طرح الزواج المدني في لبنان يفجّر خلافاً متجدداً بين المرجعيات السياسية والدينية
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

وزيرة الداخلية ريا الحسن تتبنّى المشروع ودار الفتوى ترفضه جملة وتفصيلاً

طرح الزواج المدني في لبنان يفجّر خلافاً متجدداً بين المرجعيات السياسية والدينية

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - طرح الزواج المدني في لبنان يفجّر خلافاً متجدداً بين المرجعيات السياسية والدينية

وزيرة الداخلية اللبنانية ريّا الحسن
بيروت ـ فادي سماحه

أثار موقف وزيرة الداخلية اللبنانية ريّا الحسن، المؤيد لإقرار قانون الزواج المدني الاختياري في لبنان، عاصفةً من ردود الفعل المرحبة بالخطوة لا سيما من سياسيين وجمعيات مدينة واجتماعية، في مقابل مواقف رافضة لهذا الطرح بالمطلق، وفي مقدمها المرجعيات الدينية لدى الطوائف الإسلامية والمسيحية، أبرزها دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، التي حذّرت من الخوض في غمار هكذا قانون، واعتبرت أنه "يخالف الشريعة الإسلامية وأحكام الدستور اللبناني".

وكانت الوزيرة ريّا الحسن، فجرت في تصريح لها، قنبلة قبل يومين، لا تزال أصداؤها تتردد في المواقف السياسية، وعلى المنابر لا سيما في خطب الجمعة، حيث أعلنت صراحة أنها تؤيد أن يكون هناك "إطار للزواج المدني". وقالت في مقابلة صحافية: "هذا الأمر سأتحدث فيه وسأسعى لفتح الباب لحوار جدي وعميق حول هذه المسألة مع كل المرجعيات الدينية وغيرها، وبدعم من رئيس الحكومة سعد الحريري حتى يصبح هناك اعتراف بالزواج المدني".

المواقف الرافضة لإحياء النقاش حول الزواج المدني، توّجت ببيان صدر عن دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، أمس، وأعلنت فيه أن "موقف مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ودار الفتوى والمجلس الشرعي ومجلس المفتين، معروف منذ سنوات في الرفض المطلق لمشروع الزواج المدني في لبنان"، مؤكداً أن هذا الزواج "يخالف أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء جملةً وتفصيلاً، ويخالف أيضاً أحكام الدستور اللبناني فيما يتعلق بوجوب احترام الأحوال الشخصية المعمول به في المحاكم الدينية العائدة للبنانيين في المادة التاسعة".

وأضاف بيان دار الفتوى: "لا يمكن إقرار هذا القانون في المجلس النيابي من دون أخذ رأي وموقف دار الفتوى وسائر المرجعيات الدينية في لبنان"، داعياً إلى "عدم الخوض في موضوع الزواج المدني الذي هو من اختصاص دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية المؤتمنة على دين الإسلام ومصلحة المسلمين".

وفي غمرة السجال الواسع حوله، أوضحت مصادر سياسية مطلعة على الملف، أن "القنبلة التي فجّرتها وزيرة الداخلية ليست مجرّد بالون اختبار، بل طرح جدّي يحتاج إلى نقاش حقيقي وعميق". وأكدت لـ"الشرق الأوسط"، أن "هناك من يعمل لإنضاج هذا الملف بهدوء، ومن دون إثارة غضب المرجعيات الدينية لدى الطوائف اللبنانية التي تتمسّك بحصر عقود الزواج بالمحاكم الشرعية. ورأت أن الموضوع يحتاج إلى توافق سياسي، وأن يتم إنجازه بهدوء بعيداً عن العصبية ولغة التحدي.

وكان مجلس الوزراء اللبناني أقرّ في عام 1998 مشروع قانون الزواج المدني، بحضور رئيس الجمهورية الراحل إلياس الهراوي ورئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، وبأغلبية ثلثي أعضاء الحكومة، لكن حالة الاعتراض الدينية التي واجهته يومذاك، دفعت الحريري إلى تجميد القانون في أدراج الأمانة العامة لمجلس الوزراء.

إقرأ أيضا:الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه بدعم الحكومة اللبنانية

من جهته، دافع وزير الداخلية الأسبق مروان شربل، بشدّة عن طرح الوزيرة ريّا الحسن، ورأى فيه خطوة شجاعة يجب ملاقاتها ودعمها.

وأوضح في تصريح لـ"الشرق الأوسط"، أن الدولة اللبنانية تسجّل عقود الزواج المدني التي تجري بين مواطنين لبنانيين يتزوجون بالخارج، وهناك أكثر من 3000 عقد زواج مسجل في المحاكم اللبنانية، فلماذا الاعتراض على إقرار قانون يسمح بزواج مدني اختياري في لبنان، بدل أن يتكبّد الناس مشقة السفر وتكاليف هذا الزواج في الخارج، طالما أن الدولة تعود وتعترف به؟.

ورأى شربل أن "هناك ما يشبه حالة التمرّد من أكثر من نصف الشعب اللبناني على طوائفهم نتيجة تحكم رجال الدين بأحوالهم الشخصية"، مذكراً بأن "السجال حول الزواج المدني قائم منذ أن طرحه الرئيس إميل إده في عام 1956، ولاقى اعتراض المرجعيات الدينية".

لكن بالمفهوم الديني تبدو العقدة أعمق من إبرام عقد زواج بين شريكين متفاهمين، وإن كان كلّ منهما يتبع ديناً مختلفاً عن الآخر، ورأى مصدر مقرّب من دار الفتوى، أن "الإسلام هو نظام متكامل، والآن يأتي من يحاول الإخلال بهذا النظام والتسلل منه عبر الأحوال الشخصية".

وقال المصدر لـ"الشرق الأوسط": "يتخذ البعض من الزواج المدني هدفاً لحل مشكلة الطلاق والمهر والتبنّي، لكن الحقيقة أن المشكلة أعمق بكثير، وهي تدنو من المحرّمات، التي تبدأ بإلغاء شرط الدين عبر إباحة الزواج من المحارم، كأن يتزوج الشخص من أخته بالرضاعة وغيرها من الأمور الخطيرة"، مؤكداً أن "المحاكم الشرعية لا تعترف بالزواج المدني الذي يحصل في الخارج، اللهم إلا إذا كان زواجاً شرعياً عند رجل دين ووفق القاعدة الشرعية ومسجّل لدى البلدية، عندها يمكن التصديق عليه وتسجيله في المحكمة الشرعية".

وتعليقاً على الموضوع، برز تصريح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، الذي سأل هل بالإمكان أن ندلي برأينا دون التعرض للتكفير حول الزواج المدني. وقال: "نعم إنني من المناصرين للزواج المدني الاختياري، ولقانون أحوال شخصي مدني، وكفى استخدام الدين لتفرقة المواطنين".

قد يهمك أيضا:نبيه بري يدعو إلى جلسة مُشتركة الخميس المقبل

الحكومة اللبنانية تدرج قانون للعفو العام عن السجناء ضمن بيانها الوزاري

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طرح الزواج المدني في لبنان يفجّر خلافاً متجدداً بين المرجعيات السياسية والدينية طرح الزواج المدني في لبنان يفجّر خلافاً متجدداً بين المرجعيات السياسية والدينية



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 22:38 2020 الثلاثاء ,22 أيلول / سبتمبر

بـ«family house».. فنانة مصرية شابة تدخل عالم هوليوود

GMT 12:00 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 00:54 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

أمير كرارة ينفي وجود أخطاء إخراجية في "كلبش 2"

GMT 01:46 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

ميس حمدان تكشف سر ابتعادها عن السباق الدرامي في مصر

GMT 18:37 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة فيليب موريس مصر تعلن عن أسعار السجائر

GMT 01:47 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أهمية الحفاظ على 5 أصدقاء مقربين للمرأة

GMT 11:35 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

إنفوغراف 19

GMT 04:25 2016 الإثنين ,24 تشرين الأول / أكتوبر

محمد نبوي يؤكد أن "القرموطي" يكشف زيف تنظيم "داعش"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab