أنقرة ـ العرب اليوم
أطلقت تركيا، الأحد، عملية عسكرية ضد الجيش السوري في إدلب بشمال غرب سورية، ردًا على هجمات كبّدت أنقرة خسائر فادحة هذا الأسبوع، وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: "عملية (درع الربيع)، التي أطلقت بعد الهجوم الشنيع في إدلب في 27 فبراير/شباط، "متواصلة بنجاح"، مضيفًا أنه ليس لدى أنقرة "نية" في الدخول بمواجهة مع موسكو التي تدعم النظام السوري. وأجمل الوزير نجاحات جيشه بقوله إنه "تم تحييد ألفين و212 عنصرا تابعا للنظام السوري، وتدمير طائرة مسيرة، و8 مروحيات، و103 دبابات، و72 مدفعية وراجمة
صواريخ، و3 أنظمة دفاع جوي لغاية اليوم"، وأكد أن أنقرة سترد "ضمن حق الدفاع المشروع" على كافة الهجمات ضد نقاط المراقبة والوحدات التركية في إدلب. وكانت وكالة الأناضول التركية للأنباء قالت، في وقت سابق الأحد، إن طائرة تابعة للجيش السوري أُسقطت في إدلب، لكن وسائل إعلام سورية نفت إسقاط أي طائرة سورية الأحد، وقالت إن الجيش أسقط طائرة تركية مسيرة فوق مدينة سراقب بمنطقة إدلب في شمال غرب البلاد. وتقع سراقب على طريق دولي رئيسي، وتركزت فيها المعارك في الأيام الماضية. ونفت وكالة الأنباء
الرسمية السورية "سانا" إسقاط طائرة حربية سورية اليوم الأحد، مؤكدة أن ما تم إسقاطه هو طائرة مسيرة تركية دخلت الأجواء السورية، في حين كانت مصادر للجماعات المسلحة السورية تناقلت مقاطع فيديو، قالت إنها تظهر إسقاط طائرة حربية سورية بصاروخ مضاد للطيران أرض جو، كانت تحلق في سماء مدينة سراقب في ريف إدلب شمالي البلاد. وأشارت الوكالة في خبر مقتضب إلى أن الطيارين هبطوا بالمظلات، فيما أكدت وزارة الدفاع التركية في بيان، إسقاط مقاتلتين للجيش السوري من طراز "سوخوي 24" إثر مهاجمة مقاتلات
تركية، وأضافت: "دمّرنا 3 منظومات دفاع جوي للجيش السوري بعد إسقاط طائرة مسيرة تركية في إدلب". وأعلن الجيش السوري إغلاق المجال الجوي في شمال غرب البلاد أمام الطائرات والطائرات المسيرة، ونقلت وكالة نانسا الرسمية للأنباء عن مصدر عسكري قوله: "سيتم التعامل مع أي طيران يخترق مجالنا الجوي على أنه طيران معادٍ يجب إسقاطه"، وذكر المصدر العسكري أن "قوات النظام التركي تستمر بتنفيذ أعمال عدوانية ضد قواتنا المسلحة العاملة في محافظة إدلب وما حولها سواء باستهداف مواقع جنودنا الذين يواجهون
الإرهابيين بشكل مباشر أو عبر تقديم جميع أنواع الدعم للتنظيمات المسلحة المصنفة على لائحة الإرهاب وفق القانون الدولي"، ولفت المصدر إلى أن "هذه الأعمال العدوانية التركية المتكررة لن تنجح في إنقاذ الإرهابيين من ضربات الجيش العربي السوري وهي تثبت تنصل النظام التركي من جميع الاتفاقات السابقة بما في ذلك مذكرة سوتشي". وفي الأسابيع القليلة الماضية، قصفت القوات التركية أهدافا للحكومة السورية في إدلب. وفي المقابل، قُتل 55 جنديا تركيا في هجمات شنها الجيش السوري، في فبراير، بما في ذلك ضربات جوية بإدلب،
وبعد أن قتلت ضربة جوية سورية 33 من جنودها، الخميس الماضي، قالت تركيا إنها لن تمنع من الآن فصاعدا مئات الآلاف من طالبي اللجوء على أراضيها من محاولة الوصول إلى أوروبا، ودفع ذلك الإعلان من أنقرة أعدادا من المهاجرين على الفور تقريبا للمسارعة إلى الحدود بينها وبين اليونان، العضو في الاتحاد الأوروبي. كما طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أن تتنحى روسيا جانبا في سورية، وتترك لتركيا التعامل مع القوات السورية بمفردها، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن
طائرات مقاتلة سورية وروسية واصلت، السبت، شن هجمات جوية على مدينة سراقب في إدلب. ومع إخفاق الدبلوماسية التي ترعاها موسكو وأنقرة في سبيل خفض التوتر، اقتربت تركيا من مواجهة مع روسيا في ساحة المعركة أكثر من أي وقت مضى، وفي ضوء التوتر المتصاعد، أجرت روسيا وتركيا 3 جولات من المحادثات لم تتوصل أول جولتين منها إلى وقف لإطلاق النار. وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الجانبين اتفقا خلال محادثات الأيام الماضية على خفض التوتر على الأرض في إدلب مع استمرار الأعمال العسكرية هناك، لكن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال إن الأزمة في إدلب لا يمكن تسويتها إلا بعقد اجتماع بين أردوغان وبوتن، مضيفا أن مثل هذا الاجتماع قد يعقد في الخامس أو السادس من مارس.
أرسل تعليقك