مدريد – هناء الوكيل
مدريد – هناء الوكيل
لم تتوقف ردود الأفعال منذ إعلان ريال مدريد رسميًا عن التعاقد مع الويلزي غاريث بيل قادما من توتنهام الإنكليزي في صفقة تتراوح قيمتها من 91 مليون يورو إلى 100 مليون يورو بسبب التضارب بين التصريحات الرسمية، وما تؤكد وسائل إعلام اطلعت على تفاصيل الصفقة. الأمر بالطبع لم يخل من وجود مؤيد ومعارض حتى قبل إتمام الصفقة التي على سبيل المثال، اعتبرها الأرجنتيني خيراردو تاتا مارتينو مدرب برشلونة قبل الانتهاء منها
بأنها "تمثل قلة احترام للمجتمع" بسبب قيمتها الجنونية، ولكن سياسة فلورنتينو بيريز في الصفقات الكبرى دائمًا ما يكون لها شقان: الكروي والدعائي، ويعيب الكثيرون على رئيس الملكي اهتمامه دائما بالجانب الثاني.
لا يمكن إنكار مهارات اللاعب وقدراته على الصعيد الكروي، ولكنه من الناحية الأخرى قد يمثل بالنسبة للـ"ميرينجي" منجمًا من الذهب بسبب العقود الإعلانية والدعائية لعدة عناصر، أولها أن بيل في الأساس على الرغم من أنه كان يلعب في نادي ليس من "كبار أوروبا" إلا أنه كان يمثل واجهة دعائية لشركة (أديداس).
ووفقًا لما قالته مصادر من القطاع الدعائي لجريدة (أس) الرياضية الثلاثاء، فإن اللاعب الويلزي قد يبيع هذا الموسم على الصعيد العالمي 40 ألف قميص رياضي، هذا مع العلم بأنه متعاقد مع (أديداس) مقابل مليوني ونصف مليون يورو سنويًا، وهو الاتفاق الذي سيتم إعادة التفاوض بخصوصه في الأسابيع المقبلة مع وصوله للريال، الذي يرتدي أيضًا ملابسه من شركة (أديداس) الألمانية.
ويمكن أن تتضاعف مبيعات قميص اللاعب، إذا ما بدأ الموسم بصورة جيدة مع الريال بإحراز الكثير من الأهداف وتقديم عروض جيدة، بهذه الطريقة فإن النادي الملكي سيكون قادرًا على غزو السوق البريطاني عقب خسارة حصة من السوق بسبب رحيل كاكا الذي كانت مبيعاته ضخمة للغاية في الصين وأميركا الجنوبية.
وبدأ ترقب الحصول على قميص بيل الذي يحمل الرقم (11) في منتصف آب/أغسطس الماضي بجبل طارق، إذ بدأت عملية بيعه، فمنذ هذه اللحظة بدأ عدد من المتاجر المنتشرة في إسبانيا وأوروبا في استكشاف ما ستسفر عنه مبيعات إسم بيل على قميص الريال لموسم 2013-2014.
وتبلغ قيمة القميص 86.5 يورو في المتجر الرسمي للنادي الذي لم يبدأ في بيعه بصورة رسمية حتى الإثنين بعد تقديمه كلاعب، إلا أنه في وقت سابق فإن خطأ الكتروني تسبب في 22 آب/أغسطس الماضي في المتجر الإلكتروني الرسمي للريال في وضع القميص ضمن الأغراض التي يمكن شراؤها.
وعلى الرغم من الرواية الرسمية التي قيلت بخصوص أن الأمر كان "خطأ فني"، لكن الواقع يؤكد أن "المسألة ربما كانت مسألة "جس نبض" للمبيعات، إذ ظهرت قمصان بيل بين الجماهير في مباراة ريال مدريد والسد القطري الودية وتكرر الأمر نفسه الأحد الماضي في مباراة أثلتيك بلباو، وإن كانت بالطبع لم تكن هذه هي القمصان الأصلية.
من ضمن الأمور الأخرى التي تدعو فلورنتينو للتفاؤل بخصوص قدرته على تعويض ما تم دفعه في صفقة بيل وربما زيادته، أن اللاعب كان لديه عقد بمليوني يورو على ثلاث سنوات مع قناة (بي تي سبورتس) التي تبث مباريات الـ(بريمير)، وهو العقد الذي سيضطر بيل لفسخه بسبب وجوده في الريال، ولكن ليس هباء بل لتوقيع عقد أخر في إسبانيا.
هذا أيضا هو رأي ستيف مارتين، مدير شركة (إم ند سي سبورت أند إنترتينمنت)، الذي ناقش مؤخرًا في جريدة (ديلي ميل) قوة بيل في جلب الأرباح والأموال إذ قال "غاريث بمثابة رأس مال قوي قابل للاستكشاف، بمصطلح أكثر شمولية، يمكن القول بأنه عملاق نائم، لم يخرج حتى الآن بعيدًا عن أجواء البريمير، الجمهور لا يعرف عنه الكثير خارج كرة القدم، وهذه فرصة دعائية كبيرة جدًا".
وأكد مارتين أن "الأفضل بالنسبة لاستغلال بيل الدعائي لم يصل بعد، إذ أضاف "الفارق بين جماهيرية ريال مدريد وتوتنهام خيالي"، مشيرًا من ناحية أخرى، إلى أن هناك اتفاقًا بين بيل وشركة (إي إيه سبورتس) لألعاب الفيديو ليتصدر غلاف لعبة (فيفا 2014) بجانب الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة الإسباني.
هذا الأمر أيضًا بخلاف أن بيل دخل في سوق الموضة، فمنذ فترة ظهر أسلوبه الجديد على غلاف مجلة (إسكواير)، فضلا عن ابتكاره لماركة (إليفين أوف هارتس) المستوحاة من إشارة القلب التي يصنعها عند إحرازه لأهداف، والمتخصصة في بيع الملابس والمجوهرات والتي وفقا للخبراء قد تولد له مكاسب بقيمة أربعة ملايين يورو سنويًا.
أرسل تعليقك