تلويح عبد المهدي بالاستقالة من رئاسة الحكومة يربك المشهد السياسي العراقي
آخر تحديث GMT12:42:50
 السعودية اليوم -

الكتل تأخذها على محمل الجد لأنه سبق أن استقال مرتين من منصبين رفيعين

تلويح عبد المهدي بالاستقالة من رئاسة الحكومة يربك المشهد السياسي العراقي

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - تلويح عبد المهدي بالاستقالة من رئاسة الحكومة يربك المشهد السياسي العراقي

رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي
بغداد ـ نهال قباني

يسعى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، منذ توليه منصبه في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، إلى تجنب التصريحات المثيرة للجدل. وباستثناء عدة زيارات قام بها إلى مواقع عسكرية شملت قيادة العمليات المشتركة وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي، فإن عبد المهدي لم يقم، بعكس رئيسي الجمهورية برهم صالح والبرلمان محمد الحلبوسي، بأي زيارة سواء خارجية منها أم داخلية، باستثناء زيارته إلى كربلاء في ذكرى أربعينية الحسين.

وباستثناء مؤتمره الصحافي الأسبوعي عقب جلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء، وهو تقليد حافظ عليه منذ عهد سلفه حيدر العبادي، فإن عبد المهدي لم يدل بأي تصريحات صحافية لأي وسيلة إعلام محلية أم خارجية. بل إن التصريح الإعلامي الوحيد الذي صدر عنه كان عبارة عن هجوم على شبكة الإعلام العراقي وبالذات قناة "العراقية" الحكومية التي عدها بمثابة قناة المسؤول الحكومي وليس الدولة.

لكنه، ردا على سؤال بشأن تلويحه الدائم بالاستقالة خصوصا أنه كان استقال مرتين من منصب نائب رئيس الجمهورية ومنصب وزير النفط، أكد أنه "يستقيل في حال لم يتمكن من تغيير شيء وبالتالي حتى لا يكون شريكا في الفشل". تلويح عبد المهدي بالاستقالة يتزامن مع ما تعانيه الطبقة السياسية من فشل في تسويق مرشحيها للوزارات المتبقية وهي 8 فضلا عن الوزارات التي تم حسمها وهي 14 وزارة أعلنت هيئة المساءلة والعدالة عن شمول أحد شاغليها (نعيم الربيعي وزير الاتصالات) بإجراءات اجتثاث البعث مما يعني سحب الثقة منه. وفي حال تم سحب الثقة عن أي وزير آخر من الأربعة عشر وزيرا لأي سبب جنائي أو المساءلة والعدالة فإن الحكومة تسقط ويتوجب على رئيس الجمهورية برهم صالح ترشيح شخصية أخرى وهو ما يعقد المشهد السياسي العراقي.

وقال السياسي العراقي المستقل نديم الجابري لـ"الشرق الأوسط": إن "مصدر القوة الوحيد لعبد المهدي هو التلويح بالاستقالة وذلك لتخفيف الضغوط عليه من قبل الكتل السياسية حيث يلوح بهذا الخيار للأحزاب والكتل لا سيما أن لديه مصداقية في هذا المجال حيث سبق له أن نفذ أكثر من استقالة من قبل". وأضاف الجابري، أن "الظروف الآن اختلفت والمنصب الذي يتحمله عبد المهدي هو الآخر مختلف وبالتالي فإن خيار الاستقالة ليس خيارا قائما لكنه تحول إلى سلاح بيده ضد القوى التي لم تتمكن من حسم خلافاتها سواء على صعيد المناصب أو الأشخاص".

وأكد الجابري أن "الأسباب التي تجعل الأحزاب والقوى غير قادرة على حسم خياراتها فلكونها لا تمتلك رؤية ولا تخطيط وبالتالي هي في الغالب أحزاب عفوية وقد أصبحت أمام أمر واقع". وتابع الجابري أن "الاضطراب الحاصل في المشهد السياسي ترك تأثيراته المباشرة على مسألة تشكيل الحكومة ذلك إنه في الماضي كانت هناك كتلة واحدة كبيرة تستطيع أن تفرض رؤيتها بشكل أو بآخر بينما اختلف الأمر اليوم حيث هناك كتلتان كبيرتان هما "الفتح" و"سائرون"، لا تريد أي واحدة منهما كسر إرادة الأخرى لأن الطرفين يعرفان أن النتائج التي سوف تترتب على ذلك ستكون خطيرة، مبينا أنه "بسبب ذلك بات من الصعب على أي واحدة منهما فرض مرشحها بمعزل عن موافقة الطرف الآخر أو التوافق معه بطريقة أو بأخرى وهو ما يجري التعامل معه الآن".

ويرى الجابري أن "أي مسعى من إحدى الكتلتين في كسر إرادة الطرف الآخر سيؤدي بالضرورة إلى سقوط الحكومة وهو أمر ستكون نتائجه في غاية الخطورة ومع ذلك فإن خلافاتهم لم تبلغ بعد مرحلة كسر العظم ولا يزال أمامهما متسع من الوقت طالما أن الخلاف الآن هو فقط على الأشخاص وليس على المناصب وبالتالي يمكن إيجاد حلول في اللحظات الأخيرة لهذه المشكلة".

ويرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور عامر حسن فياض في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن "الخوف من تهويل تهديد عادل عبد المهدي بالاستقالة يعود إلى سبب رئيسي وهو أننا لا نملك ثقافة الاستقالة"، مبينا أن "عبد المهدي يكاد يكون هو المسؤول الوحيد بين زعامات ما بعد 2003 الذي قدم استقالته من مناصب رفيعة وبالتالي فإن مجرد تلويحه بها بات أمراً مربكا للقوى والكتل السياسية".

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلويح عبد المهدي بالاستقالة من رئاسة الحكومة يربك المشهد السياسي العراقي تلويح عبد المهدي بالاستقالة من رئاسة الحكومة يربك المشهد السياسي العراقي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 19:41 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

نظام بيدو الصيني يغطي دول طريق الحرير بحلول 2018

GMT 13:45 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

جنات تحيى حفل عيد الحب في دار الأوبرا الجمعة

GMT 13:29 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

مروة هيكل تكتب رواية رعب بعنوان صرخة في الليل

GMT 14:02 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

يشبهنا صراع العروش

GMT 14:12 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

فريق النادي الأهلي يتوج بدوري مرتبط السلة المصري

GMT 15:28 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

هبة عبد الغني تخوض السباق الرمضاني 2019 بـ"لمس أكتاف"

GMT 10:14 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إقالة مورينيو من تدريب مانشستر يونايتد

GMT 20:17 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

ناهد السباعي تصدم جمهورها بتعليق غير متوقع عن طلاقها

GMT 14:42 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

القادسية يصدر بيان رسمي للرد على انتقال لاعبه كامارا

GMT 20:55 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

كيفية اعداد أومليت بالبروكلي وجبن الفيتا للرجيم

GMT 02:26 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة اللبنانية أمل حجازي تؤدي مناسك العمرة

GMT 18:46 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق تعامل الأب مع خلافات الأم والابنة بين التحكم والسيطرة

GMT 17:26 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

معاذ وعون يدعمان دفاع الاتحاد أمام الفيحاء

GMT 00:33 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

" حزب الله" يتمسك بتمثيل "سنّة 8 آذار"في الحكومة اللبنانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab