,17 كانون الأول / ديسمبر

"فورسيزونز" تفتتح فندقها على جزيرة في المالديف

GMT 04:58 2017 الأحد ,27 آب / أغسطس

مايا خليفة تسخر من تهديدات "داعش" لها

GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 06:15 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

أسعار الذهب في السعودية اليوم الثلاثاء 8 سبتمبر 2020

GMT 05:36 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

معلومات مهمة عن السياحة في باريس 2020

GMT 23:12 2020 الثلاثاء ,05 أيار / مايو

إسرائيل تتوعد بقصف سورية من جديد

GMT 04:06 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جزيئات صغيرة من البلاستيك تلوث الشواطئ في نورفولك

GMT 15:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

جوارديولا يُشيد بقدرة مانشستر سيتي على هزيمة توتنهام بهدف

GMT 11:13 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"السر المعلن"..

GMT 05:51 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

وثائق بن لادن تكشف وجود علاقة بين "القاعدة" وإيران

GMT 11:51 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أستراليا تقضي على آمال السوريين في التأهل إلى المونديال

GMT 12:16 2014 الإثنين ,22 أيلول / سبتمبر

إشارات تدل على أن حبيبك لم يعد يريدك في حياته

GMT 01:40 2015 الخميس ,08 كانون الثاني / يناير

تطبيق "حجز المواعيد" في الأحوال المدنية في المجمعة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab