دفع الخرق الأمني الكبير في كركوك، بقية المحافظات المجاورة إلى أخذ احتياطات أمنية مشددة، حيث تهدّد أحداث كركوك محافظات أخرى مازالت تعاني من هشاشة أمنية، كديالى وصلاح الدين، والانبار، بسبب وجود "بؤر" للمسلحين في محيطها.
وقال قائم مقام الرطبة عماد مشعل الدليمي في تصريح إلى "العرب اليوم" أنّ "عناصر تنظيم "داعش" هاجموا، صباح اليوم، القضاء (410 كم غرب الرمادي)، من ثلاثة محاور"، مبيناً أنّ "الاشتباكات ما تزال مستمرة حتى الآن". وأضاف الدليمي، أنّ "التنظيم يستخدم جميع أنواع الاسلحة في مواجهة القوات الأمنية المتمركزة في مناطق القضاء".
وتكررت في الأسابيع الاخيرة الهجمات على القوات الأمنية في منطقة الرطبة، وهو ما دفع مسؤولي الأنبار إلى التحذير من خطورة عودة "داعش" إلى المناطق المحررة إذا استمر الإرتباك الأمني. وكان مسلحون هاجموا، قبل أسبوعين، الضفة المحررة من الشرقاط. وهذه كانت النكسة الثانية التي تزامنت مع بدء تحضيرات الهجوم على الموصل. وكانت القوات الأمنية تعرضت لنكسة أخرى في قرية الزوية، الواقعة إلى جنوب الشرقاط، بعد 24 ساعة من تحريرها.
وفي شأن معركة الموصل يستعدّ جهاز مكافحة "الإرهاب" إلى اقتحام مدينة الموصل من ناحية (برطلة) ". 19 كلم شرق مدينة الموصل وبانتظار ساعة. وكشف قائد قوات النخبة الثانية في جهاز مكافحة "الإرهاب" اللواء الركن معن السعدي، اليوم الأحد، أنّ الخطوة المقبلة لقواته ستكون نحو اقتحام مدينة الموصل. وقال السعدي إلى "العرب اليوم" أنّ "القوات تتهيأ للهجوم واقتحام مدينة الموصل"، لافتا إلى أنّ "القوات أخذت مواضعها الآن في ناحية (برطلة)". 19 كلم شرق مدينة الموصل.
وأشار إلى أنّ "الاستعدادات العسكرية الخاصة بتحرير الموصل ستدخل حيز التنفيذ مع بدء الهجوم على المدينة التي ستكون وجهتنا المقبلة، حيث أعدت القوات الأمنية خططا لإحباط التعرضات الانتحارية والعجلات الملغومة التي سينفذها "داعش". هذا وأفاد التلفزيون الرسمي العراقي يوم الأحد بتحرير قوات البيشمركة الكردية لأربع قرى في شرق مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش".
وقال التلفزيون في خبر عاجل بثه، أنّ "قوات البيشمركة تمكّنت من تحرير قرى تيستخراب وامام رضا ومفرق نفق وبعشيقة العسكري بالمحور الشرقي". فيما أعلن الجيش العراقي، الأحد، عن مقتل أحد كبار مساعدي زعيم تنظيم "داعش" المتطرف بقصف جوي قرب الموصل. وذكر بيان لقيادة طيران الجيش تلقى "العرب اليوم" أنّ "قصف جوي بناء على معلومات استخبارية استهدف موقع تواجد أبو أسامة أحد معاوني زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في بلدة تلسقف قرب الموصل. وأضاف أنّ "القصف أدى لمقتل القيادي في "داعش" وعدد من معاونيه".
بدوره كشف ابنيان الجربا، عضو مجلس محافظة نينوى ، عن قرب انطلاق محور سدّ الموصل الذي لم يشارك منذ انطلاق عمليات التحرير قبل 6 أيام، ويتواجد في (محور السد) قطعات من الفرقة 16 التابعة إلى الجيش العراقي التي تلقت تدريبات سابقة على يد ضباط من المارينز. وأكد الجربا "وجود فصائل من حشد عشائر نينوى من بينهم الحشد النجيفي".
ولفت عضو مجلس نينوى إلى أنّ "الحشد العشائري، الذي سيشارك في معركة الموصل، سيكون تحت إمرة قائد المحور العسكري ولن يتبع لأي طرف آخر". إلى ذلك أكد الجربا السيطرة على حريق كبريت المشراق بعد وصول تعزيزات إلى المنطقة مكونة من جرافات وآليات للمشاركة في جهد اخماد النيران. وكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، الذي زار بغداد أمس السبت، قال عقب لقائه رئيس الوزراء حيدر العبادي أنّ "عملية استعادة مدينة الموصل من "داعش" تسير وفق المخطط لها". كما أكد العبادي أنّ "قواتنا البطلة تتقدّم بشجاعة نحو تحقيق اهدافها بأسرع مما هو مخطط له والقوات العراقية الوحيدة التي تقاتل على الأرض ولاتوجد اي قوات اجنبية تقاتل معنا".
وفي الشأن الأمني في محافظة كركوك عادت القوات الأمنية في كركوك، للسيطرة على الأوضاع في أغلب مناطق مركز المحافظة بعد يومين من هجوم غير مسبوق شنّه مسلحو "داعش" على المناطق الغنية بالنفط. وكان مسلحو التنظيم قاموا بقتل مسؤول أحد الجوامع الواقعة جنوب كركوك، وسرقة شاحنته لينتقلوا بها إلى صوب المجمع الحكومي وسط مركز المحافظة. وقدّر مسؤولون محليون أعداد المهاجمين بين 100 و200 مسلح، توزعوا على المناطق ضمن مجاميع صغيرة. وتذهب التكهنات إلى أنّ المسلحين دخلوا كركوك في يوم الهجوم أو قبله بـ24 ساعة.
وألقى مسؤولون باللائمة على الحكومة العراقية التي تركت خلفها الحويجة، جنوب غرب كركوك، واتجهت إلى تحرير الموصل. وحذروا من عمليات مشابهة في المدن التي لا تزال تحت سيطرة "داعش"، ولم يتم تحريرها بالكامل. وبالمقابل لا تبدو الأحداث في كركوك قد أثّرت في سير العمليات في الموصل، على الرغم من أنّ تداول معلومات عن سحب البيشمركة لبعض قطعاتها وإرسالها إلى كركوك لمساندة باقي القوات في صد هجوم داعش.
في غضون ذلك قدّر برهان العاصي، رئيس المجموعة العربية في كركوك، وهي حركة سياسية تضم عرب المحافظة، عدد المهاجمين "بين 100 إلى 200 عنصر". وقال العاصي أنّ "المهاجمين تقسموا إلى مجاميع صغيرة تضم 10 أفراد، وانتشروا في 15 منطقة"، مشيراً إلى أنهم انطلقوا من جنوب كركوك من احياء "حي الشركة، الدوميز، والنداء".
وكشف أحد قادة عرب كركوك عن أنّ "المسلحين دخلوا إلى المدينة في يوم الهجوم أو قبله بيوم واحد"، مبيناً "انهم قاموا بقتل أحد شيوخ الجوامع في جنوب كركوك واستولوا على سيارته الحمل نوع كيا للانتقال إلى وسط المدينة". وكان مقطع فيديو بثه ناشطون، يوم الجمعة، على مواقع التواصل الاجتماعي، عن لحظة دخول "داعش" إلى كركوك، اظهر عدداً من المسلحين وهم يستقلون سيارة حمل "كيا" زرقاء اللون.
ونفى العاصي أنّ يكون "مهاجمو كركوك قد انطلقوا من مخيمات إيواء النازحين أو مقيمين عند احد الوافدين إلى المحافظة"، مؤكداً أنّ "القوات تقترب من السيطرة بشكل شبه تام على المدينة، باستنثاء وجود بعض المسلحين المحاصرين في منازل بجنوب كركوك". وأعلن محافظ كركوك، أمس، عن وجود خلايا نائمة لـ"داعش" في المحافظة، مقدراً عدد المسلحين المشاركين في الهجوم بأنه "يترواح بين 35 إلى 50 مسلحاً".
وقال نجم الدين كريم، في بيان صحافي أنّ "أكثر من 600 ألف شخص نزحوا من المناطق السنية إلى كركوك"، مضيفاً "من المرجح وجود خلايا نائمة لـ"داعش" في كركوك ونتوقع أنّ يقدم التنظيم على استخدامها لاستهداف المحافظة". وأشار إلى أنّ "داعش" كان يهدف إلى السيطرة على مبنى المحافظة ومقار الشرطة وعدد من الأحزاب السياسية"، مؤكداً مقتل جميع عناصر "داعش" الذين شاركوا في الهجوم.
في هذه الاثناء اعتبرت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية قرار الحكومة بـ"تخطي" الحويجة والانطلاق إلى تحرير الموصل بأنه "خطأ ستراتيجي فادح". واستغرب عضو اللجنة النائب هوشيار عبد الله، في بيان صحافي أمس، ما وصفه بـ"الإصرار العجيب من الولايات المتحدة الأميركية على الإسراع في البدء بعملية الموصل وإبقاء الحويجة في قبضة "داعش". محملاً الحكومة العراقية والتحالف الوطني "مسؤولية تأخير تحرير الحويجة".
وكان برهان العاصي، وأطراف في الحشد الشعبي دافعوا، خلال المدة الماضية، عن فكرة البدء بتحرير الحويجة قبل التوجه إلى الموصل، خلافاً لرؤية واشنطن التي اصرت على انهاء ملف الموصل قبل بدء الانتخابات الأميركية. ويقول العاصي "مازلنا نسمع عن تحرير الحويجة لكننا لم نرَ اية قوات جديدة وصلت إلى المحافظة".
أرسل تعليقك