سوريون يتفقدون موقع انفجار سيارة مفخخة في جرمانا جنوب شرق دمشق
دمشق ـ وكالات
سقط 76 قتيلا في أنحاء متفرقة من سورية، الأحد، حيث شن الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في ريف دمشق، وسط استمرار القصف المدفعي والاشتباكات مع مقاتلين معارضين، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفي حمص، قُتل 15 شخصا وأصيب 24، جراء تفجير في حي الحمرا،
وقالت وكالة أنباء "الأناضول" التركية، إن عدة قذائف سورية سقطت في بلدة حدودية تركية في وقت متأخر، السبت، دون أن تتسبب في سقوط ضحايا، وبينما اعتبر نشطاء المعارضة قطع الإنترنت عن البلاد لمدة يومين، جزءا من "حرب نفسية تشنها الحكومة"، قال أمين عام المجمع العالمي للصحوة الإسلامية، علي أكبر ولايتي، إن ايران تدافع بكل إمكانياتها عن الحكومة والشعب في سورية، وإن إحدى المؤامرات الغربية والصهيونية والرجعية في المنطقة تمثلت في إيجاد الخلافات والاضطرابات في سورية، لهدف إضعاف المقاومة.
وقال المرصد في بيان له، أن اشتباكات تدور بين القوات الحكومية ومقاتلين معارضين في الغوطة الشرقية، بينما تتعرض بلدات ومدن دوما ورنكوس والسيدة زينب والزبداني وعربين وحرستا ومضايا وبيبلا ويلدا في ريف دمشق للقصف.
وتحدث المرصد عن اشتباكات بين القوات الحكومية والمقاتلين المعارضين في محيط بلدتي دير العصافير وبيت سحم في ريف العاصمة، مشيرا إلى أن القوات الحكومية تستقدم تعزيزات إليها،كما سقطت قذائف هاون على المنطقة الواقعة بين حي برزة في شمال العاصمة ومدينة حرستا إلى الشمال الشرقي منها، مع تحليق للطيران الحربي، بحسب المرصد.
وينعكس اشتداد المعارك العسكرية في ريف العاصمة على المقيمين فيها، وقالت ناشطة من دمشق عرفت عن نفسها باسم "ألكسيا"، عبر سكايب، إن "أصوات الانفجارات باتت أقرب وأقوى يوما بعد يوم"، مشيرة إلى أن أعدادا كبيرة من عائلات الريف لجأت إلى دمشق، ما يؤثر على كل مناحي الحياة، من توفير الإغاثة إلى النقل والإقامة والغذاء والشراب.
وفي حمص (وسط)، قُتل 15 شخصا وأصيب 24، جراح بعضهم خطرة، جراء تفجير في حي الحمرا في المدينة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، من دون أن توضح طبيعة التفجير، فيما أشار المرصد إلى أن الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة وأدى إلى مقتل سبعة اشخاص، وأن عدد القتلى مرشح للارتفاع جراء خطورة إصابات عدد من الجرحى، وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن المنطقة التي وقع فيها التفجير خاضعة لسيطرة النظام، بعدما استعادها قبل شهور بعدما كان المقاتلون المعارضون قد سيطروا عليها في وقت سابق".
وأظهرت أشرطة فيديو بثها ناشطون على شبكة الإنترنت، جانبا من الدمار الذي ألحقه التفجير بالمكان، ويظهر في أحد هذه الأشرطة دمار كبير وجثة امرأة، بينما تشتعل بالقرب منها سيارتان على جانب الشارع، وفي ختام الشريط ينادي أحد الأشخاص: "ارفعوا الجثث معنا يا شباب"، بينما يحاول إزاحة الأنقاض لإزالة جثة غطاها الركام في شكل شبه كامل.
وفي شريط آخر تظهر سيارة محترقة وقد انقلبت إلى جانب رصيف شارع انتشر فيه الحطام، كما تبدو في الشريط واجهة مبنى ملاصق للرصيف، وقد أصابها دمار كبير واحترقت أجزاء كبيرة منها.
وشهدت حمص، التي يعدها المقاتلون المعارضون "عاصمة الثورة"، عمليات عسكرية واسعة من القوات الحكومية لاستعادة مناطق سيطر عليها المعارضون، وما زالت بعض الاحياء في وسط المدينة ومناطق في ريفها، خاضعة للحصار وتتعرض للقصف في شكل مستمر.
وفي حماة (وسط)، سيطر المقاتلون المعارضون على حاجز عسكري في عقرب في ريف حماة وغنموا أسلحة وذخائر ودبابة، بحسب المرصد الذي أفاد بمقتل ثمانية مقاتلين جراء الاشتباكات والقصف على المنطقة، وفي حلب (شمال)، قُتل ثمانية مقاتلين من جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة جراء غارة جوية، صباح الأحد، لدى محاولتهم اقتحام معامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب شرق حلب، بحسب المرصد.
وأوضح مدير المرصد، أن هذه المعامل تابعة لوزارة الدفاع السورية "لكنها لا تقوم باي تصنيع عسكري"، كذلك، قال المرصد إن القوات الحكومية انسحبت من حاجز عسان الواقع بين جسر النيرب وجسر الشيخ سعيد، عند المدخل الجنوبي لمدينة حلب إثر اشتباكات مع المقاتلين المعارضين.
وفي المدينة، قُتل أربعة أشخاص جراء قصف من القوات الحكومية على حيي السكري وبستان القصر (جنوب)، بحسب المرصد، مشيرا إلى أن 49 شخصا قُتلوا، الأحد، جراء أعمال العنف في مناطق مختلفة، في حصيلة غير نهائية.
وفي سياق ذي صلة، قالت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية، الأحد، إن عدة قذائف سورية سقطت في بلدة حدودية تركية في وقت متأخر، السبت، دون أن تتسبب في سقوط ضحايا، يأتي هذا فيما يجتمع وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف الأطلنطي "ناتو"، الثلاثاء والأربعاء، في بروكسل لإعلان تضامنهم مع تركيا، حيث يستعد الحلف لنشر بطاريات "باتريوت" قرب حدودها مع سورية.
وأوضحت الوكالة، أن القذائف سقطت بالقرب من بلدة ريحانلي في جنوب شرق تركيا بالقرب من الحدود السورية، تزامنًا مع اشتباكات بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد، والمقاتلين المعارضين، قرب معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا، ولم يتضح مباشرة ما إذا كانت المدفعية التركية قد ردت على مصدر القذائف بعد هذه الحادثة.
ولجأت القوات التركية إلى الرد على سقوط القذائف من سورية منذ أن أدت إحداها إلى مقتل 5 مدنيين أتراك في 3 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، طلبت تركيا من حلف شمال الأطلنطي "ناتو"، بصورة رسمية نشر صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ على حدودها مع سورية، بعد تكرار هذه الحوادث في الفترة الماضية، ومن المتوقع أن يرد الحلف قريبا على الطلب التركي.
واعتبرت مصادر دبلوماسية، أن الحلفاء لن يفاجئوا أحدًا إذا وافقوا على نشر صواريخ "باتريوت" بناءً على الطلب الذي تقدمت به أنقرة في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وأعلنت الناطقة باسم الحلف، يوانا لونجسكو، الجمعة، أن "الرد سيصدر خلال الأيام القليلة المقبلة، وأنه قد ياتي، الثلاثاء، في أول يوم من الاجتماع في مقر الحلف".
وأوضحت "لونجيسكو"، أن نشر باتريوت سيدفع بمن يريد مهاجمة تركيا إلى الإمعان في التفكير قبل أن يفعل ذلك، وطلبت أنقرة البطاريات المضادة للصواريخ بعد مقتل 5 مدنيين في قرية أكجاكلي الحدودية، إثر سقوط قذائف أطلقت من سورية، في 3 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ويتناول اجتماع "بروكسل"، الذي سيكون آخر اجتماع تشارك فيه وزير الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أيضا مستقبل أفغانستان، والعلاقات بين روسيا، وحلف الأطلنطي، والوضع في جورجيا، والبلقان، حيث ينشر الحلف قوات في كوسوفو.
فيما قال نشطاء المعارضة في سورية، الأحد، إن قطع الإنترنت لمدة يومين، كان جزءا من "حرب نفسية تشنها الحكومة"، بعد يوم من عودة الخدمة إلى حد كبير في أنحاء البلاد.
وأكدت المتحدثة باسم مكتب دمشق الإعلامي التابع للمعارضة أليكسا جيد، أنه "حتى الآن، كل المناطق التي كانت تتمتع بخدمة الإنترنت قبل، الخميس، أعيدت لها الخدمة، والنظام يعرف أن الإنترنت هو طريقة الاتصال الرئيسية لنا، وقطع تلك الوسيلة هو تقريبا بمثابة التسبب بالعمى لمستخدمي الإنترنت."
وفي حين أن خدمة الإنترنت أعيدت للبلاد، تكثر النظريات والمخاوف بشأن ما تسبب في انقطاع التيار، خصوصا القلق من أن الحكومة تكثف جهودها لسحق الانتفاضة عن طريق قطع تدفق المعلومات عن العالم الخارجي، ويوم السبت، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن خدمة الإنترنت وتغطية شبكة الهواتف المتحركة عادت للعمل في معظم المحافظات السورية.
وكانت شركة "كلاود فلير" الأمنية، قالت إن الحكومة السورية مسؤولة عن إيقاف جميع خدمات الإنترنت في البلاد، وأضاف رئيس الشركة ماثيو برنس: "وزير الإعلام السوري يقول إن الحكومة لم تقم بتعطيل شبكة الإنترنت، ولكن السبب هو انقطاع كابل يجري، غير أن تحقيقاتنا تظهر أنه من غير المرجح أن يكون الأمر كذلك."
وكان وزير الإعلام السوري، قال إن "إرهابيين"، قطعوا الكابل البحري، ما أدى إلى انقطاع الاتصالات، لكنه قال إن كابلات الإنترنت التي تربط سورية بالعالم الخارجي أربعة، ثلاثة منها تحت سطح البحر وجميعها تعمل، والرابع هو خط بري عبر تركيا.
وتابع: "من أجل انقطاع الخدمة في البلاد كلها، فينبغي أن تكون الكابلات الأربعة قد تقطعت في وقت واحد، هذا ليس من المرجح أن يكون قد حدث".
من جانبه، قال أمين عام المجمع العالمي للصحوة الإسلامية، علي أكبر ولايتي، الأحد، إن ايران تدافع بكل إمكانياتها عن الحكومة والشعب في سورية، ونقلت قناة "العالم" الإيرانية عن ولايتي، قوله إن "إحدى المؤامرات الغربية والصهيونية والرجعية في المنطقة تمثلت في إيجاد الخلافات والاضطرابات في سورية، لهدف إضعاف المقاومة وهذا ليس بخاف على أحد"، مشيرًا إلى أنه بناء على التقارير الواردة من الجهات المحايدة بما فيها منظمة الامم المتحدة، فإن غالبية الذين رفعوا السلاح في سورية، ليسوا سوريين.
ولفت إلى أنه ليس على علم بحجم المساعدات التي تقدمها ايران إلى سورية، إلا أنه أكد أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدافع بكل إمكانياتها عن الحكومة والشعب في سورية"، قائلا إنه "على كل إنسان أن يدافع عن الشعب السوري، وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضا لا تمتنع عن أي جهد في الدفاع عن الشعب السوري، وإنها مع الإصلاحات في سورية".
أرسل تعليقك