إحدى الغارات الجوية على ريف دمشق
العرب اليوم ـ وكالات
أفادت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، بمقتل 141 شخصًا الثلاثاء، في مناطق عدة، بينهم 57 في دمشق وريفها، فيما أفاد مصدر أميركي أن واشنطن لديها معلومات تؤكد أن "الحكومة السورية تقوم بتجهيز غاز السارين القاتل؛ من أجل استخدامه ضد المعارضة المسلحة في البلاد"، وفي حين حذر حلف الـ"ناتو" من
"رد قوي" إذا استخدمت سورية الأسلحة الكيميائية، رحبت بريطانيا بانشقاق المتحدث الرسمي باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي، فيما قامت قوات الأسد بـ"إحراق منزله" في حي المزة، بينما أكدت السعودية أن الانتقال السياسي للسلطة في دمشق "أصبح أكثر حتمية وضرورة".
وقدأعلن السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم، أن بلاده "تدرس طلب الخارجية اللبنانية، المتعلق بإعادة جثامين قتلاها الذين قضوا في تلكلخ السورية"، بينما أفادت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، بمقتل 141 شخصًا الثلاثاء، في مناطق عدة، بينهم 57 في دمشق وريفها
وميدانيًا، قصفت القوات الحكومية الأحياء السكنية في مدينة داريا في الغوطة الغربية لريف دمشق براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، بالإضافة إلى غارات جوية نفذها طيران الميغ على مدن الغوطة الشرقية. وتشهد بيت سحم في ريف دمشق قصفا عنيفا لليوم السادس على التوالي بقذائف الهاون والدبابات، وسماع أصوات انفجارات عنيفة تهز البلدة. وأفاد ناشطون أن أهالي منطقة طفس في محافظة درعا يخلون المدينة بسبب قصف عنيف بالصواريخ على المدينة.
بدوره، قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن "الانتقال السياسي للسلطة في سورية، أصبح أكثر حتمية وضرورة للحفاظ على البلاد أرضًا وشعبًا"، مشيرًا إلى أن الأمر هناك "يزداد تدهورًا".
وأضاف الفيصل في مؤتمر صحافي عُقِد في الرياض، الثلاثاء:" إن الوضع في سورية للأسف الشديد يزداد تدهورًا سواء لجهة ازدياد حجم الضحايا والمهجرين، أو لجهة التدمير الشديد الذي تشهده المدن تحت قصف الآلة العسكرية العمياء للنظام التي لا تبقي ولا تذر"، فيما قال:" إن تشكيل الائتلاف السوري الجديد خطوة إيجابية مهمة تجاه توحيد المعارضة تحت لواء واحد"، مشيرًا إلى أننا "نأمل أن نشهد خطوة مماثلة نحو توحيد مواقف ورؤى المجتمع الدولي في تعامله مع الشأن السوري من كافة جوانبه السياسية والأمنية والإنسانية".
وتابع:"المملكة سوف تشارك في مؤتمر أصدقاء سورية المقرر عقده في مراكش الأسبوع المقبل، وذلك في ظل حرصها على الدفع بالجهود الدولية في هذا الاتجاه"، منددًا بـ"حجم الضحايا والمهجرين والتدمير الشديد للمدن".
وردًا على سؤال، قال:" إن توحيد المعارضة واستمرار توحيد الفصائل الباقية هو أهم حدث في الفترة الأخيرة، فإذا استمر هذا التوجه فسوف يزيد ذلك من فعالية المعارضة"، لكنه اعتبر أن "توحيد المعارضة شيء وتوحيد مجلس الأمن شيء آخر"، بينما لفت الفيصل إلى أن "المعارضة والائتلاف قادران على إدارة الوضع في سورية ما بعد بشار الأسد، والمعارضة سوف تحافظ على وحدتها وسوف تعامل شعبها بمساواة". وفي حين أشار إلى أن "المعارضة لديها عمل شاق لإعادة بناء سورية حيث الوضع مأساوي نتيجة الدمار والقصف"، أكد أن "إخوتهم وأصدقاءهم في العالم العربي سوف يساعدونهم".
وأكد الفيصل، أنه "لا خوف على الأقليات في سورية إذا سقط النظام"، قائلاً:" لا يوجد خوف على الأقليات، وليست هناك رغبة في الانتقام وملاحقة الذين قاتلوا في الحرب، وبالتالي فإن التخويف من هذه القضية هو سبب إعاقة الحل"، معتبرًا أن "سورية فسيفساء من الأقليات التي تتضمن العلويين والمسيحيين والدروز والإسماعيليين والشيعة بالإضافة إلى اتنية الأكراد، ويشكل مجموعهم حوالي 30% من السكان".
وأوضح الفيصل، أن "تغير موقف روسيا إزاء سورية سوف يفتح الطريق لحل الأزمة"ن قائلاً:" كانت هناك شبه صدمة في العالمين العربي والإسلامي حيال هذا الموقف المستغرب والمستنكر، ونحن حريصون على العلاقات مع روسيا فلديها مواقف مشرفة تجاه القضايا العربية ولذا كانت المفاجأة كبرى"، فيما لفت الفيصل، إلى أن إيران، "لا تشكل جزءًا من الحل في سورية، لكننا نأمل أن تكون جزءًا من الحل كونها دولة كبيرة ومهمة وموقفها له تأثير".
بدوره، حذر أمين عام حلف شمال الأطلسي "ناتو" أندرس فوغ راسموسن الثلاثاء، سورية من استخدام الأسلحة الكيميائية، مؤكداً أنه "سوف يترتب على ذلك ردة فعل فورية من المجتمع الدولي".
وفي مستهل اجتماع وزراء الدول الأعضاء في "ناتو"، الذي يناقش الطلب التركي لنشر منظومة بطاريات صواريخ "باتريوت" على حدود تركيا مع سورية، قال راسموسن:" إن مخزونات الأسلحة الكيميائية السورية تثير قلقًا كبيرًا.. نحن نعلم أن سورية تمتلك صواريخ، ونحن نعلم أن لديها أسلحة كيميائية، ونضع ذلك في حساباتنا، وهذا هو السبب وراء الاستعجال في ضمان دفاع فعّال وحماية لحليفتنا تركيا".
وأضاف راسموسن:" إن إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية لن يكون مقبولاً أبداً بالنسبة للمجتمع الدولي بأسره، وإذا لجأ أي طرف إلى هذه الأسلحة الرهيبة أتوقع رد فعل فوري من المجتمع الدولي"، متوقعًا أن "يتخذ أعضاء الحلف في وقت لاحق الثلاثاء، القرار حيال طلب تركيا نشر منظومة الصواريخ على حدودها مع سورية"، مؤكداً "تعاطف الحلف الكامل مع أنقرة، واستعداده إلى ردع أية تهديدات عنها والدفاع عنها".
وجدد راسموسن، التأكيد على أن "نشر الصواريخ غرضه دفاعي فقط، وليس إقامة منطقة حظر جوي أو شن أية عملية هجومية"، قائلاً:" أتوقع أن تكون ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة قادرة على نشر صواريخ باتريوت في تركيا"، مشيراً إلى أنه "بمجرد اتخاذ القرار السياسي فإن التنفيذ العملي سيتبع فوراً"، فيما جدد التأكيد على أن "النشر المحتمل" لصواريخ "باتريوت" هدفه حماية تركيا والشعب التركي من أية هجمات صاروخية.
من جانبها، اعتبرت بريطانيا، الثلاثاء أن ما تردد عن "انشقاق" المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، سيكون "تطورًا مرحبًا به، إذا كان صحيحاً".
وقالت الخارجية البريطانية إلى وكالة "يونايتد برس انترناشونال": نحن على علم بالتقارير عن انشقاق مقدسي، وإذا كان ذلك صحيحًا فإن "انشقاقه سيكون دليلاً مرحباً به على العزلة الشخصية المتزايدة للأسد"، فيما قال متحدث الخارجية البريطانية:"إن النظام السوري متوتر للغاية، وقامت أعداد من الوزراء وكبار المسؤولين وضباط الجيش ورجال الأعمال بإدارة ظهورهم بشجاعة للأسد من خلال التخلي عنه وعن سياساته".
وأضاف:"نحن نشجع الآخرين على إظهار أنهم توقفوا عن دعم الرجل المسؤول عن مقتل أكثر من 40 ألف سوري".
وقد أدى سقوط أكثر من 5 قذائف "هاون" أطلقت من قلعة الحصن غرب حمص في سورية على بلدة الحواش المسيحية فجر الثلاثاء، إلى سقوط قتيلين، وعدد من الجرحى في الوقت الذي هاجمت فيه مجموعات مسلحة وبأعداد كبيرة حواجز الجيش السوري على مداخل وادي النصارى.
وقال مصدر محلي في اتصال مع "يونايتد برس انترناشونال" فجر الثلاثاء:" إن5 قذائف هاون سقطت على بلدة الحواش مصدرها قلعة الحصن، التي يسيطر عليها المسلحون وتضم مقاتلين غرباء، ما أدى إلى مقتل إياد سلوم(30 عامًا)، وفادي حداد (34 عامًا)، بعد أن أصيب منزلهما، وسقط عدد غير معروف من الجرحى".
وأضاف المصدر:" إن 3 بيوت تهدمت، وأن أعدادا كبيرة من المسلحين هاجمت حواجز الجيش في قرية لبساس والقميري وخط التابلاين للبترول على مداخل وادي النصارى، وهي على مقربة من الحدود مع لبنان، فيما لا تزال تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش والمسلحين"، بينما تابع المصدر:" إن قوات الجيش تتعامل مع المجوعات المسلحة التي يعتقد أن قسما منها قدم من لبنان".
بدوره حمَّل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، السلطات السورية "مسؤولية انتهاك اتفاق فض الاشتباك مع إسرائيل في هضبة الجولان"، داعيًا البلدين إلى وقف إطلاق النار على امتداد الحدود.
وحذر بان، في تقرير قدمه إلى مجلس الأمن الدولي 3 كانون الأول/ ديسمبر من أن "الحوادث الأخيرة، التي وقعت على امتداد خط وقف إطلاق النار قد تزيد من حدة التوتر بين سورية وإسرائيل وتعرض الاستقرار في المنطقة إلى الخطر"، فيما دعا بان كي مون، الرئيس السوري بشار الأسد، إلى وقف نشر القوات والعتاد العسكري في المنطقة العازلة"، موصيًا مجلس الأمن بـ"تمديد مهمة قوات الطوارئ العاملة في الجولان إلى 6 شهور أخرى تنتهي في أواخر حزيران/ يونيو المقبل".
وكانت إسرائيل قدمت شكوى إلى مراقبي الأمم المتحدة في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بعد دخول ثلاث دبابات سورية المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان والتي تفصل بين البلدين.
من ناحيته، كشف مصدر أميركي عن وجود معلومات لدى واشنطن تؤكد أن "النظام السوري يقوم بتجهيز ومزج مركبات كيميائية تدخل في إعداد غاز السارين القاتل؛ من أجل استخدامه ضد المعارضة المسلحة في البلاد.
ونقلت قناة "سي ان ان" الإخبارية 4كانون الأول/ ديسمبر عن المصدر الأميركي، الذي لم يذكر اسمه، القول:"إن الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية تمكَّنت عبر جهات مختلفة من جمع معلومات تشير إلى هذا التوجه"، دون أن يوضح المصدر كيفية التوصل إلى هذا الاستنتاج.
وأضاف المصدر أن "الغاز مخصص على الأرجح للاستخدام في قذائف المدفعية"، معتبرًا أن "التحركات الحالية التي جرى رصدها تتجاوز عمليات النقل التي أقدمت عليها السلطات السورية عدة مرات في الفترة الماضية".
وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، حذرا الرئيس السوري من مغبة استخدام السلاح الكيميائي لأهداف عسكرية.
وفي محافظة دير الزور، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في بلدة التبني الواقعة على طريق دير الزور ـ الرقة، فيما أشارت معلومات أولية إلى سيطرة مقاتلين من الكتائب على كتيبة منجم الملح في المنطقة، والاستيلاء على دبابتين وذخائر وأسلحة، واستشهاد مقاتل من الكتائب، ومقتل عدد من القوات النظامية, كما يحاصر مقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة مطار دير الزور العسكري، وتم قصفه بالقذائف وراجمات الصواريخ من قبل الكتائب الثائرة.
وفي ريف دمشق، عُثِر على جثامين 17 رجلاً مجهولي الهوية في بلدة الذيابية، وقد ماتوا برصاص القوات النظامية بعد اعتقالهم على أحد الحواجز القريبة من البلدة.
أرسل تعليقك