بغداد – نجلاء الطائي
ارتفعت في الساعات الماضية حصيلة خسائر تنظيم "داعش" إلى أكثر من 100 قتيل، في آخر منطقة يجري تطهيرها منهم بالكامل في قضاء تلعفر، على أيدي القوات العراقية وبإسناد من طيران الجيش، في وقت أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن حكومته تعمل على دعم مشروع قرار أممي "يجرِّم داعش ومموليه"، فيما أشار إلى بدء العراق بتعاون مع ليبيا ومصر ودول أخرى للقضاء على "الإرهاب".
وأعلن المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية، العميد يحيى رسول، مقتل العشرات من عناصر وانتحاريي تنظيم "داعش" ، خلال عملية نوعية في شمال العراق. وأوضح أن قطعات الفرقة 15 من الجيش، وبإسناد من الطيران العراقي، تكمل تفتيش وتطهير قرية قصبة الراعي "الواقعة غرب ناحية العياضية، غربي تلعفر شمال غرب العراق، بمحاذاة سورية"، من سيطرة "داعش". وأضاف رسول، أن العملية أسفرت عن قتل 30 مسلح بينهم 11 انتحاريا، كما تم قتل القيادي بالتنظيم،
مدير مكتب والي تلعفر المدعو "محمد مهدي محمد فرحان".
وفي بيان سابق لها مساء الإثنين الماضي، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، أن قطعات الفرقة المذكورة من الجيش، تمكنت أثناء عمليات التطهير والتفتيش باتجاه منطقة قصبة الراعي التي تقع غرب ناحية العياضية شمال غرب تلعفر، بمحافظة نينوى، من قتل 65 مسلحا ، بينهم 15 انتحاريا، وتدمير سيارتين وأربع مضافات لتنظيم "داعش" في المنطقة المذكورة. وتعتبر ناحية العياضية هي المنطقة الأقرب من نينوى، إلى سورية، ولم تسمح القوات العراقية لعناصر "داعش" بالهرب من الناحية باتجاه الأراضي السورية، أثناء عمليات التحرير.
ونجحت السلطات العراقية، باحتجاز مقاتلين من تنظيم "داعش" ، يحملون جنسيات عربية، خلال المعارك التي خاضتها ضد التنظيم بمحافظة نينوى، وعاصمتها الموصل شمال البلاد، والتي انتهت بتحريرها بالكامل. وبحسب مسؤول رفيع في جهاز الأمن العراقي، فقد انتهت عملية التحقيق مع الموقوفين ونقل أوراقهم للقضاء، وفقاً لأحكام المادة الرابعة من القانون العراقي المتعلقة بالأعمال. وعن جنسيات الموقوفين، قال المسوؤل: "هناك إماراتي واحد مصاب، وتم علاجه بمستشفى خاص بعد اعتقاله قرب الموصل، كما يوجد 13 سعودياً، وثلاثة مصريين، فضلاً عن جنسيات أخرى مثل تونس والجزائر وليبيا واليمن والبحرين والأردن وفلسطين".
ووفقاً للمسؤول ذاته، فإن "القوات العراقية اعتقلت خلال العام الجاري بمعارك نينوى وضمن حملة "قادمون يا نينوى" العسكرية أكثر من 90 متطرفًا من جنسيات مختلفة، من بينهم 43 مسلحًا عربياً من دول عدة، أبرزها السعودية وتونس وسورية". ولفت إلى "نقل المتطرفين الذين تم اعتقال معظمهم في مناطق قتال وبالجرم المشهود، إلى سجن خاص قرب بغداد"، مبيناً أن "غالبية الموقوفين تم انتهاء التحقيق معهم وستحال أوراقهم إلى القضاء لتتم محاكمتهم وفقاً لأحكام المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب النافذ في العراق". وأكد في الوقت نفسه، أن "أي تدخل أو شفاعة سياسية غير ممكنة حتى من قبل الحكومة، كون الملف بات قضائياً واعترافات الإرهابيين تم تدوينها".
ويأتي ذلك بالتزامن مع بيان لمجلس القضاء الأعلى في العراق، أكد فيه أن محكمة الجنايات العليا أصدرت حكماً بإعدام مسلح روسي الجنسية ينتمي لتنظيم "داعش"، عقب اعتقاله مطلع العام الجاري في معارك شمالي البلاد، وثبوت تورطه بقتل عراقيين وتنفيذ عمليات إرهابية لصالح التنظيم. وقال المتحدث الرسمي لمجلس القضاء الأعلى، القاضي عبد الستار بيرقدار، إن "محكمة الجنايات المركزية نظرت دعوى متهم روسي الجنسية ينتمي إلى ما يسمى بـ"كتيبة الزرقاوي" أحد التشكيلات المسلحة لتنظيم داعش الإرهابي".
وأضاف بيرقدار، في بيان، أن "القوات الأمنية ألقت القبض على المتهم أثناء عملية تحرير الجانب الأيمن في الموصل بعد أن نفدت ذخيرته". وأشار إلى أن "المتهم اعترف بالقيام بالعديد من العمليات الإرهابية ضد الأجهزة الأمنية منذ عام 2015"، مبيناً أن "حكم الإعدام صدر وفق المادة الرابعة /1 من قانون مكافحة الإرهاب، ابتدائياً قابلاً للتمييز".
في غضون ذلك دعا رئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي، القيادات الكردية الى زيارة بغداد لفتح باب الحوار وايجاد الحلول، فيما جدد رفضه للمشروع. وقال خلال المؤتمر الاسبوعي الذي يعقده في مكتبه ببغداد ، ان "مجلس الوزراء جدد تاكيده على عدم دستورية استفتاء كردستان"، لافتا الى ان "فرض الامر الواقع بالقوة امر مرفوض، وان اجراء الإستفتاء ليس من مصلحة الشعب الكردي".
واوضح رئيس الوزراء العراقي، " اننا حريصون على توفير الحياة الكريمة والامنة لجميع الكرد ولجميع العراقيين، فقد حقق الشعب الكردي بعد 2003 ما لم يحققوه خلال قرون من الزمن، ولحرصي عليهم أقول بأن الخطوات المتخذة لاجراء الاستفتاء ستقضي على كل ما تحقق". واشار العبادي الى أننا "لن نسمح بتقسيم البلد لأننا شركاء في هذا الوطن، وادعو المواطنين الكرد الى رفض عملية الإستفتاء لأنه ليس في مصلحتهم".
وأكد العبادي، أن حكومته تعمل على دعم مشروع قرار أممي "يجرم داعش ومموليه"، فيما أشار إلى بدء العراق بتعاون مع ليبيا ومصر ودول أخرى للقضاء على "الإرهاب". وأضاف أن "العراق بدأ بتعاون مع ليبيا ومصر ودول أخرى للقضاء على الإرهاب"، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه "عرضت علي مسودة لتحرير باقي المناطق من سيطرة داعش".
أرسل تعليقك