فنانة عراقية تُحبب الكنديين في الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

من أجل أن تكون لها بصمة شرقية في المجتمع

فنانة عراقية تُحبب الكنديين في الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - فنانة عراقية تُحبب الكنديين في الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به

الشناشيل "معمار عراقي قديم"
بغداد – نجلاء الطائي

قرّرت الفنانة العراقية الكندية إيناس جواد أن تكون لها بصمة شرقية في المجتمع الكندي عن طريق فنها، فأنشأت مركزًا لتعليم الفن والرسم، وأدخلت روعة وأصالة الفن العربي إلى بيوت الكنديين في مدينة هاليفاكس في جنوب شرق لكندا، وعرف مركز الفنانة  والمعروف باسم "لتل بيكاسو" إقبالاً من طرف الأطفال سواء من أصول عربية أو كندية الأصل أو حتى ذوي الأصول اللاتينية والآسيوية والصينية أيضًا، فماذا كان الدافع وراء إنشاء هذا المركز؟

وكان ردها "أردت أن يتعرّف الأطفال الكنديون على الثقافة العربية"،  موضحةً أن حبها للفن والرسم جعلها تدرس في أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، وبعد حصولها على الماجستير عملت كأستاذة جامعية، ثم هاجرت إلى كندا ودرست في كلية المجتمع، وزاد حب الفنانة للرسم والفن، وأرادت أن تترجمه من خلال مركزها، ومن هنا جاءت الفكرة.
قالت إيناس "الفن والشناشيل العراقية (معمار عراقي قديم) في دمي، وعلى الرغم من حبي لبلدي كندا إلا أن التراث العراقي والنخلة ودجلة يتجسد في لوحاتي، وبقي الحرف العربي يتوج لوحاتي وفني، وهذا ما يتعلمه الأطفال عن ثقافتنا من خلال الرسم والفن"، وحتى تحبب الأطفال في الحرف العربي بدأت إيناس جواد بابتكار طرق جديدة لكتابته، إذ كانت تخطه على شكل طير أو حيوان فيرتبط في ذهن الطفل بحيوانه المفضل ولا يجد صعوبة في كتابته.

وتأثير الفن الذي تقدمه إيناس لم يقف عند الأطفال الذين يقبلون على مركزها، بل انتقل الشغف بالزخرفة والخط العربي إلى ذويهم. هؤلاء يبدون انبهارًا بما يتعلمه أطفالهم، خصوصًا بعد مشاهدة لوحاتهم، من خلال حب الاستطلاع والدهشة يجعل الآباء يزورون المركز للتعرف على الثقافة العربية والإسلامية.

وأضافت إيناس "البعض منهم كان يتصور أن العراق فقط دمار وحروب ولكن بعد أن بدأوا يتعلمون الفن العراقي وخاصة الرسم على الزجاج بدوا يسألون عن العراق وعن الحضارة والفن العراقي".وأشارت إلى أن التصاميم على الزجاج بالألوان منتشرة في كندا، إلا أن الكنديين لا يعرفون الرسم على الزجاج، فهو فن عراقي قديم يعود الى آلاف السنين، "كان الأمر غريبًا ومميزًا بالنسبة للأطفال وذويهم وبدأوا يدرسون ويبدعون بمتعة كبيرة في اللوحات التي يرسمونها"، على حد تعبيرها.

وتوضح إيناس أنه صار لدى الأطفال الذين يزورون مركزها شغف بالحرف العربي، خصوصًا وأنهم في البداية تصوروا أنها تصاميم وليست حروفًا، وبعد إدراكهم للأمر كان أول ما يطلبونه هو كتابة أسمائهم، وفيما يذهب آخرون إلى حد طلب وشمه على جسد والديهم، خصص بعض الأهالي زاوية في بيوتهم علقوا فيها لوحات أطفالهم التي عليها أسماؤهم بالحروف العربية.

من جهتهم يتعلم الأطفال الكنديون المسلمون كتابة الآيات القرآنية وعمل لوحات منها، ونظرًا لقدسية الآيات القرآنية يعلَّم الأطفال الكنديون المسلمون رسم الآيات وهناك إقبالٌ كبير من طرفهم على هذا النوع من اللوحات، يذكر أن عمر المركز لا يتجاوز سنة واحدة، إلا أن عدد الأطفال المسجلين فيه يصل إلى 400 طفل، يستفيدون من فنون الرسم والفن العربي، ولا تتجاوز الطاقة الاستيعابية للمركز أكثر من 15 طفلاً للصف الواحد، وهو ما يجعل هناك لائحة انتظار تضم عشرات الأطفال الذين ينتظرون دورهم للانضمام إلى الدورات.

 لمست الفنانة إيناس جواد شغفًا لدى الكنديين بالتعرف على الثقافة العربية، فقد شاركت في أحد المعارض بلوحة حملت أسماء الله الحسنى وقد أعجب بها الكنديون كثيرًا، وتحكي الفنانة كيف سأل الكنديون باهتمام كبير "هل لدينا 99 إلهاً؟"، قبل أن تشرح لهم أن كلها أسماء الله وكان الأمر بالنسبة لهم غريبًا.

فنانة عراقية تُحبب الكنديين في الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به

لا ينظر المجتمع الكندي إلى الدين أو العرق بعنصرية، إذ يتعايش في المركز أطفال من مختلف الأديان والأصول، وتضيف إيناس "ونحن لا نسأل عن دين الأطفال، ولكن نعرف أن لدينا أطفالاً مسلمين وغير مسلمين بعضهم من أصول عربية أو لاتينية وآسيوية، ونقبل كل الأطفال دون تفرقة من عمر الـ4 إلى الـ12".

وبدأ المجتمع الكندي وخصوصًا سكان هاليفاكس يحبون الفن والثقافة العربيين، وذاع صيت إيناس جواد بشكلٍ كبير، الأمر كان بالنسبة لها تكليفًا حتى صار ذلك عبئًا عليها، على حد وصفها، وتضيف "في أي معرض أشارك فيه يقولون هذه هي الفنانة التي قدمت من الشرق الأوسط وبالتحديد من العراق".

وتقول السيدة جيرتي تيلر، لـ"هافينغتون بوست عربي"، وهي والدة الطفلة ليلي إحدى أطفال المركز، إنها كانت تبحث عن برنامج صيفي فيه مهارات وتقنيات تحبها ابنتها، ولأنها محبة للرسم والفنون اختارت هذا البرنامج، مؤكدة أن ابنتها اكتسبت مهارات فنية متعددة في مجال الرسم خاصة الرسم على الزجاج.

وعبّرت السيدة الكندية في حديثها عن إعجابها بالحرف العربي ما جعلها تتعلم كتابة اسمها باللغة العربية، حتى أنها رسمت لوحة كتبت عليها اسمها باللغة العربية، وأضافت أنها معجبة بكل شيء تعلمته خاصة تعلمها بعض المعلومات عن الثقافات الأخرى بما أن المجتمع الكندي اليوم هو مجتمع متعدد الثقافات يعترف بكل الثقافات الأخرى، تقول المتحدثة.

فنانة عراقية تُحبب الكنديين في الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به

 وقالت الطفلة ليلي تيلر ذات الـ8 أعوام إنها مستمتعة بهذا البرنامج وقد تعلمت الكثير، مضيفة أنها تحب الحروف العربية وأكثرها اللام والياء، لأنها حروف اسمها معبرة عن سعادتها بكتابة اسمها بالعربية، وتعتبر فاطمة الزعابي، وهي طفلة عراقية كندية، أن أجمل ما تعلمته هو الرسم على الزجاج والصبر والتحكم في يديها خلال الرسم إضافة الى معلومات مختلفة عن الثقافة العربية وخاصة العراقية، وتختم الطفلة فاطمة حديثها لـ"هافينغتون بوست عربي" أن أجمل ما تعلمته هو رسم أسماء الله الحسنى.

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنانة عراقية تُحبب الكنديين في الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به فنانة عراقية تُحبب الكنديين في الخط العربي وتجعلهم يكتبون ويرسمون به



GMT 17:00 2023 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

تونس ضيف شرف الدورة الأولى لمهرجان الرياض للمسرح

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 08:44 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

عبد الله السدحان يخوض الموسم الدرامي الرمضاني بـ"هم يضحك"

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 21:53 2016 الثلاثاء ,07 حزيران / يونيو

ليال عبود تشعل الأجواء بصوتها في "بلازا بالاس"

GMT 01:34 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتَل الرياضي الجزائري حسين فرج الله في حادث أليم

GMT 04:37 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

صرخة حزن عميق ومرارة....

GMT 18:16 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

تقنية "الفيديو" تُحرم حسين الشحات من تعديل نتيجة المُباراة

GMT 14:26 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

كريم الأحمدي يوضح حقيقة رحيله عن اتحاد جدة

GMT 06:32 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

"شاكي" منزل عطلة صغير يتصدر حجوزات موقع ايربنب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab